أزمة كهرباء دولة المليارات
بعدما وصلت درجات الحرارة إلى نحو 50 درجة في دولة الكويت الغالية تعلن وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة عن المناطق التي قد يتم انقطاع التيار الكهربائي عنها خلال فترة الذروة تباعا من الساعة 11:00 صباحا إلى 5:00 مساءً لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين حسب جداول زمنية والإعلان عن توقيت القطع المبرمج لكل منطقة قبل موعد الفصل بساعة
والإعلان عن عدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على استيفاء الطلب المتزايد على الأحمال الكهربائية خلال فترة الذروة إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بنفس الفترات من الأعوام السابقة، ما تبعه حزمة من الإجراءات من ضمنها وزارة التربية التي عزمت على تعطيل العمل في جميع المدارس، وبدء الإجازة الصيفية للعاملين بداية من الأحد، على خلفية أزمة الكهرباء التي تشهدها البلاد خلال الساعات الأخيرة والدعوة إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء للمواطنين بمختلف فئاتهم في أوقات الذروة.
وبالرغم من أن الكويت في أحدث بيانات حكومية صادرة تفيد بأن عدد السكان بلغ بنهاية 2023 نحو 4.859 ملايين نسمة فقط بينهم 1.546 مليون مواطن ومواطنة و3.3 ملايين وافد ووافدة ولم يشفع للدولة الخليجية التي تعد عاشر أضخم اقتصاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقا للتقرير الصادر عن ميدل إيست إيكونومي الذي تضمن قائمة بأضخم عشرة اقتصادات في العالم من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي، والذي بلغ لدى الكويت 159.7 مليار دولار عام 2023 من اتباع خطة لترشيد استهلاك الكهرباء وتعميمها علي مواطنيها؛ فإنه من الطبيعي حدوث الأزمات في أي دولة غنية كانت أو فقيرة الموارد ولكن العبرة في التخطيط للأزمات الذي يعد من المسلمات الأساسية في الدول الناجحة الذي يساهم في منع حدوث الأزمة أو التخفيف من آثارها وتلافي عنصر المفاجآت ولنا في الشقيقة الكويت مثال بالرغم من قوة اقتصادها وبالنظر إلى احتياطيات البلاد الاحتياطية التي تعادل 9.6 شهرًا من الواردات والأصول الضخمة التي تحتفظ بها هيئة الاستثمار الكويتية التي تُقدر بنحو 803 مليار دولار إلا أنها لم تسلم من أزمة الكهرباء بالرغم من عدد السكان المتواضع الـ 5 ملايين نسمة.
ندعو لأنفسنا وللأشقاء في الكويت الغالية في عبور تلك الأزمة بسلام في وقت قصير بإذن الله.