سيدة تعيش بجوار مقابر أولادها الأربعة منذ 34 عامًا بعد وفاتهم بحريق: بقضي العيد معاهم| فيديو
ماحدش ينسى ضناه وهفضل جنبهم لحد ما أموت.. هكذا قالت سيدة تعيش داخل إحدى أحواش مقابر الشيخ رفعت بشرق النيل في بنى سويف بجوار مقابر أولادها الأربعة بعد أن راحوا ضحايا حريق شب بمنزلهم عام 1990م، ومنذ ذلك الوقت وهي تجلس داخل المقابر بجوارهم لا تفارقهم لحظة واحدة.
أم فقدت أبناءها الأربعة منذ 34 عامًا وتعيش بجوارهم في المقابر
السيدة تدعي نادية عبد الحميد سيد وشهرتها أم أيمن، تبلغ من العمر 76 عامًا كان لديها 5 أبناء، فقدت منهم 4 في ذلك الوقت وهم: سيد بالصف الأول الثانوي، وهدى بالصف الثالث الإعدادي، وإيمان بالصف الأول الإعدادي، وهند بالصف الرابع الابتدائي، عام 1990 بسبب حريق نشب نتيجة تسريب أسطوانة بوتاجاز، ثم اشتعال النيران من جار لهم، فكنت تعمل في ذلك التوقيت عند طبيبة وفوجئت بدخول أحد أبنائي يدخل عليّ العيادة وبه آثار حروق كبير في جسمه قائلًا لي: إحنا ولعنا يا أمي.
استكملت الأم المكلومة حديثها ورجعت بالذاكرة للخلف قائلة: الحريق اشتعل بالمنزل مما أدى إلى مصرع أبنائي الأربعة بعد نقلهم للمستشفي، وأنهم توفوا جميعا خلال ساعة ونصف من الحادث، بالإضافة إلى 3 سيدات من الجيران حاولن السيطرة على الحريق ليفارقوا السبعة الحياة، فأنا لن تنسى ما حدث وسأظل صابرة محتسبة أولادي عند الله وربنا يصبرني، فمشهد وفاتهم لا يفارق ذهني وعندما أشاهد سيارة إسعاف أو أسمع صوتها أتعرض لحالة إغماء.
وحذرت السيدة الآباء والأمهات من الدعاء على أبنائهم لأنها دائما كانت تدعو على أولادها عندما يتشاجروا بأن يخرجوا في نعش واحد وكأن باب السماء كان مفتوحًا في الدعاء فقد استجاب الله للدعاء وخرجوا جميعا في 4 نعوش وبتوقيت واحد.
وتابعت السيدة أم أيمن: منذ دفن أولادي في المقابر وأنا أجلس بجوارهم على مقدار 34 عاما أتحدث إليهم كل ثانية ـ على حسب كلامها ـ، وأقضي معهم المناسبات السعيدة والأعياد فلا أستطيع أن أنساهم يومًا أو يغيبون عني، فأنا أعيش داخل غرفة صغيرة داخل الحوش بجوار مقابرهم شتاءً وصيفًا فأنا لم أجزع صابرة أحتسب أولادي عند الله وأن يرزقهم الله بالجنة، فأنا أوصيت بدفني بجوار أبنائي الأربعة حتى أشعر بالراحة ولا نفارق بعض أبدًا.