كيفية تقسيم الأضحية وفقًا لدار الإفتاء.. هل يجوز عدم التوزيع منها؟
تعد تقسيم الأضحية من الأمور التي ينشغل بها العديد من المسلمين الذين يستعدون لذبح الأضاحي بدء من أول أيام عيد الأضحى المبارك وحتى اليوم الثالث، وعند بعض جمهور أهل العلم يمتد وقت ذبح الأضحية حتى غروب شمس اليوم الرابع من العيد، أي اليوم الثالث من أيام التشريق، وفي هذا التقرير نوضح لكم كيفية تقسيم الأضحية وفقا لدار الإفتاء المصرية.
تقسيم الأضحية
يتصدر تقسيم الأضحية اهتمام ملايين المسلمين في التوقيت الراهن، فقد بدأ العد التنازلي لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وفيه يصلي المسلمون صلاة العيد بعد شروق شمس اليوم العاشر من ذو الحجة قيد رمح، ومن ثم يبدؤون في نحر الأضاحي إتباعا لهدي سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي من السنن المؤكدة قولا وفعلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لها ضوابط وشروط شرعية يجب أن يتحلى بها المضحي، ومنها تقسيم الأضحية.
وفيما يتعلق بـ تقسيم الأضحية، فقد استحب جماعة من الفقهاء تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، قال الإمام أحمد: نحن نذهب إلى حديث عبد الله: يأكل هو الثلث، ويطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث، وبعض الفقهاء قال: تجعل نصفين: يأكل نصفا، ويتصدق بنصف، وقال ابن قدامة: ولنا ما روي عن ابن عباس في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث، رواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في الوظائف، وقال: حديث حسن.
وبالحديث عن تقسيم الأضحية، فيجب التذكير بأن الأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الشريف "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلا أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا".
ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن للمضحي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاءً وجِلدًا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجِلد أجرةً للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه، والأفضل في الأضحية أن تقسم إلى ثلاثة: ثلث له ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء، وهو شكل تقسيم الأضحية وفقا لدار الإفتاء.
توزيع الأضحية دار الإفتاء
وفقا لدار الإفتاء المصرية، يستحب تقسيم الأُضْحِيَّة إلى ثلاثة أثلاث، يأكل ثلثها، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها، فلو أكل أكثر من الثلث فلا حرج عليه، وإن تصدق بأكثر من الثلث فلا حرج عليه، لأن تقسيمها على الاستحباب لا على الوجوب؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: "الضحايا والهدايا: ثلث لك، وثلث لأهلك، وثلث للمساكين".
وأما ما يقسم من الأُضْحِيَّة فهو اللحم؛ لأنه المقصود الأعظم، وهو الذي يعود نفعه على الفقراء والمحتاجين، وأما أحشاؤها من كبد وغيره فإن يستحب تقسيمه وإن لم يقسمه فلا حرج في ذلك، والرأس لا تقسم بل تكون لصاحب الأُضْحِيَّة، ولا يبيعها ولا يعطيها للقصاب -الجزار- مقابل أجره أو كجزء منه.
وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما في صفة أُضْحِيَّة النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السُّؤَّال بالثلث".
هل يجوز عدم توزيع الأضحية
ولكل من يتساءل هل يجوز عدم توزيع الأضحية؟ والإجابة كما ورد في السنة النبوية المطهرة، أن هناك أمر بالتصدق من لحوم الأضاحي في قوله صلى الله عليه وسلم: "فكلوا وادخروا وتصدقوا"، ووجوب الصدقة من الأضحية هو مذهب الشافعية والحنابلة.
وعند الإمام الشافعي، الصدقة من الأضحية إذا كانت أضحية تطوع، واجبة على الصحيح بما يقع عليه الاسم منها، ويستحب أن تكون بمعظمها، قالوا: وأدنى الكمال أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث.
وقال الإمام النووي في كتابه "المجموع شرح المهذب" بشأن جواب سؤال، هل يجوز عدم توزيع الأضحية؟ أن عدم التصدق من الأضحية وأكلها كله، فيه وجهان مشهوران ذكرهما المصنف بدليلهما، أحدهما: يجوز أكل الجميع، قاله ابن سريج وابن القاص وابن الوكيل، وحكاه ابن القاص عن نص الشافعي، قالوا: وإذا أكل الجميع ففائدة الأضحية حصول الثواب بإراقة الدم بنية القربة، والقول الثاني، ومنهم المصنف في التنبيه يجب التصدق بشيء يطلق عليه الاسم، لأن المقصود إرفاق المساكين، فعلى هذا إن أكل الجميع لزمه الضمان.
وبعدما أوضحنا لكم تقسيم الأضحية، يجب التذكير ببعض الآداب المتعلقة بالأضحية وفقا لدار الإفتاء المصرية، إذ ينبغي التسمية والتكبير عند الذبح، ويُسن للمضحي أن يدعو عند الذبح فيقول: “إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك”.
كما يُسن للمضحي استقبال القِبلة بالأضحية، وأن يُضجِعها على جنبها حين يذبحها، ويمكنكم الاطلاع على الأحكام المتعلقة بالأضحية بالكامل من خلال منشور سابق لدار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك ونعرضها لكم كالتالي: