السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خطبة عن المبادرة للحج.. "تعجلوا بالحج" بين الترغيب والترهيب

خطبة عن المبادرة
دين وفتوى
خطبة عن المبادرة للحج
الخميس 13/يونيو/2024 - 03:03 م

يعتزم الكثير من المشايخ تقديم خطبة عن المبادرة للحج، وذلك لتشجيع المسلمين على أداء فريضة الله، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد فرضه الله على القادر المستطيع استطاعة بدنية ومالية، ومن يقدر على الحج ولم يحج، فقد أوقع نفسه في ذنب كبير وإثم عظيم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، "تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ، فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ"، وفي هذه الأيام يقترب منا موعد فريضة من فرائض الله علينا، ولذلك يقدم لكم القاهرة 24، خطبة عن المبادرة للحج.

 

خطبة عن المبادرة للحج

ويدعو المشايخ والأئمة في خطبة عن المبادرة للحج، إلى الإسراع بأداء فرائض الله ومنها فريضة الحج، وذلك لما في الحج من ثمرات وفضائل عديدة يجنيها المسلم في دينه ودنياه، فاللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا.

 

ووفقا لدار الإفتاء المصرية، من عزم الحج هذا العام وحالت الظروف دون ذلك فهو مأجور بنيته ولا تسقط عنه الفريضة، ولا دَمَ عليه، ولا يلزمه شيء؛ لأنه لم يتَلبَّس بالإحرام، وما يؤكد أهمية خطبة عن المبادرة للحج، ورود الحج في العديد من آيات الذكر الحكيم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ففي سورة آل عمران الآية 97 ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ﴾.

 

كما ذُكر الركن الخامس بالحج، في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ"، عَن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللهَ قَد فَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا)، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثًا، فقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَو قُلتُ: نَعَم، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا استَطَعتُم)، ثم قال: (ذَرُوني مَا تَرَكتُكُم).

خطبة عن المبادرة للحج

 

خطبة عن المبادرة للحج مكتوبة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد، أيها المسلمون، متى استطاع المسلم الحج وتوفرت فيه شروط وجوبه، وجب عليه أن يعجل بأداء فريضة الله، ولم بجز له تأخيره ولا التهاون به، وفي ذلك يقول الشيخ ابن باز رحمه الله "مَن قَدَرَ عَلى الحَجِّ ولم يَحُجَّ الفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى مُنكَرًا عَظِيمًا وَمَعصِيَةً كَبِيرَةً، فَالوَاجِبُ عَلَيهِ التَّوبَةُ إِلى اللهِ مِن ذَلِكَ وَالبِدارُ بِالحَجِّ".

 

ولنا أيها المسلمون في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فقال عليه الصلاة والسلام: "َتعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ - يَعني الفَرِيضَةَ -؛ فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ"، وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ "مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ؛ فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعرِضُ الحَاجَةُ".

 

فلنحمد الله عباد الله أن نمد في أعمارنا، وها هو موسم الحج قد أشرقت شمسه، وها هم الحجاج يأتون من أقصى الأرض شرقا وغربا، بعضهم له سنوات يجمع نفقة الحج ويقتطعها من ماله ليجمع ما يعينه على أداء الفريضة، وفي المقابل منا من تيسرت له الأسباب وتهيأت له السبل، ولكنه يؤخر ويؤجل ولا يبادر بالحج، ولهؤلاء التذكير والتذكرة بفضائل الحج، فهو ركن من أركان الإسلام، وهو من أفضل الاعمال والقربات إلى الله.

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسوله، قيل: ثمَّ ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرور" فلتتذكر أيها المسلم المستطيع على أداء فريضة الحج ولكنك تسوفها، الحجُّ المبرور ليس له ثواب إلا الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "العُمرة إلى العمرة كفَّارة لِما بَينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنة".

 

كما أن الحج المبرور سببا لغفران الذنوب، ومن منا لا يرغب في مغفرة ذنوبه؟ من منا لا يريد عفو الله عنه؟ من منا يقدر على تحمل آثار ذنوبه وآثامه؟، فقد بشرنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "مَن حجَّ لله، فلَم يرفث ولم يَفسق، رجع كيَومَ ولدَتْه أمُّه" والحاج الوافد على الله يكرمه الله، فعن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الغازِي في سبيل الله، والحاجُّ، والمعتمِر: وَفدُ الله؛ دعاهم فأجابوه، وسألُوه فأعطاهم".

