التطوير أفضل من فيديو هدير.. للسوشيال وجه قبيح
حياتنا اليومية صارت أكثر تعقيدًا وازدحامًا وتشابكًا خاصة في ظل تطويع التكنولوجيا وانفتاحنا عليها وكأنها أصبحت كالهواء والماء بالنسبة لنا لا شيء حي بدونها لا ننام دون أن نحتضن هواتفنا ولا نستيقظ دون أن نجده بين أيادينا.
تحكمت وسيطرت التكنولوجيا وكلما تقدمت وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات السوشيال ميديا، فتحت لنا آفاقا جديدة للتواصل والانفتاح على العالم ورؤية كيف يفكر ويأكل وينام الآخر، أثرت فينا وتأثرنا بها سلوكيًا واجتماعيًا ولم يكن لها من أسمها نصيب فدلا من التواصل الاجتماعي أصبت مواقع للانقطاع الاجتماعي والتفكك الأسري واستقلال الفرد عن الجماعة كل حسب ميوله ورغباته في التعرض للمحتوى الذي يتماشى معه.
انسلخ الفرد عن الأسرة وابتعد الأبناء عن الآباء، وانعزل البعض عن الكل، فالجميع يجلسون في جماعات وأفكارهم شتى، ومع السلبيات المتعددة للسوشيال ميديا لا يمكننا ابدا تجاهل إيجابياتها في تقريب البعيد وتسخير الصعب وتقارب الثقافات وطي المصاعب والتغلب على المستحيلات خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي والاستعانة به في معظم أعمالنا اليومية، ولكن..!
أفرزت التكنولوجيا على كثرة منافعها أضرارا وسوءات وآفات أضرت وشوهت ودمرت صورة مجتمعاتنا وقيمنا فـ طفى على سطحها من يطلق عليهم البلوجر والتيكتوكر واليوتيوبر والإنفلونسر وصانعي المحتوى ومنهم من هو مفيد ولكن أغلبهم الضار المسيء المسف المبتذل الذي يضرب بعرض الحائط كل القيم والعادات والأعراف والتقاليد والأخلاق والأصول وما الفيديو الفاضح لفتاة التيك توك عنا ببعيد، فبين عشية وضحاها أصبحت جميع محركات البحث لا هم ولا بحث لها إلا عن فيديو هدير بدلا من البحث عن التعبير والتطويروالتغيير للأفضل.
عن التنمر والابتزاز والسرقات الإلكترونية والاحتيال التكنولوجي ونشر محتويات مزيفة ومضامين حدث ولا حرج في مشاكل سوء استخدام التكنولوجيا وتطويعها للأعمال السيئة، ناهيك عن الإدمان الرقمي وتأثيراته على الصحة العامة، والامراض الاجتماعية التي ملئت الدنيا شرقًا وغربا.
فوضى المعلومات وحرب الشائعات من أبرز مساوئ العالم الافتراضي المفتوح الذي يعتمد القائمين عليها على الفبركة والتزييف والتزوير، فضلا عن تشويه السمعة والتقليل من الإنجازات والتشكيك في أي نجاح وكذلك نشر السوء والإحباط والمساهمة في خلق أجيال مشوشه هينة بهوية ضعيفة.
من أكثر العيوب التي تؤثر على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، النصب الالكتروني والاحتيال على منصات السوشيال ميديا وظهر منها على كل لون وشكل من أبرزها الكيانات التعليمية الوهمية واستغلال الأمية التكنولوجية في المجتمعات النامية والمتخلفة.
يا سادة، السوشيال ميديا أصبحت أداة قوية لها فوائد كثيرة إن أردنا الإصلاح والاستفادة، ولكن استخدامها بشكل غير مسؤول حوّل هذه النعمة إلى نقمة، لذا وجب علينا رفع مستوى الوعي العام، والحذر عند استخدامها والتعامل مع الغرباء عليها، والحفاظ على الخصوصية وأن نستفيد منها لا أن نصير عبيدًا لها.