صحّح معتقداتك أولا.. علاج قلة الرزق بالقرآن وسورتان تنقلك للغنى

مع اشتداد الغلاء، يبحث الكثيرون عن علاج قلة الرزق بالقرآن والدعاء والأعمال التي تزيد الرزق، وذلك من أجل التغلب على متطلبات الحياة. ويكون علاج قلة الرزق بالقرآن فعالًا لكل من لجأ إليه، إذ قال تعالى عن القرآن أنه "هدى للمتقين"، كما تركت السنة النبوية أحاديث نبوية وقدسية عن الرزق تجعل أي مسلم مطمئن غير خائف ولديه مفاتيح زيادة رزقه. 

وحرصًا من القاهرة 24 على إنارة بصائر القراء إلى ما فيه النفع في حياتهم وأخراهم، نعرض تفاصيل وكيفية علاج قلة الرزق بالقرآن، والحل لمن تعسر عليه رزقه، وكيف نزيد أرزاقنا بأعمال الخير.

علاج قلة الرزق بالقرآن

يستعان بـ علاج قلة الرزق بالقرآن والدعاء والأعمال الخيرية والقربات، إلى جانب سعي الإنسان واجتهاده في طلب الرزق فقد سبق عطاء الله الرزق للإنسان بالسير والاجتهاد في طلبه "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".

وقد وردت بعض الآيات التي تحث على طلب الرزق بطرق مختلفة كلها مفيدة ونافعة، وأيضًا ورد بعض الفضل لسور يفضل قراءتها لزيادة الرزق، وفيما يلي بيان لذلك:

1. سورة الفاتحة: من أسمائها الشافية والكافية والمنجية والسبع المثاني وتتضمن الدعاء بالهدى والرحمة ورضا الله عن العبد.
2. سورة الواقعة: ورد فيها حديث ضعيف قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه “من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا”، والفاقة هي الفقر.
3. كثرة الاستغفار: لقوله تعالى "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا".
4. الاجتهاد في طلب الرزق: لقوله تعالى "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".
5. كثرة ذكر الله: لقوله تعالى "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا".
6. تقوى الله وعدم عصيانة سرًا أو علانية: لقوله تعالى "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ".
7. التوكل على الله: لقوله تعالى "ومن يتق الله فهو حسبه".
8. الإيمان بالله تعالى وأن الرزق مقسوم: لقوله تعالى "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.
9. تحري الحلال والابتعاد عن الحرام: لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم".
10. الزواج: لقوله تعالى "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ".

والسؤال هنا، هل هذه الأشياء فقط التي تمثل علاج قلة الرزق بالقرآن، هي الوحيدة التي تزيد الرزق أم أن هناك أشياء أخرى؟.. هذا ما سنشرحه.

الحل لمن ابتلي بضيق الرزق

إن الحل لمن ابتلي بضيق الرزق إلى جانب علاج ضيق الرزق بالقرآن، هو أن يعيد حساباته ويختبر معتقداته، فإن الرزق مقسوم ولا حيلة فيه تجعله أكثر عند اشخاص مقارنة بغيرهم، بل هي بعض الأعمال التي تجعل رزق الإنسان يزيد ويتضاعف من حيث لا يدري.

ومن الأعمال الصالحة التي ترتبط بالآخرين وتزيد الرزق وتعد بمثابة الحل لمن ابتلي بضيق الرزق وتؤثر بشكل فوري ومؤثر في حل أزمات المسلم ما يلي:

• الصدقة: 

لا شك أن الصدقة تزيد الرزق لقوله صلى الله عليه وسلم "ما نقص مال عبد من صدقة" وقوله تعالى "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا". فمن أبتلي بقلة الرزق فليتصدق في الخفاء ولو بالقليل وسيجد أثر ذلك بنفسه في زيادة ماله.

• صلة الرحم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".

• إخراج الزكاة:

إذ أن التزام المسلم بإخراج الزكاة الخاصة بالأعياد أو الممتلكات أو الأموال المدخرة إذا بلغت النِصاب، يزيد رزقه ومنع عنه ضياع ما ادخر أو خسارته، وتعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وقال صلى الله عليه وسلم: “ولم يمنعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القَطر مِن السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطَروا".

