وثائق تكشف أهداف القوة البريطانية الناعمة في مصر خلال سنوات حكم مبارك الأولى عبر BBC|صور
قالت وثائق بريطانية تم الكشف عنها مؤخرًا، إن مصر كانت الهدف الرئيسي لاستراتيجية الدعاية البريطانية في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأولى من رئاسة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، مشيرة إلى أن استراتيجية المعلومات والدعايا والبريطانية حينها اعتمدت بشكل رئيسي على هيئة الإذاهة البريطينة BBC ونسختها العربية، إلى جانب أدوات الدعاية البريطانية الأخرى.
وأشارت الوثائق التي تم حجبها سابقًا بموجب قانون حرية المعلومات، وجرى نشرها من قبل موقع ميدل إيست مونيتور، إلى أنه في اجتماع بالسفارة البريطانية بالقاهرة في شهر يلويو عام 1985، أُبلغ الدبلوماسيون بأن أول أهدافهم المحلية الرئيسية هو تعزيز الجهود في مجال الترويج التجاري، وأنه بعد مراجعة نتائج عملهم عام 1984، خلص الاجتماع إلى أن وسائل الإعلام المحلية في مصر، أُبقوا عمومًا على استعداد جيد تجاه بريطانيا.
وثائق تكشف أهداف القوة الناعمة البريطانية في مصر
كما تضمنت الوثائق، أن السفارة البريطانية في تقريرها الإعلامي السنوي عن مصر تفاخرت بأن الكثير من المواد التي يتم إرسالها يتم استخدامها من قبل وسائل الإعلام المصرية، من بنيها مقالات تتعلق بالشؤون الصناعية والتجارية والثقافية أرسلتها لندن لنشرها في وسائل الإعلام المصرية.
وتابعت ميدل إيست مونيتور في تناولها لتك الوثائق، أنه فيما يتعلق بالترويج التجاري، قامت السفارة البريطانية حينها بتوزيع مواد لدعم البعثات التجارية الزائرة والمشاركين البريطانيين في معرض القاهرة التجاري الدولي CITF، إلى جانب تمكن السفارة البريطانية من الترويج دون أي تكلفة في ملحق عن بريطانيا نشرته صحيفة الأهرام، الصحيفة الأكثر تأثيرًا في مصر حينها، خلال المعرض السابق المشار إليه، وأنه على الرغم من أن الملحق الخاص ببريطانيا واجه صعوبة في جذب المعلنين البريطانيين، إلا أن جميع مقالاته مأخوذة من المواد التي قدمتها السفارة، والتي نجحت - أي السفارة في وضع صور فوتوغرافية ومقالات توضيحية عن المنتجات البريطانية في الملحق دون دفع أي رسوم.
كما حذرت السفارة - حسب الوثائق المنشورة من تعرض مساعيها للخطر إذا لم تستجب الشركات البريطانية للإقادم على قبول الإعلانات المدفوعة بالصحف المصرية.
وأن الهدف الثاني لاستراتيجية المعلومات البريطانية هو التأثير على المصريين لتعزيز السياسات البريطانية من خلال التأكد من أن وجهات النظر البريطانية بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المباشر لبريطانيا أصبحت معروفة للحكومة المصرية وعامة الناس.
فيما كان الهدف الثالث يتمثل في إعداد زيارت إلى بريطانيا بهدف تعريض أكبر عدد ممكن من المصريين المؤثرين للتأثيرات البريطانية، حيث اعتمد البريطانيون على هؤلاء الزوار في تسليط الضوء عبر وسائل الإعلام المصرية حينها على تشابه المصالح البريطانية والمصرية في مجموعة واسعة من الملفات والمواقف.
في حين تمثل الهدف الرابع للاستراتيجية البريطانية خلال السنوات الأولى من حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في تحسين الصورة العامة لبريطانيا في مصر، بينما جاء الهدف الخامس من الاستراتيجية ذاتها للأنشطة الإعلامية من خلال تعزيز الوعي ببرنامج المساعدات البريطانية لمصر.
إلى جانب ذلك توقع تقرير السفارة البريطانية المنشور، أن تساعد الإستراتيجية الإعلامية في تحقيق الهدف السادس والأخير المتمثل في تحسين الصورة العامة لبريطانيا في مصر.
واستكمالا لما سبق، كشفت الوثائق التي أفرج عنها للنشر حسب ميدل إيست مونيتور، أن الدبلوماسيين البريطانيين في مصر كان لهم تأثير كبير على الساحة الإعلامية، إذ تمكنوا من عرض فيلم أفغانستان: السنة الخامسة، على التلفزيون المصري، وهو فيلم دعائي لتسليط الضوء على حياة الشعب الأفغاني في ظل التواجد الروسي بأفغانستان.
كما لعب قسم الزيارات الخارجية ودراسات المعلومات (OVIS)، دورًا مهمًا في مصر، إذ كانت مهمته الرئيسية هي تنظيم ودفع تكاليف زيارات السياسيين ورجال الأعمال والشخصيات الإعلامية المؤثرة إلى المملكة المتحدة لتعريضهم للنفوذ البريطاني، بحيث كانت تلك الزيارات في أعلى مستوى ما بين عامي 1984 و1985، ما ساهم بشكل كبير في المصالح البريطانية في مصر.
من جانبها، أشادت وزارة الخارجية البرطانية، حسب الوثائق، بأداء الدعاية البريطانية في مصر، في رسالة مرسلة إلى السفارة في القاهرة، تحدثت خلالها بالتفصيل عن تأثير خدمة بي بي سي العالمية، وخدمة بي بي سي العربية على هذه المصالح، وكذلك تأثير مجلة هنا لندن، وهي مجلة أسبوعية تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية إلى جانب بثها المباشر، إظهار الماصالح البريطانية لمصر.
كما كشفت الوثائق أن السفارة أشارت إلى التنافس المعلوماتي بين الدول المتقدمة في مصر، معتبرة الدول الرئيسية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المنافسين الرئيسيين، وأن بريطانيا لا تزال تحصل على تغطية أفضل من المتوسط في معظم الصحف المصرية في ذلك الوقت.