تكفين صندوق من مقتنيات أحمد شوقي بوزارة الثقافة.. القصة الكاملة من العثور عليه إلى لفِّه في أكياس بلاستيك
- القاهرة 24 انفرد بالنشر عن الصندوق ولم يتم عرضه في متحف شوقي حتى الآن
- رئيس قطاع الفنون التشكيلية أكد عرض الصندوق في متحف أحمد شوقي بالمخالفة للحقيقة
- مقتني الصندوق يشكو البيروقراطية ويقرر توكيل محامٍ لاسترداده
- مسؤولة بمتحف أحمد شوقي: عدم عرض الصندوق لعدم إدراجه بالسجلات المتحفية حتى الآن
مقتنيات العظماء من المفترض أن يتم الاهتمام بها وتقديرها بالشكل اللائق، فما بالنا إذا كانت هذه المقتنيات تخص أحمد شوقي أمير الشعراء وأحد الخالدين على مر العصور.
ولأن هناك بالفعل متحف لأحمد شوقي، يضم مقتنيات أمير الشعراء، فهذا يجعل ضم أي شيء من مقتنياته إلى المتحف أمرا سهلا فلسنا بحاجة لإنشاء متحف من جديد، وهنا نخص بالذكر صندوقا لـ أحمد شوقي كان القاهرة 24 انفرد بخبر العثور على الصندوق من أحد أفراد أسرته في شهر مايو الماضي، هو المهندس حسن محمد حسن الزيات، حفيد عميد الأدب العربي طه حسين وابن ابنته أمينة.
وقبل الخوض في التفاصيل نوضح أولا العلاقة بين طه حسين وبين عائلة أمير الشعراء أحمد شوقي وكيف وصل الصندوق إلى حسن الزيات حفيد طه حسين، حيث يقول الزيات، إن هناك صلة قرابة ونسب بين الأسرتين، فخالي مؤنس طه حسين تزوج ليلى العلايلي حفيدة أحمد شوقي، ووالدتها اسمها أمينة أحمد شوقي، كان بينها وبين أمينة بنت ليلى حفيدتها علاقة حب كبيرة فأعطتها هذا الصندوق، وأمينة الحفيدة فكرت أن الصندوق كان أصلا في بيت جدها ومن ثم يجب أن يعود هناك مرة أخرى لعرضه في متحف أحمد شوقي.
روى حسن الزيات في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24 قصة وصول الصندوق إلى يديه قائلا: إن الصندوق وصل إلينا عن طريق جدة بنت خالي أمينة مؤنس طه حسين، وجدة بنت خالي هي نفسها ابنة أمير الشعراء أحمد شوقي، تركت الصندوق لحفيدتها، وهي حاليا في فرنسا.
وأردف قائلا: أمينة ابنة خالي طلبت مني التواصل مع وزارة الثقافة لتسليم الصندوق إلى وزارة الثقافة لعرضه ضمن مقتنيات الشاعر الكبير أحمد شوقي في متحفه بكرمة ابن هانئ.
وأوضح أن هذا الصندوق له قصة طريفة وهو أن إحدى الشركات كانت تحتكر تجارة الشاي في الشرق الأوسط فارتفع سعر الشاي، فكان من الضروري وجود مثل هذا الصندوق لتخزين الشاي فيه وحفظه من الرطوبة، وكذلك حفظه من عبث الخدم به من خلال مفتاح مخصص لإحكام غلق الصندوق وتحمل المفتاح سيدة البيت.
صندوق أمير الشعراء في كيس بلاستيك
عندما كشف القاهرة 24 عن الصندوق تواصل معنا قطاع الفنون التشكيلية، وأكد أنه سيتم نقل الصندوق للعرض في متحف أحمد شوقي لكن يبدو أن البيروقراطية كان لها رأي آخر، وكأنه يتم عقاب الرجل الذي أراد أن يتم عرض الصندوق في المتحف.
تواصل القاهرة 24 مع مقتني الصندوق المهندس حسن الزيات بعدها، فأكد أنه دخل في دوامة البيروقراطية والروتين، موضحا أنهم طلبوا منه تقديم إقرار موضح به ملكية الصندوق وأنه خاص بأمير الشعراء أحمد شوقي ورغبته في ضمه إلى متحف أمير الشعراء دون مقابل، وأنه أحد أحفاد أمير الشعراء مع تقديم المستندات الدالة على ذلك من صورة البطاقة الشخصية وإعلام الوراثة.
وأردف: بعد ذلك تشكلت لجنة من قطاع الفنون التشكيلية وحضرت وعاينت الصندوق، وانصرفت ثم حضرت مرة أخرى وبالفعل أنه تم أخذ الصندوق وأكدوا له أنه سيُعرَض في متحف شوقي.
يواصل حسن الزيات: بعدها ذهبت إلى متحف أحمد شوقي ولم أجد الصندوق معروضا في المتحف ووجدته ملفوفًا في نفس الأكياس البلاستيكية التي لفوا فيها الصندوق عندما أخذوه من منزلي، فسألت مديرة المتحف التي أكدت أنه سيتم تشكيل لجنة أخرى لتقييم الصندوق، غاب الرجل فترة عن المتحف وعاد بعدها وبعدها أبلغوه أنه سيتم تشكيل لجنة أخرى، وأنه سيتم تشكيل لجنة للنظر في قانونية الإهداء.. وسلسلة طويلة من اللجان.
وأردف حسن الزيات حديثه لـ القاهرة 24، بأن المسؤولين من خلال البيروقراطية والروتين يتلذذون في تخريب النوايا الحسنة، مؤكدا أنه بعد كل هذه البيروقراطية وفي كل مرة يقال لي إنه سيتم تشكيل لجنة جديدة سوف يحرك المحامي الخاص به لاتخاذ إجراءات استرداد الصندوق في حال عدم عرضه، واقترحت لى ابنة خالي أنه في حال استرداد الصندوق من الأفضل أن تبيع الصندوق وتتبرع بثمنه لجهة خيرية باسم جدتها.
من جانبنا كنا في إحدى الفعاليات سألنا الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فيما يخص الصندوق وآخر ما تم فيه، فأكد أن الصندوق تم نقله وعرضه بالفعل في متحف أحمد شوقي، وهو ما نفاه حسن الزيات مقتني الصندوق، وآية طه مدير متحف أحمد شوقي.
وتواصل القاهرة 24 مع آية طه، مدير متحف أحمد شوقي التي أكدت أنه لم يتم بالفعل عرض صندوق أحمد شوقي في متحفه بسبب الإجرءات، منها إجراءات عمل توثيق وتوصيف للصندوق لإثباته في السجلات المتحفية، وهذا الأمر يتطلب لجانا من وزارات أخرى لتقييم الصندوق، منها لجنة من المعايرة والقياس.