• بر الوالدين:

قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك"، وفي رواية أخرى "مَن سرَّهُ أن يُمَدَّ لهُ في عُمرِه، ويُزادُ في رزقِه، فليبِرَّ والدَيهِ، وليصِلْ رحمَه".

ليس هذا فحسب فما زالت جعبة زيادة الرزق ملأى بالمزيد من أسباب زيادة الرزق نستكملها فيما يلي. 

ضيق الرزق وعدم التوفيق

هناك رابط بين ضيق الرزق وعدم التوفيق، فقد يكون الإنسان مقصرًا في عبادته أو لديه معتقدات خاطئة ويأس وتشاؤم وكسل وعقوق والدين وذنوب كلها تتسبب في قلة الرزق. 

وإذ يبدأ الإنسان في تصحيح معتقداته وعلاج قلة الرزق بالقرآن والذكر والدعاء، إلا وتفتح له أبوابه من حيث لا يحتسب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ الرَّزقَ لَيطلُبُ العبدَ أكثرَ مما يطلبُه أجلُه".

 وقد وضع لنا الشرع القويم أذكار تجلب التوفيق وتوسع الرزق وتزيل الهم وتسد الديون بجانب السعي والإيمان بالله تعالى وهي كالتالي:

1. كثرة الدعاء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللّهُم إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتعلمهنَّ".

1. كثرة الحوقلة

إذ روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: "أَمَرَنِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوَقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ".

 وينبغي لمن تعسر عليه رزقه أن يكثر من الدعاء بالرزق والتوفيق ومن دعاء الرزق والتوفيق ما يلي:

• اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والدين وغلبة الرجال.
• اللهم رحمتك أرجو فاكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك.
• اللهم يا كافل العباد وواهب الأرزاق وموزع العطايا ارزقنا نورًا في القلب وضياءً في الوجه وعافيةً في البدن وسعةً في المال والعلم والعمل وحُسن الصفات وصلاح الأعمال والنوايا.
• رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير.
• اللهم اجعل عيشنا رغدًا، وصب علينا الرزق صبًا، ولا تجعل عيشنا كدا كدا.
• اللهم يا رزاق يا كريم يا واسع الفضل، يا ذا الفضل العظيم أغثنا من الفقر والحاجة واغننا برزقك الحلال الطيب.
• اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يحجب الرزق ويورث الندامة والفقر.
• اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فبارك لي فيه.
•  اللهم سترك وعفوك وودك وحُبك وقربك ورضاك ولذة النظر إلى وجهك الكريم.
• اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد.
• اللهم يا رازق السائلين أعوذ بك من الفقر والدّين،، فارزقني من واسع كرمك يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين.

دعاء النبي عند ضيق الرزق

قبل عرض دعاء النبي عند ضيق الرزق، نعرض ما قاله الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية حول أسباب سعة الرزق والتي تدعم علاج قلة الرزق بالقرآن والتي لخصها في النقاط التالية:

• الصدقة
• كثرة الصلاة على سيدنا رسول الله 
• التوكل على الله
• الاستغفار 
•  بر الوالدين 
• قيام الليل 
• كثرة الدعاء 
• الإحسان إلى الأهل والأقارب والأحباب 

وفيما يلي نماذج من دعاء النبي دعاء النبي عند ضيق الرزق:

• اللّهُم ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.
• اللّهُم اكفِني بحلالِك عن حرامِك واغنِني بفضلِك عمَّن سواك.
• اللّهُم مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.
• اللّهُم ربَّ السَّمواتِ وربَّ الأرضينَ وربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ فالقَ الحبِّ والنَّوى ومنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ أعوذُ بِكَ من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ والظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ والباطنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ اقضِ عنِّي الدَّينَ وأغنني منَ الفقرِ.
• اللّهُم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ.
• اللّهُم إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي.
• لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ.
• دعوةُ ذي النُّونِ إذ هوَ في بَطنِ الحوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
• اللهُ؛ اللهُ ربي، لا أُشركُ به شيئًا.
• اللّهُم إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ، المنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، إنِّي أسألُكَ.
• اللّهُم رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ.