اللهم اكتب لنا الحج.. شكل جبل عرفات وموقع نصب الشيطان فيه.. لماذا نقف على جبل عرفة؟
يعد شكل جبل عرفات، واحد من الأمور المثيرة التي تراود أذهان ملايين المسلمين في مثل هذا التوقيت تحديدا، حيث يقف ملايين الحجاج على جبل عرفات في موعد هجري ثابت من كل عام في اليوم التاسع من شهر ذو الحجة، ويصطفون على هذا الجبل المبارك يدعون ربهم ويرجونه ويتوسلون إليه ليغفر لهم ذنوبهم ويحقق لهم آمالهم ويتقبل منهم حجتهم ويمن عليهم بـ ثواب الحج المبرور، وقبل حلول غرة شهر ذي الحجة، يقدم لكم القاهرة 24، ماذا يوجد فوق جبل عرفة؟ ولماذا نقف على جبل عرفات؟
شكل جبل عرفات
شكل جبل عرفات، وقصة جبل عرفات، من أكثر الأمور التي يبحث عنها المسلمون قبل بداية موسم الحج، حيث يعد الوقوف بعرفة ركن عظيم من أركان الحج، ولا يصح الحج بدونه كما أخبر الني صلى الله عليه وسلم، ولذلك يتساءل المسلمون ماذا يوجد فوق جبل عرفات؟ ولماذا نقف على جبل عرفات؟ أو بمعنى آخر ما هي الحكمة من الوقوف على جبل عرفات؟
ولمن يتساءل عن شكل جبل عرفات، أو كما يطلق عليه جبل عرفة، او جبل الرحمة، فهو من الجبال المميزة جدا، يصل طوله إلى 300 متر، وفي منتصف قمته شاخص بطول 7 أمتار، ويعد الوقوف بعرفة من أهم مناسك الحج، حيث يستحب الذهاب إلى عرفات عند طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، ومن لم يقف بعرفة فلا حج له، ومن دفع منها قبل الغرب فعليه دم.
وتمتد منطقة جبل عرفات على عرض ميلين أي أكثر من 3 كيلومترا، وطول ميلين أيضا، ومحاط بسلسلة من الجبال على شكل قوس، وهي: جبل نَمرة، وثُوية، وجبل الأراك، وذي المجاز من ناحية الحرم، وعلى الحدود الأخرى سلسلة من الجبال السوداء، ويتم تحديد نهاية وبداية المنطقة بعلمين في المقدمة والنهاية، ويجوز للحاج الوقوف في أي مكان على جبل عرفات إلا بطن عرنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم "كل عرفة موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة".
نصب الشيطان في جبل عرفة
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بـ نصب الشيطان في جبل عرفة، ونهى عن وقوف الحجاج في بطن عرنة، أو وادي عرنة، وهو أحد أودية مكة المكرمة يمر بطرف عرفة من جهة الغرب عند مسجد نمرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة الصحيحة، أن بطن عرنة هو وادي الشيطان، كما أوضح مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في حديث سابق له: "من مضى عليه يوم عرفة ولم يقف داخل الحدود لم يصح حجه".
وللابتعاد عن نصب الشيطان في جبل عرفة، تولي المملكة العربية السعودية جهدا ملحوظا لتحديد حدود جبل عرفات الداخلية بلغات عديدة يفهمها الحجاج، فضلا عن إبراز العلامات واللافتات الإرشادية التي توجه الحجاج إلى حدود عرفات، وينبغي على الحاج اتباع تلك العلامات الإرشادية التي تبين له حدود المشعر الذي لا يصح الحج بدون.
أين يقع جبل عرفات
ولمن يتساءل أين يقع جبل عرفات؟ فالوقوف على جبل عرفات هو المنسك الوحيد من مناسك الحج الذي يتم تأديته خارج حدود الحرم المكي، ويقع جبل عرفات بين مكة والطائف، حيث يبعُد عن مكة حوالي 22 كيلو متر وعلى بعد 10 كيلو متر من منى و6 كيلو متر من مزدلفة.
قصة جبل عرفات
تحظى قصة جبل عرفات بخصوصية شديدة لدى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يجتمعون من كل حدب وصوب على صعيد واحد وفي موعد واحد وبلباس واحد وبتلبية واحدة "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، والوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج لقول النبي صلى الله عليه وسلم " الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".
