الأزهر: 60 % من العمليات الإرهابية في مايو استهدفت الصومال
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن القارة الإفريقية باتت أكثر قارات العالم تأثرًا بالإرهاب الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش والقاعدة، وما يتفرع عنهما من جماعات مثل بوكو حرام في نيجيريا، والشباب بالصومال ودول جوارها.
وتابع المرصد في بيان: وتتزايد وتيرة العمليات الإرهابية التي تشنها تلك التنظيمات على القارة السمراء أو تتراجع، تبعًا لعدد من العوامل والأحوال السياسية والأمنية. وفي هذا الصدد تابعت وحدة الرصد باللغات الإفريقية على مدار شهر مايو 2024 أنشطة التنظيمات الإرهابية في منطقة شرق إفريقيا، والتي بلغ عدد عملياتها الإرهابية 5، أسفرت عن مقتل 22 شخصًا، وإصابة 5 آخرين.
انخفاض ملحوظ
وأكمل المرصد: هذا وقد انخفض عدد الهجمات الإرهابية وأعداد ضحاياها في شرق القارة خلال شهر مايو 2024 مقارنة بالشهر السابق له بنسبة 50%، حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية في شهر إبريل 2024 10 عمليات، أسفرت عن سقوط 72، فضلًا عن إصابة 7 آخرين.
وأوضح: وقد يرجع ذلك الانخفاض في عدد هجمات التنظيمات الإرهابية في شرق إفريقيا إلى تجدد الصدام بين الفرع الداعشي في الصومال، وحركة الشباب الموالية لتنظيم لقاعدة، والذي أخذ منحًا تصاعديًا في الآونة الأخيرة، على أنه يصب لصالح الجهود الرامية لتحرير البلاد من خطر كلا التنظيمين، كما أن عملية الحرب الشاملة التي أطلقها الرئيس الصومالي حسن شيخ، بمساندة المليشيات العشائرية وضعت حركة الشباب تحت ضغوط كبيرة، مما تسبب في تراجع استعداد الحركة وموقفها الميداني. وعلى الرغم من ضراوة الصراع بين جناحي الإرهاب في الصومال؛ داعش والقاعدة، إلا أنه يثير قلقًا متزايدًا بشأن التهديدات المحتملة طويلة الأمد وما لها من أثر على استقرار وأمن البلاد.
الأوضاع في شرق إفريقيا
وأوضح: وبحسب الإحصائية، فقد شهدت الصومال 3 عمليات إرهابية، بواقع 60 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أسفرت عن سقوط 7 ضحايا، دون وقوع إصابات. ولعل تصدّر الصومال للمشهد العملياتي رغم ما تقوم به من جهود في سبيل مكافحة إرهاب الشباب ناتح عن التطورات والتحولات الإقليمية المحفزة لزيادة النشاط الإرهابي في البلاد، وبخاصة القطيعة بين مقديشو وبونتلاند، على الرغم من احتفاظ حكومة البلاد بالسيطرة الأمنية.
وأضاف: أما موزمبيق فقد تعرضت لـعملية إرهابية واحدة أدت إلى مقتل 10 أشخاص، وفي كينيا، لقي 5 أشخاص حتفهم، وأصيب 5 آخرون نتيجة لهجوم أعزل.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن حركة الشباب الصومالية لا تزال تثبت أنها تمثل أكبر التحديات الأمنية التي تواجه إقليم شرق إفريقيا، مما يفرض على حكومات المنطقة تكثيف جهود المكافحة والعمل على منع الهجمات من قبل وقوعها من خلال تعقب عناصر الحركة ومنع حصولهم على أي تمويل بالعناصر أو بالأسلحة، بما يضمن إحباط أية مخططات إرهابية، إلى جانب رفع وعي المواطنين وبخاصة الشباب بخطر الانضمام للحركة أو تبني أفكارها.
جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية
وأضاف: أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة شرق إفريقيا، فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر مايو 41 قتيلًا بينهم قادة بارزون، و28 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 6 آخرين على يد أجهزة الأمن الصومالية والأوغندية بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
ووفقًا للمؤشر، فقد انخفض عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر مايو عن شهر إبريل انخفاضًا كبيرًا بواقع 74.4 %، حيث بلغ عدد القتلى في شهر إبريل 282 إرهابيًا، فضلًا عن اعتقال 17، واستسلام آخر.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن ثمة حاجة ماسة إلى استجابة منسقة من جميع المعنيين، تأخذ في الاعتبار احتواء التهديد الذي يمثله الصراع بين فرعي الإرهاب القاعدة وداعش، ومنعهما من تأمين موطئ قدم لهما بالمنطقة أو بالقارة بشكل عام، وضمان الحد من قدرة التنظيمين على التنقل والتعبئة وتحويل الأموال، وتقويض روابطهما التنظيمية العابرة للحدود، على الأقل لتجنب أي تهديد أمني للمنطقة.