الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

والأهالي: نشتري مياه الشرب والمسئولون حذفونا من الخريطة

«الحجيرات» سلسال دم متى ينتهي بقنا؟.. أطفالها ينامون على صوت الرصاص ونساؤها أرامل

مدخل قرية الحجيرات
محافظات
مدخل قرية الحجيرات في قنا
الخميس 23/مايو/2024 - 08:45 ص

«الحجيرات» قرية حملت على حروفها سلسال من الدم من بداية نشأتها داخل محافظة قنا منذ مئات السنين، لم يُذكر اسمها إلا وكان ملازمه قتيل وأكثر، لم تخطو قدم داخلها وإلا ودهس على مكان غرق في دماء مواطنيها، القرية التي حرمت نفسها من الأمن والآمان وكل من يقترب منها لا يسمع سوى صوت الأعيرة النارية في مشاجرات بينهم، أطفالها تنام على صوت الرصاصات وسيداتها أصبحن أرامل ومطلقات بسبب الخصومات الثأرية وشبابها رحل خارج مصر هربًا من جحيمها، من هنا أُطلق عليها قرية "الدم والنار"


أين تقع قرية الدم والنار؟

قرية الحجيرات تابعة لدائرة مركز قنا، يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة تقريبًا، سكانها من شبه الجزيرة العربية وتحديدًا من اليمن أتوا إلى مصر في الفتوحات الإسلامية واستقروا في محافظة قنا، تشمل 7 نجوع هم "نجع معلا، نجع عتمان نجع العمدة، نجع حميد، نجع عودة، نجع جبارة، ونجع أبو عروق، أشهر عائلتها هي عائلة عبدالمطلب والعطلات، والبلالوة، وناس جلال، والخطاطبة، جميع مواطنيها أبناء عمومة لا يوجد بينهم غرباء سوى عائلة الجزارين التي سكنت معهم في القرية، ولها 5 مدخل وتشتهر بزراعة القمح بعد منع الأجهزة الأمنية زراعة القصب بكثرة داخلها لأنها تساعد الخارجين عن القانون بداخلها في الهروب.


ارتبط اسم قرية الحجيرات بالجريمة لا يخلو منزل من الحزن على فراق أحد أفراده، مدافنها امتلأت بجثث القتلى، انتشر فيها تجارة الأسلحة النارية والمخدرات تحديدًا الشابوا في السنين الأخيرة إضافة إلى الخصومات الثأرية التي حرمت القرية من السلام وأفقدتها صلة الرحم قُتل على أرضها عشرات الأطفال والنساء أغلبها رصاصات طائشة ومئات الشباب وعندما نبحث على سبب ارتكاب جرائمها تتوقف العقول ذهولًا لتفاهته ونتساءل.. معقول هذا السبب راح فيه 7 قتلى؟


أشهر جرائمها

كانت بشاعة الجرائم التي نُفذت على أرض الحجيرات سببًا في تسميتها بقرية "الدم والنار" والسبب في جعلها أشهر قرية على مستوى الجمهورية منها "جريمة البشعة" التي كانت قضية رأي عام وأغرقت الأسفلت بدماء 5 شباب بينهم 4 أشقاء وعمهم، المتهمون نفذوا عليهم حكم الإعدام كأنهم أسرى حرب في عام 2012 وقضت المحكمة بالإعدام ل 3 متهمين والمؤبد ل5 آخرين، ليس بشاعتها في عدد قتلاها ولكن في أسلوب تنفيذها فالأعداد وقائع كثيرة انتهت ب8 جثث و7 جثث وآخرهم بشاعة ما تم تنفيذه في العزاء عندما خرج أحد أبناء القرية بالسلاح الناري أواخر العام الماضي وأطلق وابل من الأعيرة النارية على السيدات وأسفرت عن مقتل سيدتين بسبب التأخير في خروجهن للجنازة.


