الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قدمه تحدت صواريخ الاحتلال.. طفل قفازات الشناوي يناشد المسئولين بمصر بعد شفائه: نفسي ألعب في الأهلي

الطفل علي مشتهى أثناء
تقارير وتحقيقات
الطفل علي مشتهى أثناء إصابته بحروق وبعد علاجه
الإثنين 22/أبريل/2024 - 10:49 م

منذ أربعة أشهر كان العالم يستعد للاحتفال ببداية العام الجاري ومعه أعياد الكريسماس، لكن استغاثة من قلب قطاع غزة هزت مشاعر الملايين في المنطقة العربية وبخاصة النادي الأهلي المصري، وتعرف الناس على صاحبها وهو الطفل الفلسطيني علي إسماعيل مشتهى، والذي أصبح حديث منشوراتهم وتعليقاتهم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ليعرف حينها بـ “طفل قفازات الشناوي”، بعدما ظهر على أحد أسرة مستشفى شهداء الأقصى وهو يتحدث ببراءة شديدة رغم ما يعانيه من آلام عن حلمه بالسفر إلى مصر، واللعب داخل ملاعب معشوقه النادي الأهلي ومصافحة محمد الشناوي حارس المرمى والحصول على قفازاته، والتي حصل عليها لاحقا.

الطفل علي مشتهى يناشد بالسفر إلى مصر 

لم تكن هذه أضغاث أحلام لطفل لم يبلغ الحُلم بعد، لكنها أحلام الصبا وما أعظم تحقيقها لدى صاحبها الطفل علي إسماعيل مشتهي، البالغ من العمر أحد عشر عاما، فقد كشف عنها بوجه مشوه شاحب شديد السواد من الحرق وشفتين يحركهما بصعوبة بالغة، ويدين معصوبتين بالشاش الطبي؛ فالحروق كانت قد نالت من معظم جسده النحيل، ولم يتوقع أحد ممن شاهده أن ينجو مما أصابه كما أنه هو نفسه لم يجول في خاطره ذلك، لكنها مشيئة من يقول “كن فيكون” حسبما يقول: لما كنت بشوف نفسي كنت بعيط.. ومكنتش متوقع أرجع زي الأول بسبب الحروق.

يفتح الطفل علي مشتهي، قلبه للمرة الثانية ويتحدث للقاهرة 24، عن الأشهر التي قضاها داخل المستشفى للعلاج، فبعد قصف منزل جده بصواريخ الاحتلال أصيب هو وبعض أقاربه بجروح وحروق، نقل على إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى، وظل به عدة أيام ملقى على الأرض لعدم وجود أسرة، واصفا هذه الفترة بساعات العذاب على حد قوله: قعدت في المستشفى أتعذب.. وفضلت 3 أيام على الأرض.

ويتابع طفل قفازات الشناوي، بأنه نقل عقب استغاثته الشهيرة إلى المستشفى الميداني الإندونيسي في مدينة رفح الفلسطينية، وظل به طوال شهر كامل يحصل على العلاج إلى أن تحسنت حالته نسبيا، ويخرج هو وأسرته إلى شوارع مدينة رفح الحدودية دون مأوى يحتويهم، مشيرا إلى أنهم ذاقوا الأمرين طوال شهرين كاملين فلا منزل يقيهم برد الشتاء ولا طعام يعينهم على مشقة الحصار المفروض على القطاع من قبل المحتل الإسرائيلي، ليقرر والده أن يعاود أدراجه ومعه كامل الأسرة إلى منزلهم بالمنطقة الوسطى، رغم خطورة ذلك لكنهم فضلوا العودة بدلا من التشرد.

طفل قفازات الشناوي يلعب كرة القدم بغزة 

هنا.. يتحدث علي مشتهى، بسعادة مع عودته لمنزله خاصة وأنه منذ ذلك الوقت لم يتوقف عن ممارسة كرة القدم مع من تبقى من أقرانه، لكنها سعادة مشوبة بالحزن لأنها تمارس تحت صوت الزنانة المزعج - طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار - ووسط أنقاض المنازل وبين شوارع مدمرة وأزقة جرفتها الآليات ونالت منها الصواريخ.

الطفل علي مشتهي لعب كرة القدم
الطفل علي مشتهي لعب كرة القدم

باغتني الطفل علي مشتهى للإجابة على سؤالي، هل توقف عن التفكير في حلمه السابق؟، ليجيبني بأنه لم ينسه وقتا وأنه يضعه نصب عينيه وفي أحلامه ويقظته وينتظر دعوة للسفر إلى مصر واللعب في النادي الأهلي لكنه يبحث عن مجيب لندائه، مضيفا: لما أصبت وروحت المستشفى كان نفسي أسافر على مصر أتعالج.. وأشوف النادي الأهلي.. ومتمسك بالحلم الأهلي لأني من صغري بشجع النادي الأهلي.. ونفسي أشوف كل لاعيبة الأهلي.. وعندي أمل كبير أنهم يسفروني وألعب معاهم ومع محمد الشناوي.. وأنا مرتبط بالنادي الأهلي لأني كنت من صغري بشوف جدي ووالدي بيحضروا وبيتابعوا ماتشات النادي الأهلي وورثت حبه.

لما بشوف الجروح وآثار الحريق ببكي.. ومتوقعتش إني أرجع زي الأول.. وماكنتش متوقع الشفاء.. هكذا يكشف الطفل علي مشتهى شعوره عندما يرى بعينيه آثار الحريق والندوب التي خلفها، لكن شعورا داخليا بالسعادة يعتريه بعد استرداد عافيته وعودة وجهه إلى طبيعته، لكنه يرى من ذلك أملا وتمسكا بحلمه وهو السفر إلى القاهرة، موجها مناشدة إلى المسؤولين في مصر بمساعدته وتسهيل سفره هو وأسرته للانتقال إليها وتحقيق حلمه فيها.

تابع مواقعنا