وبخلاف شكل جبل عرفات، فهناك العديد من الروايات التي توضح سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم، والروايات الأكثر تأكيدا، أن سيدنا آدم عليه السلام التقي مع حواء وتعارفا على بعضهما في هذا المكان بعد خروجهما من الجنة، ولذلك سمي بعرفة، كما أفادت رواية أخرى بأن سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم لأن جبريل طاف بالنبي إبراهيم عليه السلام فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت" ولهذا سمى بعرفة.
ماذا يوجد فوق جبل عرفة؟
استكمالا لرصد شكل جبل عرفات، يرغب الكثيرون في معرفة ماذا يوجد فوق جبل عرفة؟ ومنطقة عرفة، منطقة جبلية واسعة تنتشر فيها العديد من التلال والوديان، وتغطي الرمال والحصى معظم سطح الجبل، ولذل تتوفر خدمات النقل بالسيارات والحافلات لنقل الحجاج من وإلى جبل عرفة.
وفوق قبل عرفة توجد تلةٌ صغيرة تشبه البرث وتُسمّى النابت؛ لأنها تشبه النبتة في الأرض السهلة، وتُسمى أيضًا البادية القرين، وهي التي يصعد عليها الحجَاج يوم الوقوف، ومن معالم جبل عرفة أيضًا مسجد نمرة، ونمرة هو الجبل الذي نزل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في حجَة الوداع، وتم بناء مسجد نمرة عليه، وأصبحت مساحته الآن حوالي 124 ألف مترٍ مربعٍ، ويتسع لأكثر من 300 ألف مصلي.
ولمن يتساءل ماذا يوجد فوق جبل عرفة؟ فهناك مسجد الصخرات يقع أسفل جبل عرفة أو جبل الرحمة على يمين من يصعد عليه، وفيه صخرات كبار وقف عندها الرسول صلى الله عليه وسلم عشية يوم عرفة، وقد كان على ناقته، وهو مرتفع عن الأرض قليلًا، ويستحب للحجاج الذهاب إلى جبل عرفات مع ترديد التلبية، كما يتعين الوقوف على جبل عرفات حتى التحقق من غروب الشمس.
لماذا نقف على جبل عرفات؟
أوضح الكثير من كبار المشايخ والأئمة، إجابة السؤال الأهم لماذا نقف على جبل عرفات؟ وذلك لأنه ركن من أركان الحج، ويستحب فيه للحجاج الاستماع إلى الخطبة ثم أداء صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين، كما يستحب التفرغ للدعاء بخشوع وحضور قلب مع استقبال القبلة ورفع اليدين، ويكره صوم يوم عرفة للحاج إلا لمن لم يجد الهدي، ودعاء يوم عرفة للحاج وغير الحاج أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَاْ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية، لماذا نقف على جبل عرفات، فقالت الدار أن الحكمة من الوقوف على جبل عرفة، أنَّه تشبيهٌ وتذكيرٌ بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، واستحضارٌ لحال فَقْر العباد وتواضعهم، واحتياجهم إلى خالقهم جلَّ وعَلَا، كما أنَّ فيه إشعارًا وإعلانًا للمساواة بين جميع الحجيج؛ لقول الله عَزَّ وَجَلَّ في مُحْكَم التنزيل: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ [البقرة: 199]، بعد أن قال: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ [البقرة: 198].
وأضافت دار الإفتاء، أن وقت الوقوف بعرفة والنفرة منها محل خلاف بين الفقهاء؛ فالأكمل الجمع في الوقوف بين الليل والنهار من بعد الزوال، والخلاف فيما سوى ذلك: فيجوز للحاج الوقوف والدفع من عرفة بعد الفجر وقبل الزوال كما هو رأي الحنابلة وعليه دمٌ، أو الدفع منها قبل الغروب من غير أن يكون عليه دمٌ كما هو قول الشافعية، أو الاكتفاء بالوقوف جزءًا من ليلة النحر، ولا حرج عليه في شيء من ذلك، والمستحب اتباعُ الأنسب للحجاج؛ لأن المحافظة على نفوسهم وأمنهم وسلامتهم من مقاصد الشريعة الكلية العليا.