الدور الأمني  في الحجيرات

لم تشرب أرض قرية "الحجيرات" من دماء أبنائها فحسب بل سال عليها دماء شهيد الشرطة المقدم أحمد محمود في عام 2022 خلال حملة أمنية للقبض على الخارجين عن القانون في نجع جبارة راح شهيدًا على أرضها حتى يعيش أطفالها ونسائها في سلام، كل ذلك جعل كلمة "الحجيرات" وصمة عار يشعر بها شبابها لدرجة التبرأ منها أمام الآخرين فالكل ينظر لهم نظرات الهلع والفزع، لأ أحد من أبناء محافظة قنا يقبل بنسبهم أو بزيارتهم في المناسبات ولهذه الأسباب أصبحوا أكثر بغضًا لمن حولهم وساعد ذلك في زيادة الجريمة بداخلهم فالإصابات والقتلى باستمرار يتم نقلهم للمستشفيات دون سيارات الإسعاف التي تهاب دخول القرية ويستقلون سيارات خاص لنقل قتلاهم والمصابين للمستشفيات وأحيانا يتم إلقائهم أمام البوابات ويفرون هاربين من الأحكام القضائية التي توجد على أعتاقهم.

 

وأضاف المواطن القرية قبل عام 2017 كانت تأبى دخول أي غريب وإطلاق الأعيرة النارية والمشاجرات ليلًا نهارًا مستمرة، ولكن الحملة الأمنية الكبرى التي نفذتها وزارة الداخلية وكانت الأولى من نوعها رسمت للقرية مسار آخر ليس لمنع الجريمة ولكن التخفيف منها فقط بعد ضبط العشرات من الخارجين عن القانون وكميات من الأسلحة النارية والمواد المخدرة ظلت فترة طويلة القرية بعدها تعيش في سلام لخوفهم من الجهات الأمنية ولكن لم يستمر ذلك طويلًا لتعود الجريمة مرة أخرى على الرغم من الحملات الأمنية المستمرة والتي كان آخرها الشهر الماضي أبريل 2024 ونجحت فيها قوات الأمن برئاسة اللواء أحمد البديوي رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن قنا، في توجيه ضربة موجعة لكل تجار المخدرات بعد القبض على 3 أشخاص وإصابة شاب وبحوزتهم 3 بنادق آلية و5 خزن حديدية وبندقية خرطوش أجنبية الصنع و110 طلقات، و5 طلقات خرطوش، و40 طربة حشيش وزنت 4 كيلو جرام، وكمية من مخدر الهيروين الخام وزنت كيلو ونصف، وكمية من الشابو النقي وزنت 2 كيلو.

مواطني الحجيرات يشترون مياه الشرب

وذكر مواطن آخر الخدمات من الجهات التنفيذية معدومة داخل قرية الحجيرات رغم مساحتها وشهرتها الواسعة إلا أن المسئولين كمواطنيها تبرأو منها وحذفوها من خريطة محافظة قنا، قرية الحجيرات هي القرية المحرومة من كافة الخدمات والمشروعات الاستثمارية التي منحتها الدولة كحق من حقوق كل القرى حيث لا يوجد بها مياه صالحة للشرب حتى الآن ويقومون بشرائها من قرية القناوية المجاورة لها أو منطقة المعنا بندر قنا، لا يوجد بها صرف صحي، لا يوجد بها مدرسة ثانوية أو مدارس فنية رغم أنها القرية التي بها أكبر نسبة تعليم على مستوى محافظة قنا ولا يوجد بها أمية، القرية محرومة من المكتبات والقصور الثقافية والعام الماضي فقط تم تفعيل مركز شباب لهم، القرية تفتقر مقومات الحياة فكيف نمحو الجريمة التي زرعها الإهمال والتقصير من المسئولين في قلوب أبنائها.

 

مدافن الحجيرات الممتلئة بالقتلى
تابع مواقعنا