آذان مقطوعة وبطارية متصلة بالجهاز التناسلي.. لماذا كشفت روسيا تعذيبها للمشتبه بهم في هجوم موسكو؟
بأذن مقطوعة وكرسي متحرك وعين منتفخة، ظهر المشتبه بهم في الهجوم الإرهابي على قاعة الحفلات الموسيقية في العاصمة الروسية موسكو، أمام المحكمة الأحد، ما يكشف عن تعرضهم للتعذيب أثناء استجوابهم، والتي ظهرت في آثار الدماء والضمادات الملصقة علي وجوههم.
وطرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها تساؤلات حول أسباب تعمد السلطات الروسية إظهار المشتبه بهم في هذه الحالة، فقالت الصحيفة أن الكثير من متتبعي الجلسة في روسيا والعالم يعلمون جيدًا ما حدث للمتهمين.
إنتشار مقاطع فيديو المشتبه بهم في تنفيذ هجوم موسكو
ولفتت التايمز الأمريكية إلي أن الإنتشار الواسع لمقاطع فيديو توثق تعرضهم للتعذيب أثناء استجوابهم، والذي وصفه محللون بأنه انتقام واضح وعلني للهجوم الذي أودي بحياة ما لا يقل عن 139 شخص وإصابة 180 آخرين.
آثار التعذيب علي المتهمين في هجوم موسكو
وأظهر أحد مقاطع الفيديو والذي أثار حالة من القلق، أحد المتهمين، ويدعي سعيد كرامي، وقد تم قطع أذنه ووضعها في فمه، كما أظهرت صور متداولة علي مواقع التواصل الاجتماعي بطارية موصلة بالأعضاء التناسلية لأحد المتهمين، يدعي شمس الدين فريدوني، أثناء احتجازه.
من جانبها قالت الصحيفة الأمريكية أن مقاطع الفيديو بدأ تداولها عبر قنوات علي تطبيق تليجرام، قريبة من أجهزة الأمن الروسية.
لماذا نشرت روسيا مقاطع فيديو تظهر آثار تعذيب لمتهمين في هجوم موسكو؟
وفي ذات السياق، قالت أولغا سادوفسكايا العضو في لجنة مناهضة التعذيب، وهي منظمة روسية تابعة لحقوق الإنسان، أنه لم يسبق في تاريخ روسيا الحديث، عرض أي مقاطع فيديو تحتوي على تعذيب لمتهمين عبر التلفزيون الرسمي للدولة
وأضافت أولغا أن الهدف من نشر مقاطع الفيديو المذكوره أعلاه، هو إيصال رسالة لكل من تسول له نفسه بالتخطيط لأي هجوم إرهابي، حول ما يمكن أن يحدث له من تعذيب، وكذلك حتي يظهر للمجتمع أن هناك انتقامًا لكل ما عاني منه المدنيين المتضررين في الهجوم.
وتعقيبا علي مقاطع الفيديو أيضًا، قال سكوت روم، مدير السياسة العالمية والمناصرة في مركز ضحايا التعذيب، ومقره مينيسوتا، أن التعذيب يعد جريمة بموجب القانون الدولي، حتي أنه في بعض الأحيان يسعي محامو الدفاع لإسقاط أي شهادة تم انتزاعها تحت التعذيب علي اعتبارها غير موثوقة
وأضاف روم، أن محاكمات المتورطين في قضايا الإرهاب في روسيا تكون مغلقة، وكذلك جلسات الاستماع، ولذا فمن الصعب معرفة إذا كان هناك اعتراض من محامي الدفاع علي التعذيب أم لا.
هجوم موسكو
وفي وقت سابق، وجه فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، أصابع الاتهام لأوكرانيا بالانخراط في الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعة حفلات موسيقية في العاصمة موسكو وتسبب في مقتل أكثر من 139 شخص، وذلك رغم إعلان داعش مسؤوليتها عن الهجوم.
وبدأت الواقعة عندما، أطلق 4 مسلحون بأسلحة آلية وقنابل موجة قتل داخل مسرح Crocus City Hall ليلة الجمعة، فيما عرف بأنه أسوأ هجوم إرهابي في روسيا منذ 20 عامًا، وجاءت المذبحة بعد أسبوعين من تحذير الولايات المتحدة من هجوم وشيك في العاصمة الروسية من قبل متطرفين.