 

ولنتأمل عباد الله في فريضة الحج، فهي فريضة دائمة مستمرة حتى بعد ظهور الفتن العظام، ففي صحيح الجامع "لَيُحَجَّنَّ هذا البيت وليعتمرنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج"، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقوم السَّاعة حتى لا يحجَّ البيت"، ولهذا وجب على المسلم أن يتعجل الحج، فلا يدري متى يلقى ربه، ولا يدري متى الساعة، فيا عباد الله اتقوا الله وأدوا فرائضه وعظموا شعائره وحققوا الألفة والوحدة فيما بينكم يصلح الله حالكم.

خطبة عن المبادرة للحج

 

خطبة تعجلوا بالحج

استكمالا لتقديم خطبة عن المبادرة للحج، في موسم حج 1445-2024، نرصد لكم خطبة تعجلوا بالحج، وعناصر الخطبة، فضل الحج ومكانته، وجوب الحج على القادر والحث عليه، الترغيب في الحج قبل فوات الأوان.

 

أيها المسلمون: يقترب منا هذه الأيام موعد فريضة من فرائض الله التي افترضها سبحانه على عباده وحث عليها في كتابه، كما حث عليها رسوله وندب إليها أمته، هذه الفريضة هي فريضة الحج إلى بيت الله الحرام التي هي ركن من الأركان التي قام عليها بناء الإسلام العظيم، وركيزة من الركائز المهمة لهذا الدين الحنيف، يقول جل جلاله: (وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَـاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنِ الْعَـالَمِينَ) [آل عمران:97]، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام مبني على أركان خمسة، لا يقوم إلا بها، ولا يكمل إلا بوجودها، ومنها الحج إلى بيت الله العتيق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.

 

عباد الله: الحَجُّ والعُمْرَةُ من أفضلِ العباداتِ وأجلِ القُرُبَاتِ، بهما تُحَطُّ السيئات، ويَثقُلُ ميزانُ العبدِ بالحسناتِ، ويُرفَعُ في الجنةِ إلى أَعلى الدرجاتِ، يرجِعُ أقوامٌ من تلكَ المشاعِرِ المقدّسةِ إلى بيوتِهم ليس عليهم ذنوبٌ، كيومِ ولدتْهُم أمهاتُهُم، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "من حَجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رَجَعَ من ذنوبِه كيومِ ولدتْهُ أمُّه".

 

أيها المسلمون: الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ، دَلَّ على وُجُوبِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجمَاعُ، فَمَن جَحَدَهُ أَو أَبغَضَهُ بَعدَ البَيَانِ كَفَرَ، يُستَتَابُ عَلَى ذَلِكَ فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ، ومن أقر بالحج وتهاون في فعله مع قدرته عليه فهو على خطر، فإن الله قال بعد إيجابه على الناس: (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ)، يقول القرطبي عن هذه الآية: “هذا خرج مخرج التغليظ؛ ولهذا قال علماؤنا: تضمنت الآية أن من مات ولم يحج وهو قادر فالوعيد يتوجه عليه”.

 

عباد الله: الحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر، فمتى استَطَاعَ المُسلِمُ الحَجَّ وَتَوَفَّرَت فِيهِ شُرُوطُ وُجُوبِهِ وَجَبَ أَن يُعجِّلَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ فِيهِ، وَلم يَجُزْ لَهُ تَأخِيرُهُ وَلا التَّهَاوُنُ بِهِ، قال العلامةُ ابنُ بَازٍ رحمه اللهُ: "مَن قَدَرَ عَلى الحَجِّ ولم يَحُجَّ الفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى مُنكَرًا عَظِيمًا وَمَعصِيَةً كَبِيرَةً، فَالوَاجِبُ عَلَيهِ التَّوبَةُ إِلى اللهِ مِن ذَلِكَ وَالبِدارُ بِالحَجِّ"، وَسُئِلَ الشيخُ ابنُ عُثِيمِينَ رحمه اللهُ تعالى: هَل وُجُوبُ الحَجِّ عَلَى الفَورِ أَم عَلَى التَّرَاخِي؟ فَأَجَابَ: "الصَّحِيحُ أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى الفَورِ، وَأَنَّهُ لا يجُوزُ لِلإِنسانِ الذي استَطَاعَ أَن يحُجَّ بَيتَ اللهِ الحَرَامَ أَن يُؤَخِّرَهُ، وَهَكَذَا جمِيعُ الوَاجِبَاتِ الشَّرعِيَّةِ، إِذَا لم تُقَيَّدْ بِزَمَنٍ أَو سَبَبٍ، فَإِنها وَاجِبَةٌ عَلَى الفَورِ".

