شيخ الأزهر: الله هو البر بالخلق الرحيم بهم حتى وهو يبتليهم بالآلام والمكاره
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الله سبحانه وتعالى هو البر بالخَلْق الرحيم بهم، مضيفا: حتى وهو يبتليهم بالآلام والمكاره التي تُكفِّر عنهم سيئاتهم أو ترفع درجاتهم، فإنَّ ما يُعانيه عباده الصالحون من تسلط السفهاء والأعداء عليهم هو: رفعة للدرجات، وإمهال للظلمة، وعبرة لمن يعتبر.
أنا عبدٌ صالحٌ أفعل الخيرات فلماذا أُبتلى في مالي وفي صحتي؟
وأضاف شيخ الأزهر خلال برنامج الإمام الطيب: يجب علينا أن ننظر للابتلاء فى إطار العدل والجود، ويفهم الجود فى قوله الله: "فتبارك الله أحسن الخالقين"، وتعنى أن ما فيه العبد أحسن شىء.
وتابع شيخ الأزهر: أشد الناس بلاء الأنبياء، وهناك أنبياء قُتلوا ومعروف من قتلهم، فالبلاء إهانة فى الظاهر ولكنه في الباطن إكرام شديد، فهل الله يعين الأنبياء؟.
الإمام الأكبر: الله هو البر بالخلق الرحيم بهم حتى وهو يبتليهم بالآلام والمكاره
وواصل: فالبلاء ورد تحت عباءة العدل فهو ليس ظلما، فالابتلاء صورته إهانة ومضمونة وفحواه خير، والله قال: وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، ففيه لمسة كرم خفية وقد تظهر فى الدنيا وقد تظهر فى الآخرة.
وأكمل: فهناك عباد يبتليها الله ويصيبها بالابتلاء وهم صالحون لمنازل عليا فى الجنة ولا يصل إليها إلا عن هذا الطريق، وهناك يجب الصبر على القضاء والقدر، فالقدر أحد أعمدة الإيمان فى حديث الإيمان.
وأوضح أن: الابتلاء ظاهرة صعب الاحتمال، لكن هنا أمرنا الله بالصبر عليه فهى مرحلة وبنعديها، وفى نفس الوقت خليك مع الله، مضيفا: العبد إذا لم يصبر على القضاء والقدر فلن يستطيع دفع شيء من هذا القدر، وسيمر القضاء والقدر، موضحا أن يكون الصبر على الابتلاء باقتناع وأمل فى الله وأن يكون هذا مقدمات خير قادم وتكفير للسيئات.
وأشار إلى أن البلاء فيه رحمة لأن الله إذا كفر ذنوب العبد وهو فى الدنيا قد يمحو عذابه فى الآخرة، متابعا: هل عقوبات الدنيا بالمقارنة بدخول النارونعوذ بالله من ذلك ومن أى عمل يقربنا إليها، فأليس أن أرحم الراحمين قد رحم هذا العبد بهذا البلاء ليكفر ذنوبه فى الدنيا.
ونوه بأنه: جاء على لسان سيدنا داوود أنه أوحى إليه أن أنين العاصين أحب إلى الله من تسبيح الطائعين، مضيفا: الله نبهنا ألا نفزع من البلاء، وقال: "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"، وعندما يريد الله البلاء لا يريده لظاهره والذى يبدو وكأنه شر، وإنما يريده لما فيه من خير، فكأنه كل ما يريده خير وما يقع فى الدنيا خير.
الإمام الأكبر لفت إلى أن: حين يُبتلى المؤمنون بالقتل أو التجويع أو كذا، فلا نعتقد أن هذا إهانة من الله لهم وأن الله تخلى عن عطفه على أحبابه وعلى عباده المؤمنين فقد يكون له نتائج طيبة جدا تعود على هؤلاء الذين قدموا أرواحهم لبلادهم أو أسرهم أو عائلاتهم أو على القضية ككل.