كيف أنتم ناجحون؟
أول ما يخطر في عقل المصريين عند ذكر أو استخدام شركات الطيران الخليجية الشهيرة وهو كيفية تحقيق تلك الريادة بهذا الشكل المبهر في صناعة أصبحت عنوانا لنجاح وتقدم الدول بل ولاعبا محوريا في زيادة تدفق السياحة والعملة الأجنبية.
وتأتي التساؤلات في سر أو خلطة نجاح تلك الشركات، فنجد الخطوط الجوية القطرية الحائزة على العديد من الجوائز العالمية بسلسلة إنجازاتها التي تجلت في حصولها على جائزة "أفضل درجة أعمال في العالم 2023 خلال حفل توزيع جوائز سكاي تراكس العالمية 2023 وذلك للمرة العاشرة في تاريخها بصافي أرباح تعدى 3.7 مليار ريال قطري.
وشركة الخطوط الإماراتية التي خرجت من عام 2023 بلقب شركة الطيران الرائدة عالميًا في الشرق الأوسط للعام الثالث على التوالي، كما حصدت أعلى الجوائز في شركات الطيران الرائدة في مجال الترفيه الجوي، والعلامة التجارية الرائدة في مجال الطيران، والدرجة الأولى الرائدة، وعبرت مجموعة الإمارات عن أفضل نتائجها المالية على الإطلاق خلال ستة أشهر، لتعلن المجموعة عن صافي أرباح نصف العام 2023-2024 بقيمة 10.1 مليار درهم إماراتي بأسطول من الطائرات يتعدى الـ 2200 طائرة معظمها من الطراز العريض صاحبت الرحلات ذات المدى البعيد كما هو الحال للخطوط القطرية.
العامل المشترك بين تلك الشركتين ليس في توفر الموارد المالية الكبيرة للدولة فحسب - لأنها حجة البليد - إذ أن في صناعة الطيران يمكن التعاقد على العديد من الطائرات بطرق ميسرة أو حتى بغرض الإيجار في بعض الأحيان في حالة ندرة الموارد المالية الكبيرة.
في الوقت الذي أكد به دولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي على أهمية مواصلة الجهود المكثفة للنهوض بقطاع الطيران المدني في مصر بما يسهم في الارتقاء بوضعيته التنافسية إقليميًا وعالميًا، وبما يتكامل مع عملية التنمية الشاملة في البلاد تأكيدًا على الاستراتيجية الحديثة المتبعة للدولة المصرية في عدة مجالات من خلال مشاركة القطاع الخاص وتنفيذ أفضل الممارسات المتبعة عالميا، وبتحليل بسيط تجد أن جميع الفرق التنفيذية لتلك الشركات الناجحة وغيرها من أصحاب الخبرات الفنية الكبيرة وعلى رأس شركة الإمارات أيقونة الإدارة تيم كلارك وهو ما يؤكد أنه حتى بتوافر الموارد المالية الكبيرة لتلك الدول لا يمكن تحقيق النجاح دون كفاءات نزيهة ذات خبرات فنية كبيرة برؤية وخطة زمنية واضحة وآليات مراقبة أداء قوية أمينة.
طموح الشعب المصري كبيرة وداعمة للقيادة السياسية وعلى ثقة كبيرة أن الفكر والتوجه الآن مختلف بما يحقق المكانة التي نستحقها.
وللحديث بقية..