محمد جمعة: لا أقلق من تقديم أدوار الشر خوفا من النمطية.. وعم ضياء عائد من جديد| حوار
استطاع أن يجعل الجمهور والمشاهد يكرهه ويستنكر أفعاله، ويتعاطف معه في آن واحد، فجسد دور الطبيب الفاسد وصاحب المبادئ أيضا، بجدارة، وذلك ليس بجديد على الفنان محمد جمعة، الذي يعلم جيدا كيف يجذب الجمهور تجاهه بشكل جيد، سواء كان مجسدا لدور الطيبة، أو دور الشر المغلف بالطيبة، مثل دور دكتور خالد، الذي جسده مؤخرا في مسلسل صلة رحم، الذي عرض في النصف الأول من موسم رمضان الجاري.
دور محمد جمعة في مسلسل صلة رحم أثار جدلا كبيرا، بسبب استخدامه لسلطات مهنته بشكل خاطئ، وإجرائه للعديد من عمليات الإجهاض غير الرسمية، لذلك حاوره القاهرة 24، وتحدث الفنان عن بعض الموضوعات الفنية والحياتية، وإلى نص الحوار:
في البداية حدثنا عن تجربتك مع أبطال مسلسل صلة رحم؟
هذا العمل ليس الأول الذي يجمعني بـ إياد نصار، إذ سبق وتعاونا في مسلسل هذا المساء وفيلم الممر، وكذلك أسماء أبو اليزيد، فتعودنا على بعضنا البعض بشكل كبير.
وهل تخوفت من مناقشة قضية جريئة وغير مألوفة مثل استئجار الأرحام في مسلسل صلة رحم؟
المسلسل بالفعل يناقش قضية حساسة جدا وهي استئجار الأرحام، ولكن أنا عادة لا يكون لدي أي تخوف من مناقشة مثل تلك المواضيع، فتلك القضية "استئجار الأرحام"، من الممكن أن تكون موجودة بالمجتمع بشكل كبير، ولكنها تكون في الخفاء، وبالطبع توجد قضايا عديدة لأطباء الإجهاض، الذين يجرون مثل تلك العمليات غير الرسمية أو الشرعية، ولكن أحيانا يكون منطقهم مختلف عن منطق خالد، فيجب القول إنني أقدم الموضوع المثير للجدل ولكن إذا كان هناك هدف من مناقشته تلك، وليس بهدف إثارة الجدل بشكل مطلق، ونحن نناقش مواضيع تهم المجتمع بالنهاية.
وكيف رأيت مهنة طبيب الإجهاض في مسلسل صلة رحم؟
أرى أن مهنة الطبيب هي مهنة عظيمة جدا وشريفة، ولكن على جانب عمليات الإجهاض، أرى أن هذا فعل مجرّم قانونا، والقانون هو اتفاق بين أفراد المجتمع، الذين اتفقوا على إنه فعل مجرم لأسباب دينية وشرعية، وعندما أقدم الشخصية، لابد من أن أتبنى أفكارها ووجهات نظرها الشخصية، فـ شخصية خالد كانت تلك معتقداتها وأنا أؤدي الشخصية من وجهة نظرها هي.
وهل تقلق عموما من تلقي الانتقادات من الجمهور؟
لا أقلق من تلقي الانتقادات لأني جسدت الأدوار الأصعب بمراحل، وتلقيت ردود فعل أصعب، عندما جسدت دور فرج في مسلسل هذا المساء، وأنا كممثل ليس علي إلا أن أجسد شخصيتي وأتقنها، والمتفرج الآن أصبح أكثر وعيا، فأصبح يفصل بين الشخصية وبين الممثل، فلم أقلق من هذا الأمر، وأنا ممثل يجب أن أقدم كل الأشكال والأنواع، ومثلما قدمت دوري في البرنس الذي تعاطف معه الجمهور، أقدم كذلك الأدوار الشريرة بدون قلق أو تخوف، لأني بالنهاية ممثل، ولا بد أن أتجنب أن أكون ممثل نمطي.
وكيف استقبلت ردود الفعل على شخصية فرج في مسلسل هذا المساء؟
أرى أن مناقشة الابتزاز الإلكتروني في مسلسل هذا المساء تسببت في توعية الجمهور لكيفية الحفاظ على خصوصيتهم على الهواتف المحمولة، فكره الجمهور شخصية فرج المبتزة للسيدات بالفيديوهات الجنسية، وهذا عموما لا يقلقني، أن أجسد شخصية شريرة.
إذا خرجنا من عبائة دكتور خالد قليلا.. فدور عم ضياء هو الأبرز في مسيرتك الفنية.. كيف ترى تفاعل الجمهور مع تلك الشخصية حتى يومنا هذا؟
عم ضياء فكرة والفكرة لا تموت، واللازمة الخاصة به “كله رايح” هذا منهج حياة، هذا شيء جميعنا عايشين به، فنحن جميعا نعلم أن بالنهاية وبعد كل تلك الصراعات والنجاحات والاخفاقات، سنموت، وهي تلك النهاية المنطقية والطبيعية للخليقة، أنه كله رايح، وأنا أحب تلك الشخصية بشكل كبير وحاولت عدم إهانتها، عندما رفضت استغلال نجاحها في أعمال أخرى، ولكن في نفس الوقت، لدي فكرة بشأن تقديم شخصية عم ضياء بفكرة جديدة سواء يتم تنفيذها في فيلم أو مسلسل، وعم ضياء سيعود من جديد إن شاء الله.
وعلى جانب الحياة الشخصية.. هل تمانع دخول أولادك مجال التمثيل كرأي أغلب الفنانين؟
لا توجد لدي أي مشكلة إذا أراد أولادي أن يدخلوا مجال التمثيل، تلك هي حياتهم ودوافعهم هم، كل واحد من حقه أن يختار المجال الذي يحب أن يسلكه، ولكن أنا لا أخجل من مهنتي، لأنني أرى بعض الفنانين الذين يرفضون دخول أولادهم هذا المجال الذي هو نفسه ينتمي إليه، يخجلون من مهنتهم، ولكن هي مهنة محترمة مثل أي مهنة، بل هناك نماذج لشخصيات من مهن مختلفة أخرى يكونون نموذج سيء مثل طبيب فاسد، ولا يمكن وصم التمثيل بتلك الصفة، فقط بسبب وجود نماذج سيئة.