ما حكم عدم توزيع جزء من الأضحية على الفقراء؟.. المفتي يرد
أجاب فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على سؤال ورد إليه نصه: ما حكم ادِّخار جميع لحم الأضحية، وعدم توزيع جزء منها على الفقراء؟
وقال فضيلة المفتي، عبر موقع دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة: الأضحية سنةٌ مؤكدة، والمشروعُ فيها أن يجمَع الشَّخصُ بين الأكل والتصدُّق والادِّخار، ويكره أكل الأضحية كلِّها، دون التصدُّق بشيءٍ منها، ولا ضمان على المضحِّي إن فعل.
السنة في تقسيم وتوزيع الأضحية
واستكمل: السُّنة في الأضحية أن يجمعَ المضحّي بين الأكل مِن أضحيته، والتصدُّق على الفقراء، وادِّخار جزء منها؛ والأصلُ في ذلك: ما رواه الشيخان عن سلمةَ بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: مَن ضحَّى منكم فلا يُصبِحنَّ بعد ثالثة وبقي في بيتِهِ منه شيءٌ، فلمَّا كان العامُ المقبل، قالوا: يا رسولَ الله، نفعَلُ كما فعَلْنا عام الماضي؟ قال: كُلُوا وأطعِمُوا وادَّخِروا؛ فإنَّ ذلك العام كان بالنَّاس جهد، فأردت أن تُعِينوا فيها.
وواصل: قال الشمسُ البِرماوي في اللامع الصبيح 14/ 170، ط. دار النوادر، سوريا: قولُه: كُلُوا، وإن كان للوجوب، لكن حيث لا قرينة، وتقدُّمُ الحظرِ قرينةٌ صارفة على خلاف ذلك في أصول الفقه، ولئِن قلنا: تبقى على الوجوب، فالإجماعُ هنا مانعٌ من الحملِ عليها اهـ.
واختتم: وقد حُكِي الإجماع على أنَّ الجمع بين الأكل والصدقة سُنةٌ حسنةٌ؛ قال الإمام ابنُ حزم الأندلسي في "مراتب الإجماع، ص: 153، ط. دار الكتب العلمية: واتفقوا أنَّ مَن أكل أضحيته وتصدَّق بثلثها وأكَلَ قبل انقضاءِ اليوم الثالث مِن يوم النَّحر أنه قد أحسَنَ، واختلفوا فيمَن لم يأكُل منها أو لم يتصدّق أو ادَّخر بعد ثلاث؛ عصى أم لا، اهـ.