من أكسفورد إلى خيمة بغزة.. الطبيب الفلسطيني خميس الإسي: نزحت 14 مرة ونحاول إنقاذ المرضى قدر المُستطاع| حوار
الفلسطينيون يستحقون أن يعيشوا بأمان مثل باقي شعوب المنطقة
أثمن جهود الرئيس السيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار
النزوح من قطاع غزة لا يتوقف.. وبعض الأسر نزحت أكثر من مرة
المدنيون هم من يدفعون الثمن الأكبر في الحرب
أدعو زعماء العالم للعمل من أجل توفير السلام والحرية للشعب الفلسطيني
حاملًا بؤجته نازحًا من منزله بعيدًا عن القصف الإسرائيلي، يبحث عن مأوى آمن، هكذا تداولت مواقع التوصل الاجتماعي صورة الطبيب الفلسطيني خميس الإسي، استشاري تأهيل الأعصاب، على نطاق واسع حتى حظيت بشهرة واسعة، وهو يجسد جزءًا من معاناة الفلسطينيين الذي يعيشون داخل القطاع.
أجرى القاهرة 24 هذا الحوار مع استشاري تأهيل الأعصاب الدكتور خميس الإسي، والتفاصيل في السطور التالية.
في البداية لو تحدثنا عن عمليات النزوح التي تعرضت لها 14 مرة منذ الحرب، كيف كانت؟
-النزوح من قطاع غزة لا يتوقف فبعض الأسر نزحت عدّة مرات، من مناطق كانت تهديدًا تحت القصف، غير التهديدات والمنشورات بمغادرة المنطقة، حتى إنه اضطررنا للنزوح أكثر من 12 مرة من مناطق لمناطق مختلفة، وكانت آخرها قبل شهر وأتمنى أن تكون آخر مرة وتتوقف هذه الحرب.
أين يعمل الدكتور خميس الإسي تحديدًا الآن؟
-أعمل استشاريًا لتأهيل الأعصاب وطب إدارة الألم، وزميل جامعة أكسفورد، ومنذ بداية الحرب أساعد مثل باقي زملائي الأطباء من خلال تخصصي في التهابات المفاصل والأمراض المزمنة عند كبار السن والجلطات الدماغية وألم الغضروف ومرضى السرطان بقدر الإمكان، كنت حاضرًا بمجمع الشفاء الطبي، وحاليًا بالمستشفى الأهلي العربي.
ما الآليات الحالية لعمليات الإنقاذ داخل مستشفيات القطاع، وكيف تتم عمليات الإنقاذ والجراحة في ظل نقص المواد؟
-التعامل مع المرضى يتم بالأدوات المتوافرة، لأنه مع قلة الأدوية والإمكانيات، نعالج المرضى بالمتاح مثل مسكنات خفيفة، وعلى سبيل المثال مرضى السرطان، إذ إنهم لا يستجيبون للأدوية العادية، بل يحتاجون بعض الأدوية المخدرة للآلام العصب، ولكنه غير متوفر.
ويعد التحدي الأكبر هو قلة الطعام والشراب، والكهرباء وشُح مصادر الطاقة والوقود وغلاء الأسعار ونعتمد على شراء المعلبات المتوفر منها، إذ إن معظمها أصبحت أسعارها جنونية.
كيف كان شعورك بعد انتشار صورة لك مؤخرًا؟
-أعتقد أن الهدف منها هو تسليط الضوء على معاناة التهجير القسري، فلماذا يجبر الفلسطينيون على الهجرة أكثر من مرة؟ وهذه المعاناة لم يتم تسليط الضوء عليها؟! وهي أكبر معاناة، إذ يجبر الناس على ترك كل ممتلكاتهم والنزوح إلى أماكن مجهولة وهكذا، وأتساءل إلى متى يستمر هذا الشيء؟
أي رسائل ترغب في توجيهها للعالم بعد 10 أشهر من الحرب الهمجية على غزة؟
-الرسالة التي أحب أن أوصلها بعد 10 أشهر من الحرب، هي "كفى" لأن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر في الحرب وليس لهم ناقة ولا جمل في أي شيء، ونتمنى من كل الزعماء العرب العمل على إنهاء الحرب، وترسيخ أواصر السلام والمحبة.
الفلسطينيون يستحقون أن يعيشوا بأمان مثل شعوب المنطقة، وأتوجه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالشكر على الدور الذي تقوم به مصر لوقف الحرب، وأطمح إلى مزيد من العمل على وقف الحرب، وأدعو زعماء العالم للعمل من أجل توفير السلام والحرية للشعب الفلسطيني.
سقط أكثر من 40 ألف شهيد ما ذنبهم أكثر من 70% منهم أطفال ونساء، وهو ما يولد في القلب الحزن والخوف، ونرجو من الله أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن، وأن تدخل الأدوية والمساعدات الإنسانية والطبية، ويعيش الشعب الفلسطيني حريته مثل باقي الشعوب.