الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إبراهيم نصر الله وحمور زيادة يحكيان تجربتهما حول سرد المدن

الندوة
ثقافة
الندوة
الإثنين 22/أبريل/2024 - 11:39 ص

أقيمت ندوة القاهرة تحكي مدنًا، بمشاركة الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، والكاتب السوداني حمور زيادة، ضمن مهرجان التحرير الثقافي.

ونظمت الندوة ضمن فعاليات المهرجان، مساء أمس الأحد الموافق 21 إبريل الجاري، وأدار الندوة مصطفى الطيب.

قال إبراهيم نصر الله، إن كل شيء يؤثر فينا ككتاب وكبشر، تؤثر فينا مدن وشخصيات وعلاقتنا مع هذه الشخصيات وما نسمع ونرى ونقرأ، كل هذا إن لم يختلط بالخيال لن يكون عملا إبداعيًا وإنما وقائع.

وأضاف: أنا مواليد منتصف الخمسينيات وبالتالي كل المدن التي عايشتها في كل تلك الفترات تغيرت وتحولت جغرافيتها تماما، في المخيم حين ولدت فيه طفلا ثم وعيت كان خياما لكنه تغير اليوم وامتد واتسع بحكم الحياة. 

إبراهيم نصر الله وحمور زيادة يحكيان تجربتهما حول سرد المدن 

وأشار نصر الله إلى أن السفر أثّر فيه كثيرًا، وساهم في كتابة مجموعة من كتبه سواء شعرية أو الروائية، فلفت إلى أن السفر ساهم في كتابة سبعة أعمال أدبية على الأقل، كما أن روايته الأولى كانت بفعل السفر. 

وأضاف: كنت أعتقد أنني سأتخفف من التجربة عندما كتبت الرواية لكن اكتشفت أنها تعود مرة أخرى.

 وذكر أن  كتاب السيرة الطائرة كُتِّب متكأ على الرواية فلو نزع اسمه منه لكانت رواية عن فلسطيني، ينتقل إلى مدن العالم يحاور مدينته ومدن العالم ويفتقد مدينته. 

وعن الحرب الحالية في قطاع غزة قال إبراهيم نصر الله إن ما يحدث في فلسطين هو محو البشر لجعلهم أقلية، حتى حينما كانوا يسمون الفلسطينيين العرب وليس الفلسطينين، يرى أن هذا إقصاء لأنهم يقصدون بالعرب أن لهم مدن وبلاد أخرى، فقد كانوا دائما يصورون الأماكن الفلسطينية خالية من السكان وهو ما كتبه في احدى رواياته إذ إن المحو دائمًا قائمًا في حياتنا وما نشاهده في غزة ذروة بحسب رأيه. 

وأضاف نصر الله: في 1948 اذا عثرنا على بعض الصور تلك الصور لا تمثل ما حدث، اليوم نحن نرى كل شيء وكل إنسان يرى ولذلك تأتي الكتابة وفعلها على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة فأنت عمليا تعيد بالكتاب بناء مدنك من جديد حين تكتب عنها عليك أن تكتب بصورة جيدة وهذه مسؤولية كبرى فلسطين امتحان يومي لضمير العالم، حين تكتب عن مكان عليك أن تكتب بجودة حتى لا تتيح لهم أن يدمروا ذلك المكان مرة أخرى.

وعن كيفية صمود الشعوب وقت الحروب والأزمات الكبرى قال زيادة إن لا يعرف كيف يقاومون، ويصمدون ربما لأنه لا يوجد لا شئ آخر يمكن فعله، فلا يمكن التوقف عن الفن ولا يمكن أن تستغنى البشرية عن الفن، وهذا الفن يساعد على المقاومة. 

وأضاف: تجربتي في الخروج من مديتني هم تجربتين مختلفتين، المنفى السياسي الاختياري كان هناك دائما الإحساس بالأمل ساعود يوما ما، لكن هذا العام أصبح الأمر مختلفا لم تعد هناك مدينة، ولم أعد أعرف إن كنت سأعود هناك، هذا ما يجعلني اغرق في تفاصيل المدينة والكتابة عنها، نحن القادمون الجدد إلى هذه الفجيعة، الواحد مازال في مرحلة الصدمة، يعيش يومه يحاول تذكر المدينة وروائحها سيأتي وقت تجمع تلك الأوراق معا وتكتب منها تغريبة سودانية، في كتاب السيرة الطائرة كتبت سيرتي في السفر، وقد بني متكئا على فن الرواية وبالتالي لو وضعت اسمي منه ووضعت اي اسم اخر ستكون رواية عن فلسطيني يتجول في العالم وكيف يتعامل معه.

وعن العودة إلى المدينة قال نصر الله:  الفلسطيني ليس بحاجة إلى تشجيع للعودة الى وطنه، على العكس هو يريد أن يرجع والعالم كله يمنعه من العودة للوطن، فهو يسير خطوة خطوة تجاه الوطن. السؤال كيفية العودة وليس إذا كنا نريد او لا.. النكبة مستمرة لكن العودة كذلك مستمرة.

فيما قال حمور زيادة: كلنا أبناء الفجيعة نلتقي هنا نحن القادمون الجدد إلى هذه الهاوية التي سقط فيها الكثير من أبناء العرب أن نصبح بلا أن نصبح مسافرين، صرت مطرودا ومحبوسا، أنا آمن لكني لست في بلدي، الغريب أن في القاهرة عندما جئت في منفى سياسي اختياري عشت 10 سنوات كانت تبدو أهون من هذه الأيام.  

وأضاف: لا أعلم الآن إن كنت سأعود إلى أم درمان مرة أخرى لكني أعلم أني سأظل أكتب عنها، فأنا أشعر أني أريد أن أجعل هذه المدينة حية إلى آخر لحظة تُقرأ فيها كتاباتي.

تابع مواقعنا