شيخ الأزهر: ذكر اسم الله الضَّار مفردًا مكروه.. ويذكر مقترنًا بـ النافع
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنَّ العلماء كرهوا لمن يذكر اسم الله الضار أن يذكره مفردًا، فلا يقول: هو الضار، وإنَّما يذكره مقترنًا بالاسم الآخر وهو: النافع.
وقال الإمام الأكبر خلال برنامجه الإمام الطيب: إنَّ العلماء كرهوا لمن يذكر اسم الله الضَّار أن يذكره مفردًا، فلا يقول: هو: الضار، وإنَّما يذكره مقترنًا بالاسم الآخر وهو: النافع، فيقال دائمًا هو (الضار النافع)، وهذان الاسمان يثبتان التوحيد حين نفهم منهما أنَّ النفع والضر خالقهما واحدٌ؛ فمنه يقع النفع والضر، ولا يجوز أن يُرجَى للنفع غيره، ولا يخاف وقوع الضرر من غيره.
وأوضح شيخ الأزهر أن الفائدة من اقتران اسم الله الضار باسم الله النافع تتمثل في ترسيخ الاعتقاد لدى المسلمين بأنه إذا كان الضار هو الله وليس شخصًا آخر فإن النافع كذلك هو الله، وبما يمثل دلالة على التوحيد واليقين بأنه تعالى هو وحده الذي يضر وينفع، موضحا أن النفع والضرر من الله تعالى، ولا يملك إنسان أيا كان أن ينفع أو يضر غيره، فهناك البعض يعتقدون بأن صديقه أو مديره في العمل قادر على ضره أو نفعه، على عكس الحقيقة، فكل ذلك بيد الله تعالى، والمدير أو الصديق هو سبب في تحقق الأقدار، بالضر أو النفع.
وأوضح أن للضر والنفع أسباب، وقد تناول علماء المسلمين ومنهم الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ الأسباب والمسببات، لإثبات إذا ما كان للأسباب دور في تحقق المسببات، أم أن الأسباب مجرد وسائل تأتمر بالأمر الإلهي، ومثال ذلك، أن النار حين تلامس قطنا أو أي شيء قابل للاحتراق، يحدث احتراق، فهل أحدثت النار بذاتها لإحراق الورق أو القطن، أم تؤمر بإحداث الاحتراق، أم أن هناك فعل آخر أحدث الاحتراق، لافتا أن للسببية ثلاث عناصر، الأول العلة أو السبب وهو محسوس، والثاني الاحتراق وهو محسوس أيضا، والثالث وهو الربط بين الأول والثاني، وهل هو ربط حتمي وضروري الحدوث، بحيث أن الإحراق في النار ذاتي فيها وأنها كلما لامست شيئا قابل للاحتراق يحدث الاشتعال، أم أن هناك أمرا آخر.