إمبراطورة إيران السابقة: نحمل إعجابا وعرفانا كبيرين للسادات والمصريين.. وأمريكا أرادت مبادلتنا بسجنائها| حوار
على مدار أكثر من 4 عقود، تحرص امبراطورة إيران السابقة فرح بهلوي، زوجة الشاه الإيراني الراحل محمد رضا بهلوي، على زيارة مصر وإحياء ذكرى وفاة الشاه المدفون في مسجد الرفاعي بالقاهرة، وفي كل مرة لا يفوتها أن تضع باقة من الزهور على قبر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، الذي فتح أبواب المحروسة أمام أسرة الشاه، في وقت أغلقت فيه كل الأبواب، وهو الجميل الذي لا تزال أسرة الشاه الراحل تحفظه للرئيس الراحل.
وكان لنا هذا الحوار مع الشهبانو التي فتحت قلبها وتحدثت عن لحظاتها الأولى في مصر، بعدما تلقت أسرتها نبأ سارا من السادات وحرمه السيدة جيهان، مرحبين بهما في مصر، كما تحدثت عن الأوضاع الداخلية في إيران وأملها الذي لم تفقده أبدا في التغيير.
- لماذا تحرصين على زيارة مصر كل عام في ذكرى وفاة الشاه؟
قبل أي شيء يجب أن أعرب عن امتناني للرئيس الراحل محمد أنور السادات والحكومة المصرية، وكذلك اليوم أنا ممتنة للرئيس والشعب المصري على حسن استقبالهم لنا على مدار السنوات الماضية، في الوقت الذي كان لدينا حلفاء كثيرين من الدول ولكنهم لم يقبلونا.
- كانت لك علاقات صداقة جيدة مع السيدة جيهان السادات.. ما سر هذه العلاقة التي استمرت لأكثر من 40 عاما؟
جئت إلى هنا في مصر التي أحمل لها حبا وإعجابا شديدين خصوصا للسيدة جيهان السادات، لأنها جاءت في زيارة رسمية إلى إيران ونحن جئنا إلى مصر في زيارة رسمية أيضا، وكانت نشيطة جدا وحصلت على دكتوراه وكانت نشيطة مع الشعب المصري والسيدات المصريات، ولطالما حافظنا على علاقاتنا معا رغم كل الصعاب وكنت أحبها حبا شديدا ومعجبة بها جدا.
- كيف كانت لحظاتكم الأولى في مصر عندما استقبلكم الرئيس السادات؟
للأسف بعد الأحداث التي شهدتها بلدي، كان يجب علينا الذهاب ولم تكن هناك دولة أخرى أعلنت استعدادها لاستقبالنا رغم أنهم جميعهم كانوا حلفاء، وكنا تتنقل بين دولة وأخرى، وأتذكر، عندما كنا في بنما، اتصل الرئيس السادات وحرمه بنا وقالوا يمكننا أن نأتي إلى مصر وكنا سعداء للغاية، وبالطبع كان لدينا حبا شديدا وإعجابا بالرئيس السادات وبالشعب المصري، لأنه بين كل دول العالم مصر هي التي أرادت استقبالنا.
وأضافت: أتذكر أن الرئيس الراحل السادات أراد أن يرسل لنا طائرة مصرية لتأخذنا، الأمريكيين قالوا لاء سنعطيكم طائرة وبالطبع أعطونا طائرة وتوجب علينا أن ندفع مبالغ مقابل هذه الطائرة، وفي منتصف الطريق توقفت الطائرة في أسورز، طال الوقت كثيرا وكنا نتساءل لماذا ننتظر كل هذا الوقت، وقالوا لنا ننتظر إذن مواصلة الطيران.
وواصلت: قلت أن هذا سخيف لأنه عندما نأخذ الإذن نأخذه من البداية وليس من منتصف الطريق، ثم علمنا أن الحكومة الأمريكية كانت على اتصال مع وزير الخارجية الإيراني آنذاك، وكانوا يرغبون في إرسالنا إلى إيران مرة أخرى لأنه كان يجري اتفاقا لإرسالنا إلى إيران مقابل تبادل سجناء أمريكيين، ولكن لم يحدث ذلك وجئنا لمصر، وأنا ممتنة جدا كما قلت للرئيس السادات والشعب المصري والحكومة المصرية.
