نقيب الصيادين لـ القاهرة 24: حملات مقاطعة الأسماك ممنهجة تسعى لخروجنا من السوق ولم تؤثر على الأسعار | حوار
تلاعب بالأسعار وجشع.. اتهامات بالجملة وجهت لصيادي مصر بعد ارتفاع أسعار الأسماك الذي يراه المستهلك غير مبرر، ليثور عليهم البعض ويقررون تدشين دعوات لضبط الأسعار ومقاطعة شراء الأسماك حتى تنخفض بشكل مُرضي، حيث نجحت الحملات خلال الأيام الماضية في تراجع كبير في سعر كيلو السمك بالأسواق في بعض المحافظات، وفقًا لجولة قام بها القاهرة 24.
حملات ممنهجة والإقبال على الشراء مرتفع.. هكذا رد أحمد المغربي، رئيس اتحاد تضامن النقابات العمالية، ونقيب الصيادين على الاتهامات الموجهة إليهم، في أول حوار له مع القاهرة 24، موضحًا كواليس دعوات المقاطعة.. وإلى نص الحوار.
بداية.. هناك دعوات لمقاطعة الأسماك منذ أيام.. كيف تأثر الصيادون بها؟
ليس هناك أي مقاطعة للأسماك، والإقبال على الشراء جيد وما يحدث هو حديث سوشيال ميديا، المستهلك يفضل الأسماك، ولو نظرنا لأسعار الأسماك سعر كيلو البلطي مثلا يوازي سعر كيلو العدس حاليًا، ولو خير المستهلك بين السمك والعدس مثلا، سيفضل السمك الذي سيأكله وهو سعيد.
دعوات المقاطعة وصل صداها لباقي السلع المهمة بحجة أن السمك تراجع 50%.. فهل هذا صحيح؟
أسعار الأسماك لم تتراجع، كما أن الإقبال على شراء السمك لم يتغير حتى الجمبري الذي يرتفع سعره مقارنة بباقي الأصناف عليه إقبال جيد، وجودته مرتفعة، وحديث السوشيال ميديا عن التراجع غير صحيح أبدًا.
تزعم ثبات الأسماك منذ أشهر.. برأيك ما الذي أثار غضب المستهلك؟ وهل يتلاعب الصيادون بالأسعار؟
لا الصيادون لم يتلاعبوا بالأسعار.. المشكلة في الأسعار بدأت بسبب سمك البلطي الصغير، والذي يرتفع سعره في الصيف لأن فترة الصيف يكون هذا النوع لديه بطاريخ، بعد غياب 6 أشهر بسبب الشتاء، وهذه الفترة يكثر البلطي بالبطارخ وسعره مرتفع لأن جودته عالية.
وبعد فترة غياب هذا النوع بسبب الشتاء الناس لديها اشتياق لهذا السمك فيكون الإقبال عليه مرتفع جدًا، وبالتالي سعره أيضًا، لهذا تم إثارة كل هذا الضجيج، رغم أن ارتفاع هذا النوع من السمك يحدث كل موسم.
سعر السمك مرتفع هذا الموسم مقارنة بالموسمين الماضيين.. برأيك ما الأسباب؟
كيلو سمك البلطي حاليًا يتراوح ما بين 60 لـ 80 جنيهًا، وأي سلعة تتعرض للعرض والطلب يرتفع سعرها، وهناك عدة عوامل أدت لارتفاع أسعار الأسماك، أولها قلة الإنتاج خلال الموسم الحالي، وارتفاع سعر العلف البحري بنسبة كبيرة جدًا وصلت لـ 50 ألف جنيه للطن بعدما كان سعر طن العلف منذ عامين نحو 12 ألف جنيه فقط، إضافة لذلك ارتفاع سعر السولار والغاز وتكلفة الصيد أصبحت مرتفعة جدًا على الصيادين.
ما العقبات التي تواجه صيادي مصر؟
عندما كان سعر طن العلف منخفض كان سعر كيلو السمك يعادل ثمن 10 أرغفة عيش، لأنه كان هناك زيادة في الإنتاج، ما يحدث حاليًا بسبب قلة إنتاج وليس جشع تجار.
إنتاج مصر من الأسماك منقسم لشقين، 20% منه صيد حر و80% استزراع سمكي، ومع ارتفاع مدخلات الإنتاج يرتفع سعر المنتج لو لم يرتفع السعر سيكون الصياد خاسر.
ومن أسباب قلة الإنتاج أيضا خروج عدد كبير من المنتجين من السوق، بسبب أن مدخلات الإنتاج عالية وهامش الربح منخفض، فكيف سيتم بيع السمك بسعر منخفض.
ما مطالبكم التي يمكن من خلالها الوصول إلى سعر عادل يرضي المستهلك والصياد؟
ليس هناك مبادرات مخصصة للصيادين مثل باقي المهن، ومطالب الصيادين أن يكون هناك شفافية وتعاون مع باقي الجهات، وأن يتم سماع أصوات الصيادين نحن لدينا عقبات كبرى، من ضمنها ارتفاع أسعار إيجار المزارع السمكية بشكل كبير، إضافة إلى زيادة مدخلات الإنتاج، ولو هناك مبادرات تساعدنا على تحقيق هامش ربح جيد سيزيد الإنتاج وسيكون هناك وفرة في المعروض ويتراجع السعر، كما أننا نطالب أيضًا بعمل حوار وطني مع الصيادين، وسماع متطلباتهم.
المفاهيم للأسف غير واضحة للمستهلك، وهناك حملات ممنهجة ضد الصيادين والمهنة، وتم الهجوم علينا دون معرفة كواليس الأمر، فهامش الربح للصياد ضئيل، وحملات المقاطعة الممنهجة تسعى لخروجنا من السوق.