 

فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ: يَا مَن وَجَبَ عَلَيهم الحَجُّ، بَادِرُوا بِهِ وَلا تُؤَخِّرُوهُ، وَتَأَمُّلُوا في حَالِ الأَجدَادِ كَيفَ كَانُوا يحُجُّونَ، وَكَيفَ سَارُوا عَلَى أَقدَامِهِم وَامتَطَوا رَوَاحِلَهُم شُهُورًا وَلَيَاليَ وَأَيَّامًا لِيَصِلُوا إلى البَيتِ العَتِيقِ وَيَقضُوا تَفَثَهُم، وَنحنُ وَللهِ الحَمدُ في نِعمَ من الله ومنن، طُرُقٌ وَاسِعَةٌ وَسَيَّارَاتٌ مريحة، وَأَرزَاقٌ مُيَسَّرَةٌ وثَمَراتٌ مُتَوفِّرَةٌ، لَكِن مِنَّا مَن يُلَبِّسُ عَلَيهِ الشَّيطَانُ وَيَفتَعِلُ لَهُ الأَعذَارَ، إِمَّا بِشِدَّةِ الحَرِّ أَو قُوَّةِ الزِّحَامِ أَو كَثرَةِ الحُجَّاجِ، وَكَأَنَّهُ لَن يحُجَّ حتى يَرَى الطَّرِيقَ لَهُ وَحدَهُ، وَالمَشَاعِرَ قَد خَلَت مِن عِبادِ اللهِ سِوَاهُ.

 

عباد الله: لقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على المبادرة بالحج فقَال صلى الله عليه وسلم: "تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ -يَعني الفَرِيضَةَ-، فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ"، وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعرِضُ الحَاجَةُ".

 

ولم يقتصر صلى الله عليه وسلم على الترغيب، فحذر أولئك الذين لم يحجوا وهم مقتدرون على ذلك من الوعيد الذي سيلحقهم إن لم يستجيبوا، فقال صلى الله عليه وسلم: "مَن مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلى بَيتِ اللهِ ولم يحُجَّ فَلا عَلَيهِ أَن يمُوتَ يَهُودِيًّا أَو نَصرَانِيًّا"، وَقَالَ: "مَن مَاتَ ولم يحُجَّ حَجَّةَ الإِسلامِ في غَيرِ وَجَعٍ حَابِسٍ أَو حَاجَةٍ ظَاهِرَةٍ أَو سُلطَانٍ جَائِرٍ فَلْيَمُتْ أَيَّ المِيتَتَينِ شَاءَ: إِمَّا يَهُودِيًّا أَو نَصرَانِيًّا".

 

أيها المسلمون: هناك في بقاع الأرض المختلفة مسلمون مثلكم يجمعون الدرهم إلى الدرهم والدينار إلى الدينار وكل مُناهم أن تكتحل عيونهم برؤية كعبة المسجد الحرام، حتى إذا جاء الموسم وأذن المؤذن بالحج ولمَّا يكتمل الجمع بعد تولّوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا أن لا يجدوا ما يبلّغهم بيت الله وكعبة الله مع أنهم معذورون بل مأجورون من الله على نياتهم.

 

وأخيرا، عباد الله: كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه، وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه، كيف يبخل على نفسه في أداء هذه الفريضة، وهو ينفق الكثير من أمواله فيما تهواه نفسه، وكيف يخاف على نفسه من التعب وهو يرهق نفسه في أمور دنياه وكيف يتثاقل عن فريضة الحج وهو لا يجب في العمر سوى مرة واحدة، وكيف يتراخي ويؤخر أداءه وهو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه.

خطبة عن المبادرة للحج
تابع مواقعنا