- علاقاتكم مع الولايات المتحدة كانت جيدة.. لماذا حدث هذا الانقلاب في العلاقة؟
تربطنا علاقات جيدة جدا مع الولايات المتحدة، ولكن بعد الوقائع التي في إيران وتأييدهم للجمهورية الإسلامية، أتذكر قول الرئيس كارتر أنه يرغب في بناء قاعدة إسلامية تحت الاتحاد السوفيتي، ولكن أعتقد أنهم أرادوا تبادل السجناء الأمريكيين في السجون الإيرانية، وأرادوا أن يرسلونا إلى هناك مرة أخرى.
- تزورين مصر كل عام على مدار عقود.. هل تلاحظين تغيرات في الشارع المصري عن الأعوام الماضية؟
كما أؤكد دائما أننا نحب مصر والشعب المصري، ولسوء الحظ لا أملك الكثير من الوقت لإجراء جولات في القاهرة، لكني جئت قبل ذلك عدة مرات ولاحظت نظافة وجمال شوارع القاهرة وأنها مرتبة، وهناك أيضا متحفين جديدين رائعين، ولا أحتاج التأكيد على أن المصريين لديهم حضارة عظيمة فهي بلد الحضارة، وأول مرة زرت مصر كان مسموح وقتها بزيارة الكهوف، أما الآن فغير مسموح، كانت زيارة رائعة لبلد ذات حضارة عريقة وكما ذكرت فقد شاهدت الشوارع والحوائط نظيفة، وأتمنى حظا سعيدا للشعب والحكومة المصرية.
- العلاقة كانت قوية بين الشاه والرئيس السادات خلال فترة السبعينيات.. ما سر هذه العلاقة؟
كان لجلالته علاقة صداقة قوية وجيدة مع الرئيس السابق محمد أنور السادات، وذلك بسبب العلاقات السياسية والاقتصادية في تلك المنطقة، وجلالته كان يكن إعجابا كبيرا للسادات بسبب ما يفعله، وكانت هناك بالفعل علاقة قوية.
- كيف ترين الأوضاع الداخلية الآن في إيران؟
للأسف هذه الجمهورية الإسلامية موجودة منذ 44 عاما وسببت خلالها الكثير من الدمار من خلال القتل والتعذيب، خاصة الفظائع ضد المرأة والشباب، ولدينا بلد تمتلك حضارة وإرث عريق وعظيم، لكن يوجد بها شريحة كبيرة من العاطلين وآخرين لا يجدون ما يأكلونه، وأغلبهم فاسدون ويهربون أموال الدولة للخارج، وهذه حالة سيئة لبلد ذات حضارة عريقة وإمكانيات جيدة، ولكني لا أفقد الأمل، لسنوات طويلة غزت دول أخرى بلادنا من قبل، ولكن إيران دائما ما كانت تصمد ومتأكدة من أنها ستنجو هذه المرة، فهي الآن مليئة بالفساد والكذب خاصة على الإنترنت، الذي يتعرف الشباب من خلاله سلبيات عديدة، وكذلك يشاهدون على الإنترنت كيف كانت إيران في كل زمن.
وتابعت: ويقال للشباب أمورا سلبية كثيرة جدا عن عهدنا وأنا أقول انظروا لعهدنا، أنا لا أقول أننا كنا مثاليين ولكن كانت دولة عظيمة، وأكثر ما يجعلني أشعر بالتأثر هو أن الشباب رغم كل ما يقال لهم عننا ورغم ما يتعلمونه بالمدارس والأفكار التي يقولونها عنا، أجد شباب يتواصلون معي عبر البريد الإلكتروني وهذا الأمر يؤثر فيَ كثيرا في الحقيقة.
- هل تعتقدين أن النظام الحالي في إيران قادر على بناء علاقة مع مصر كتلك التي كانت مع الشاه قبل عام 79؟
لا أعتقد ذلك، لأنهم لا يمكنهم الحصول على نفس العلاقة، والمصريين رأوا ما فعلته الجمهورية الإسلامية في إيران كل هذه السنوات، وبالطبع الجمهورية الإسلامية لها سفارات في العديد من دول العالم، ولكن الناس تعلم ما الذي يحدث في إيران، وكيف يعاني الناس هناك، يمكن أن توجد علاقة لكني آمل من المصريين والحكومة رؤية ما يحدث في إيران ودعم الشعب الإيراني.