أنصفته الكرة وردت له الجميل.. ليونيل ميسي حقق كل شيء في اللعبة
أنصفت كرة القدم أسطورتها الحية ليونيل ميسي عقب أن توّج بالعديد من البطولات مع الأندية التي لعب لها، والإنجازات الفردية التي لا تعد ولا تحصى، كان ينقصه البطولات الدولية مع منتخب الأرجنتين، حيث إن البرغوث خلال مسيرته الدولية مر بالعديد من الصعوبات، ومن ينسى الهزيمة في نهائي كأس العالم 2014 من ألمانيا، بعدما قدم بطولة رائعة، وفي الأخير الكرة أدارت له ظهرها وقالت له: عفوًا لن أنصفك هذه المرة حاول مرة أخرى.
وحاول ميسي مرة أخرى كما أخبرته الكرة، وفي 2015 لعب الأسطورة نهائي كوبا أمريكا وخسر من تشيلي، ولكنه لم يفقد الأمل، وحاول في 2016 أمام تشيلي أيضًا في المباراة النهائية وأراد تجسيد مقولة عندما تعطيك كرة القدم فرصة للانتقام، ولكن ميسي لم ينتقم، وتكرر الأمر وخسر ميسي نهائي الكوبا من تشيلي بركلات الترجيح للمرة الثانية على التوالي، بالإضافة إلى إهداره ركلة ترجيح.
ميسي فقد الأمل واعتزل دوليًا بعد نهائي كوبا أمريكا 2016 ولكنه بعد شهرين تراجع عن قراره، وانضم لقائمة التانجو في تصفيات كأس العالم 2018، وتأهل للمونديال في روسيا، وتمنى أن يعوّض الخيبة التي تعرض لها في البرازيل 2014، ولكنه اصطدم بجيل ذهبي حينها لمنتخب الديوك الفرنسي بقيادة مبابي، وخسر في دور الـ 16 برباعية لثلاث أهداف وودّع المونديال.
إصرار ميسي لا يتوقف
أصر ميسي على التتويج ببطولة مع الأرجنتين، وعقب أن مكث حتى 2020 بدون أي بطولة دولية، ومع جيل عظيم لم يتوج معه بأي بطولة، لكنه عاد وحمل قيادة جيل صغير، أكد على هذا الكلام دي ماريا الذي قال: تمنيت أن أتوج بلقب مع الجيل السابق، ولكني سعيدًا بما حققته مع الجيل الحالي ورفقة الأسطورة ليونيل ميسي الذي يستحق أكثر من ذلك بكثير.
أخيرًا ابتسمت الكرة لـ ميسي وقررت أن تنصفه وتكف عن معاندته، وفي كوبا أمريكا 2021 دخل ميسي بمعنويات مختلفة، وأبرز دليل هو تتويجه بلقب أفضل لاعب في كوبا أمريكا 2021، وأخيرًا حقق ليونيل ميسي ما كان يحلم به وفاز باللقب القاري مع منتخب بلاده، وبالرغم من أن هدف الفوز حمل توقيع دي ماريا، لكن ليو فرض نفسه نجمًا للبطولة بأربعة أهداف وخمس تمريرات حاسمة.
وكان ميسي يخوض النهائي الرابع في كوبا أمريكا، بعد أن خسر في أعوام 2007 أمام البرازيل بثلاثية و2015 و2016 ضد تشيلي مرتين بركلات الترجيح.
بعدها بعام واحد، استحدث الاتحاد الدولي لكرة القدم بطولة الفيناليسيما بين بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية، وحينها كان منتخب إيطاليا هو بطل اليورو، وابتسمت له الكرة مرة أخرى وحقق ميسي اللقب الثاني الدولي له مع الأرجنتين بثلاثية في شباك الأزوري.
كأس العالم حلم كبير لـ ميسي
لكن الحلقة الأكبر التي كان يتمناها منذ الصغر أو منذ أن تمت مقارنته بـ مارادونا ووصف ميسي بالمتخاذل من جانب جماهير بلده، تمثلت في المونديال.
حقق ميسي كأس العالم، وأكمل الجزء المفقود من صورة الأسطورة، الجزء الذي فرح باكتماله حتى الذين لا يشجعون الأرجنتين، لكنهم يشجعون جمال كرة القدم، أرادوه أن يرفع الكأس التي كافح من أجلها، الكأس التي قبل 8 سنوات كان على بعد أمتار منها، في هذه البطولة أرادت الجماهير من الكرة أن تنصف ميسي.
مونديال قطر 2022 كان الأجمل بالنسبة للجميع، ميسي حقق اللقب إذًا فالكل سعيد، لو اعتزل ميسي دوليًا بعدها سيُرفَع على الأعناق من جمهور بلده الذي كان يصفه بالمتخاذل، لقد فعل كل شيء في كرة القدم ولكرة القدم، لقد وصل إلى أعلى مكانة في القمة.
ميسي أحرز أخيرا اللقب الوحيد الذي كان ينقصه، حيث فاز بكل الألقاب الممكنة باستثناء لقب كأس العالم، وهو اللقب الذي وضعه في نفس مكانة الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييجو مارادونا، الذي ساهم في فوز بلاده بلقب كأس العالم في عام 1986.
ميسي خاض نهائي كأس العالم باعتبارها مسألة حياة أو موت - أكون أو لا أكون، وكأن مسيرته عبر العقدين الماضيين والألعاب العديدة التي ظفر بها في كفة ولقب المونديال في الكفة الأخرى، ميسي شأنه شأن كل عشاق الكرة، يشعر أن مسألة عدم فوزه بلقب المونديال ستبقى النقطة السوداء في سجله الأبيض الناصع بالألقاب، بل إن إصراره على الفوز به تؤكد أن عدم ترصيع قميصه بالنجمة المونديالية الثالثة للأرجنتين لن تخلده ضمن أساطير الكرة.. وأخيرًا أنصفته الكرة.
اللقب الرابع الدولي لـ ميسي مع منتخب الأرجنتين
بعدها توقع الجميع اعتزال ميسي دوليًا، لكنه شارك وحمل شارة القيادة في كوبا أمريكا 2024 - كعادته - ورغم أنه لم يظهر بمستواه المعهود في المسابقة، لكنه كان مثالًا للقدوة في البطولة، ووجّه اللاعبين الصِغار وكان دافعهم الوحيد لتحقيق اللقب، وفي النهائي تعرض ميسي لإصابة قوية وغادر على إثرها، ولكن لاوتارو مارتينيز تكفل بالأمر وسجل هدف الفوز القاتل على كولومبيا؛ مانحًا ليونيل ميسي اللقب الدولي الرابع مع منتخب الأرجنتين.