عمره 600 سنة.. مسجد الوداع بالمنيا تحفة معمارية شاهدة على عصر الممالك| صور وفيديو
يتربع مسجد الوداع، المعروف أيضًا باسم مسجد العمراوي نسبة إلى عمرو بن العاص، شامخًا في قلب مدينة المنيا، شاهدًا على عظمة الحضارة الإسلامية وتاريخها العريق من 600 سنة تقريبًا، ليُعدّ هذا المسجد تحفة معمارية فريدة، يُبهر زواره بأروقته الفسيحة وزخارفه الإسلامية المُتقنة، ويُحكي حكايات الماضي والحاضر، ويُجسّد روحانية المكان وقدسيته.
تاريخ مسجد الوداع
يعود تاريخ مسجد الوداع إلى العصر المملوكي الجركسي، حيث بُني عام 843 هـجريًا في عهد السلطان جقمق، كما يُشير المرسوم الضريبي بمدخل المسجد، ويُقال إنّه سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى كونه آخر محطة يودع فيها أهل المنيا موتاهم قبل عبورهم نهر النيل لدفنهم في مقابر زاوية سلطان الواقعة على الضفة الشرقية.
يقع مسجد الوداع في مدخل مدينة المنيا من ناحية الطريق الصحراوي الشرقي، ممّا يجعله معلمًا بارزًا يستقبل الزائرين القادمين من مختلف أنحاء مصر، ويُحيط به من جميع الجهات كوبري النيل، ومستشفى المنيا الجامعي، ومساكن الأهالي، ممّا يجعله مركزًا ثقافيًا ودينيًا هامًا في المدينة.
تصميم مسجد الوداع
يتميز مسجد الوداع بتصميمه المعماري الفريد، حيث يتكون من مربع مكشوف تحيط به 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة، وتُزين جدران المسجد نقوشات وزخارف إسلامية مُتقنة، تُضفي عليه لمسة جمالية خاصة، وتُكلّل مئذنة المسجد الرشيقة قمة المسجد، وتُعدّ من معالمه المميزة التي تُزين سماء المدينة.
ولا يقتصر دور مسجد الوداع على كونه مكانًا للعبادة فحسب، بل يُعدّ أيضًا مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا هامًا في مدينة المنيا، حيث تُقام فيه العديد من الفعاليات الدينية والثقافية، مثل الدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.
ويُعدّ مسجد الوداع مصدر فخر واعتزاز لأهالي مدينة المنيا، حيث يُجسّد تاريخهم وحضارتهم العريقة، ويُمثل هذا المسجد تحفة معمارية إسلامية فريدة، تُضفي على المدينة لمسة جمالية خاصة، وتُذكّر بِعظمة الحضارة الإسلامية وتاريخها المجيد.