الحريفة.. حكاية الصغيرة ملك لاعبة كرة الشوارع بالشرقية | صور وفيديو
قبل نحو 12 عامًا جاءت إلى الدنيا، طفلة جميلة لكن إصرارها منذ الصغر كان مختلفًا؛ أحبت كرة القدم حتى باتت عشقها الأكبر، وفي سبيل تنمية مهاراتها راحت تتابع وتتحين الفرص التي تذهب فيها إلى ملعب القرية لمشاهدة لاعبي كرة القدم وهم يتبارون على أرضية الملعب الترابية، وبين هذا وذاك تلتقط وتخزن مشاهد لحركات ومهارات تتقن تقليدها فيما بعد حتى أصبحت واحدة من أمهر فتيات سنها في كرة القدم.
حكاية الطفلة ملك فتاة كرة الشوارع في الشرقية
على بُعد أمتار من نهاية قرية بني صالح التي تتبع مركز بلبيس جنوب محافظة الشرقية، تسكن بطلة القصة ملك مصطفى محيي، الفتاة التي بات الجميع يحفظ اسمها ويُثني على موهبتها في كرة القدم، طفلة صغيرة لها من الأشقاء خمسة وأخت واحدة، ووالديها لا يحلمون بأكثر من أن يُكرمهم الله في ابنتهم التي باتت مثار حديث الجميع لما لها من موهبة في لعب الرياضة الشعبية الأولى.
قبل نحو أسبوع كانت بداية الحدث الذي غير مسار رحلة الصغيرة مع لعبتها المفضلة؛ عندما كانت تلعب مباراة مع أولاد القرية الذين يقاربون مرحلتها السنية، وقتها التقطت كاميرا أحد الهواتف المحمولة مقطع فيديو وثق مهارة الصغيرة وهي تراوغ أحد اللاعبين وتُسدد الكرة بإتقان محرزةً هدف جميل بنكهة كروية لا تنقصها الموهبة.
أربعة أيام فصلت بين توقيت التقاط الفيديو ونشر جزء بسيط منه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وفي ظرف ساعات قليلة بدأت مئات الآلاف من المشاهدات وسط إعجاب وثناء كبير من جانب المتابعين حتى أصبحت ملك بمثابة الحديث المتصدر الجديد لكل ما هو موجود على صفحات التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.
بنبرات هادئة وكلمات قليلة أكدت ملك، خلال حديثها لـ القاهرة 24، أنها تُحب كرة القدم منذ صغرها وكانت البنت الوحيدة التي تلعب لعبة الأولاد وقتها، وهي الآن حديث الجميع لما تمتلكه من موهبة تتطور يومًا بعد الآخر.
والد ملك تحدث هو الآخر ليصف كيف كان الداعم الأكبر لابنته في الوقت الذي كان الجمع غير منفتحًا على إمكانية لعب البنت كرة القدم، قبل أن يؤكد خلال حديثه لـ القاهرة 24، على أنه لم يكن يعلم بموهبة ابنته حتى رأى مقطع الفيديو وعرف كيف حباها الله بالموهبة، وبات الآن لا يرجو أكثر من أن يكرمه الله بأن تُصبح ابنته كما تريد يومًا ما.
روى محمد الفرماوي - مصور فيديو الفتاة - ما لها من موهبة كبيرة تجعل كل من يراها يُثني عليها، منوهًا بأن موهبتها تسمح لها بالتطور وأن تكون يومًا ما واحدة من أساطير كرة القدم النسائية في تاريخ مصر.
الفرماوي أكد خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن موهبة ملك لا تصفها الكلمات، قبل أن يشير إلى أن انتشار مقطع الفيديو لها وهي تلعب وتُحرز هدفها كان بمثابة الباب الذي فُتح على مصراعيه ليجذب اهتمام العديد من القنوات وكبار المسؤولين، وحتى عدد ليس بالقليل من أندية كرة القدم والأكاديميات الموجودة داخل البلاد، مشددا على أن الساعات القليلة القادمة ربما تحمل أنباءً سارة للفتاة وأسرتها.
ويلتقط إبراهيم أبو كف رئيس مجلس إدارة مركز شباب القرية، أطراف الحديث، ليؤكد على أن الاهتمام بالطفلة ملك ليس وليد أيام وأسابيع، موضحًا أن الفتاة تلعب وتحظى باهتمام الجميع منذ سنوات، وهي موهبة فريدة فرضت نفسها لتحوذ اهتمام الجميع.
أبو كف أفاد خلال حديثه لـ القاهرة 24، بأنه تلقى محادثة هاتفية من مكتب وزير الشباب والرياضة لأجل تكريم الطفلة من جانب الوزير، مشيرًا إلى أن موهبتها تستحق الاهتمام الموجود وأكثر.
في نهاية الحديث مع الفتاة ووالدها والحريصين على ثقل موهبتها وبلوغها الشهرة والتفوق، التقط المهندس إبراهيم المراكبي أحد الداعمين لمواهب القرية، أطراف الحديث ليؤكد على أن ملك بمثابة الحالة التي تستحق أن ينزل كشافو كرة القدم في وزارة الشباب وكبار الأندية ليبحثوا عنها وينقبوا في القرى حتى تتحسن جودة كورة القدم في مصر.
المراكبي اختتم حديثه لـ القاهرة 24، بالتأكيد على أن ملك واحدة من أعداد لا حصر لها تنتظر الفرصة لكي تلتقطها أيدي خبراء كرة القدم حتى تُثقل موهبتها وتُصبح يومًا ما واحدة من مشاهير اللعبة.