لوحة العشاء الأخير.. رحلة من القدسية الدينية إلى تجسيدها من متحولين جنسيًا بـ أولمبياد باريس
تمتد شهرتها من القدسية الدينية، حيث جسدت لوحة العشاء الأخير، آخر احتفال للسيد المسيح مع تلاميذه، وقدم فيها المسيح خلاصة تعاليمه، قبل اعتقاله ومحاكمته.
لوحة العشاء الأخير
الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، احتاج 3 أعوام حتى يتم الانتهاء من رسم لوحة العشاء الأخير على أكمل وجه، حيث جسدت اللوحة 12 شخصًا تظھر علیھم ملامح وتعبيرات مختلفة مثل الخوف والغضب بشكل حي وإنساني، بينما يظهر المسيح في المنتصف بتعبير هادئ يوحي بالعظمة.
تاريخ اللوحة يعود لعام 1495، بعد طلب عمدة ميلان لودوفيكو سفورزا، ورُسمت اللوحة على أحد جدران قاعة الطعام في دير سانتا ماريا في ميلان بإيطاليا، وتُعتبر لوحة العشاء الأخير، أشهر لوحة على مر العصور، وأكثر لوحة صدر لها نسخ مشابهة.
وتتميز اللوحة بدقة تفاصيلها، وكبر حجمها، إذ بلغ ارتفاعها 4.57 مترًا وعرضها 8.83 مترًا، وتُظهر بوضوح تعبيرات وجوه جميع الأشخاص في اللوحة بشكل واضح ودقيق، كما أن جميع عناصر اللوحة تشير إلى المنتصف، حيث يجلس المسيح.
ورغم قداسة وعراقة اللوحة، لم يراع القائمون على حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية في باريس 2024، تاريخها، إذ تضمنت مشاهد الافتتاح مظاهر غير لائقة، وأعادت تمثيل المشهد التوراتي للمسيح وتلاميذه وهم يتشاركون العشاء الأخير، ملكات السحب وعارضة أزياء متحولة جنسيًا ومغنية عارية ترتدي زي إله الخمر اليوناني ديونيسوس.
تجسيد مشهد العشاء الأخير للمسيح
المشهد الأخير الذي تناول لوحة العشاء الأخير، أثار حالة من الجدل وردود الفعل العنيفة من الجماعات الدينية والسياسيين المحافظين، إلا أن المتحدثة باسم اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس، بررت المشهد بأن النية لم تكن إظهار عدم الاحترام تجاه المقدسات الدينية، مقدمة اعتذارًا إذا شعر الناس بأي إهانة.
وأدانت المؤسسات الدينية، الإساءة إلى المقدسات في مشهد افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، إذ عبر الأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن استياءهما واستنكارهما البالغين، مما تضمنه حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024.
وأكد الأزهر رفضه محاولات المساس بأي نبي من الأنبياء، مشددًا على أن الرسل هم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلَهم على سائرِ خلقه ليحملوا رسالة الخير للعالم.