إسرائيل لصوص.. وسيناء تشهد
بعد توقيع معاهدة السلام 1979 بدأ الإسرائيليون الانسحاب من سيناء على مراحل، وتمت المرحلة الأولى بالانسحاب من مدينة رفح بالعريش، ونُفذت المرحلة الأخيرة يوم 25 أبريل عام 1982 الذي أصبح هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة شمال سيناء، وتمتلك شبة جزيرة سيناء العديد من الآثار من الحضارات الفرعونية (المصرية القديمة)، والمسيحية والحضارة الإسلامية والرومانية، وعدد كبير من الحصون والقلاع والكنائس والمساجد.
سرقة وتدمير الآثار والتاريخ
لم يكتفوا باحتلال سيناء لمدة 15 عاما وقتل الجنود المصريين وسرقة سيناء، بل ووصل بهم الأمر لطمس هوية سيناء المصرية وتهويدها ونسبها إلى عقيدتهم وتاريخهم، أو تشوية تلك الآثار والكتابة عليها باللغة العبرية، وكمثل أي احتلال يريد سرقة خيارات البلاد المحتلة عن طريق التنقيب عن الآثار أو المواد الخام أرسلت إسرائيل بعد نكسة 67 بعثة من جامعة بن جوريون إلى سيناء؛ للتنقيب وبدأ الحفر في أكثر من 35 موقعا أثريا، فخرج منها آلاف القطع مثل، أدوات وأوانٍ ما قبل التاريخ وأوانٍ فرعونية وقطع حجرية من الكوارتز والفيروز، وتم نقل تلك الآثار إلى متاحف تل أبيب وخاصة في متحف هآرتس.
وأبرز تلك المناطق المسروقة هي سرابيط الخادم ووادي المغارة، كما دمروا مدينة الفرما في شمال سيناء بالكامل وتدمير عدد من الكنائس وسرقة محتويات هذه الكنائس، وتدمير قلعة نخل، وسرقة آثار قلعة صلاح الدين، وهناك أعمال سرقة وحفر أخرى لا نعلم عنها شيئا، وهناك زيارات قام بها قادة الجيش الإسرائيلي وأبرزهم،موشى ديان الذي زار معبد حتحور مرتين، واحدة أثناء العدوان الثلاثي 1956 والثانية أثناء احتلال إسرائيل لسيناء عقب هزيمة 1967، واختار العديد من القطع الأثرية ونقلها إلى تل أبيب وأشهرها العمود ذي الرأس الحتحوري الذي استعادته مصر.
سرقة البترول من سيناء
ولم يكتفوا بسرقة الآثار فقاموا بسرقة المواد الخام، فعند العدوان على سيناء كان هناك عدد من الحقول البترولية المنتجة وهى: (أبو رديس، بلاعيم البري والبحري، سيدرا، فيران، إكما، عسل، مطارما، سدر)، وكان الإنتاج اليومي بتقدير الخبراء لتلك الحقول قبل العدوان قد وصل إلى (871.56) منذ 5 يونيو 1967 وحتى 25 أبريل 1982، وطبقا لتقرير الأمم المتحدة فإن إسرائيل سرقت من أراضي سيناء بما يقارب من 235.5م برميل من الزيت الخام وكميات الثروات الطبيعية وهو ما جعل الحكومة المصرية ترفع دعوى قضائية ضد إسرائيل تطلب منها الحصول على تعويضات بقيمة 480 مليار دولار كمستحقات مالية نتيجة سرقة بترول سيناء أثناء فترة الاحتلال.
مكانة سيناء لإسرائيل
تبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلومتر مربع، وتمثل 6 في المئة من مساحة مصر الإجمالي، وهي امتدادها في القارة الآسيوية، وتعادل ما يقرب من ربع مساحة إسرائيل ومنذ نكبة فلسطين 1948 وهي تمثل لهم المكان السياحي الأكثر جذبا وذخيرة من المواد طبيعية والمشاريع الزراعية، وامتداد لحدود دولتهم والمتنفس الروحي من ضغوط الحياة لسكانهم، حيث تم احتلال إسرائيل لسيناء أول مرة عام 1956 في العدوان الثلاثي وخرجت منها وعادت بعدوانها 1967 أو ما تسمي بالنكسة، وبعد استردت أراضي سيناء قامت إسرائيل هدمت كل شيء في المستوطنات في سيناء قبل إعادتها إلى مصر.
دور مصر في استرداد الآثار المصرية
بعد استراد مصر لسيناء كانت هناك لجنة لتجميع معلومات كاملة عن الآثار المسروقة، عبر الكتب والمقالات التي نشرها علماء الآثار الإسرائيليين عن الاكتشافات التي قاموا بها، وساعد عدد من المترجمين بالترجمة عن العبرية، بالإضافة إلى دور الأجهزة السيادية، واشترك أساتذة من الجامعات المصرية وأساتذة أجانب بتجميع المعلومات، حيث استردت مصر عدد كبير من هذه الاثار المنهوبة، على مراحل، وتقوم الحكومة المصرية بالعمل على البحث والمفاوضات من أجل استراد باقي الآثار المصرية المنهوبة من سينا.
المصادر:
- مركز البحوث والدراسات الأثرية
- مجلس الوزراء المصري ودعم اتخاذ القرار.
- صحيفة معاريف الإسرائيلية.
- الدكتور رفعت سيد أحمد، المدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة.
- خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار.
- قرار مجلس الوزراء رقم 820 بتاريخ 27/ 3/ 2008 الخاص بتسجيل المواقع الاثرية.