أنا عمك الطيب يا ست رؤى.. طالبة غزة عن مكالمة شيخ الأزهر: أبوية.. وفرحتي منقوصة لاستشهاد والدي
“أنا عمك الطيب”، مكالمة من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لم تتجاوز الـ 85 ثانية، إلا أن وقعها لا يغيب عن الطالبة الفلسطينية رؤي رائد، صوت الإمام كما الحلق في أذنها، حاضرٌ لا تنساه، دقات قلبها منذ هذا الحين لا تتوقف فرحًا، تصفها الطالبة بـ “المكالمة الأبوية”، وسط تلك الفرحة العارمة، تتذكر “رؤى” ما حدث مع أسرتها ومعاناتهم مع القصف ومواجهتهم الموت لأكثر من مرة، ونزوحها رفقة أسرتها من جباليا بعد استشهاد والدها في الحرب على غزة، يكاد يخطفها الحزن، إلا أنها تستجمع قوتها وتتغلب على ذلك الشعور وتسرق من تلك الآلام لحظات لاستكمال فرحتها، “فرحانة ومبسوطة حتى لو كانت الفرحة منقوصة.. بحاول”.
مساء أمس الثلاثاء، وبينما هي جالسة في غرفتها تتابع مع أقاربها في غزة تطورات الأوضاع، لم تتمالك “رؤى” نفسها، حينما أبلغتها والدتها أن الإمام الطيب، يريد التحدث إليها، لترد “عن جد الإمام الطيب معايا؟!"، ليقول لها الإمام “أنا عمك الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.. أهلا يا ست رؤى"، مكالمة شرحت قلبها كما تقول خلال حديثها لـ القاهرة 24، “هو قمة في التواضع، ومكالمته غير عادية، وحسسني بشعور أبوي غريب”، وختم حديثه معها بالدعوة لأهالي غزة بالعودة لديارهم سالمين غانمين.
رؤى أنا عمك أحمد الطيب.. طالبة غزة: سعدت بمكالمة شيخ الأزهر وفرحتي بالنجاح منقوصة لاستشهاد أبي
على الفور، وبعد انتهائها من حديث الإمام الطيب، لم تجد “رؤى” أمامها إلا أن تتحدث لأسرتها في غزة، تطلعهم على أخبارها السعيدة، تشاركهم الفرحة لكسر حالة الحزن التي تسيطر على القطاع “كلمت على الفور أسرة بابا وماما.. هما لازالو في غزة الآن، وفرحوا كثيرًا وانشرح قلبهم بسماع مكالمة الإمام الطيب"، تتذكر مشهد استشهاد والدها، تخبرهم بأن طفلتهم ستصير طبيبة وتعود لغزة تساعد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، “بإذن الله بصير في أي إشي متعلق بالطب، وأرجع لأهلي في غزة، أفيدهم وننقذ الجرحى”.
لم يكن العام سهلًا على “رؤى” التي واجهت الموت أكثر من مرة، لا تختفي عن أذهانها مشاهد الدمار والتخريب التي حلت بديارهم، وكلما صارعتها الذكريات في جباليا قبل نزوحها، تذكرت حلم الطفولة النابع من الحروب المتتالية، تجتهد أكثر لتفيد القطاع وتسهم في إنقاذه، “في جباليا أول ما بلشت الحرب، عانينا كتير، والأحزمة النارية كانت حوالينا، خاصة إننا منا قريبين من مدرسة الفاخورة”، تشير إلى أنهم كانوا يضربون منطقتها التي شهدت العديد من المجازر بالفسفور الأبيض مرة نهارًا وثانية ليلًا، وفي منتصف اليوم قصف مستمر لا يتوقف، الأمر الذي دفع والدها لاتخاذ قرار بالنزوح للجنوب، وفعلًا فرت الأسرة، إلا أن فراراهم لم ينجهم من الضربات الغاشمة، “استشهد والدي الذي كان يعني لي الحياة، وتحمل شقيقي الذي لم يتجاوز الـ16 عامًا حينها، مسؤوليتنا”، ليكبر الطفل فوق عمره عمرا ويتحمل مسئولية الأسرة، ونزوحهم وصولًا للقاهرة، “وجينا القاهرة، اللي فتحت لينا باب للحياة والنجاة من الموت”.
تختتم الطالبة رؤى رائد والتي حصلت على المركز الثاني على مستوى المعاهد الأزهرية بفلسطين، بالحديث عن خبر وفاة هنية، والذي عكر صفو فرحتها، بقولها: “هناك ألم جديد يحاول أن يتسلل إلينا، بوفاة إسماعيل هنية”، وتوجه رسالة لوم للعالم: “الكل يعتبر أهل غزة مجرد أرقام، رغم أننا شعب مثقف وحرام نروح هيك.. لازم ناخد فرصة في الحياة وهنفيد الأمة والعالم”.