كيف تهدم علاقة!!
لعل هذا العنوان يبدو مستغربا بعض الشيء بالنسبة لكثيرين كونه يشير ظاهريا إلى أنني أقصد تعريف القارئ على كيفية هدم علاقة وليس إنجاحها والحفاظ عليها وأقصد هنا الزوجية بشكل خاص، لأنها الأهم بين كل العلاقات الإنسانية لما يترتب عليها من نتائج في حال فشلها أو نجاحها.
ولكن عندما نعلم أن معرفة طريق الفشل هو الأسلوب الأمثل لتجنبه ومن ثم إلى النجاح يزول العجب
وهنا أذكر مقولة للمخترع الشهير أديسون عندما فشل في قرابة 999 طريقة لاختراع المصباح الكهربائي بحسب إحدى الروايات، قبل أن ينجح في المحاولة الأخير، وعندما كانوا يقولون له لقد فشلت.. كان يقول بل عرفت طرق كثيرة الفشل وذلك يجعلني أتجنبها فيما بعد.
نلاحظ جميعا زيادة مقلقة في حالات الطلاق الذي لا توجد أسباب واضحة لها، وما يجعلها أزمة كبيرة أن كل حالة ينتج عنها إيذاء أطفال لا ذنب لهم، غير أن هناك من استدعاهم لهذه الحياة ولم يعرف كيف يمكن أن يحافظ عليهم.
أعتقد أن أسرع طريق لهدم أي علاقة يكمن في أن الطرفان أو أحدهما لم يبدأ حياته الزوجية بقرار أكيد بإنجاحها مهما كانت الظروف والتضحيات، وذلك هو الشيء الأكثر أهمية في العلاقة، فيجب ألا يكون الأمر على سبيل التجربة، وربما كلامي هذا أغرب من العنوان ولكنه يحدث، وقد لا يدركه من يفعله.
وبعض الأزواج يبدأون الحياة بتصور في عقولهم وصورة رسموها بخيالهم، وبالتالي تصبح هي الوحيدة المقبولة لشكل حياتهم، ولأن الواقع دائما مختلف نظرا لكثرة الأعباء المعيشية، يجد ذلك الشخص الحالم صورة مختلفة عن تلك التي تمناها، وهنا تبدأ المشكلة وتدخل العلاقة في حالة من التوتر تتفاقم معها المشكلات، فتبدأ الحواجز في الوجود بين الطرفين، وتظل ترتفع مع كل خلاف حتى تصبح الرؤية بينهما شبه منعدمة، فلم يعد يرى أحدهما الآخر أو يسمعه، وتكون النتيجة إما طلاق صامت يعيش فيه الأزواج تحت سقف واحد حفاظا على الشكل العام والأولاد كما يظنون، بينما أرواحهم بعيدة كل البعد عن بعضها البعض.. أو انفصال فعلي وانهيار تام للعلاقة.
وأيضا من الأسباب القوية في هدم العلاقات أن يتربص طرف للآخر كأنه يريد أن يعد عليه أنفاسه، وفي هذه الحالة يقف هذا المتربص عند كل هفوة يراها خطأ من الشريك، وبدلا من التغافل منعا للصدام عديم الفائدة في أغلب الأحيان، يتم التدقيق والسؤال والإلحاح، ولأن الطرف المتهم قد يكون غير مدرك لكل القصة المثارة فمن الطبيعي أن يصاب بالصدمة، فينفعل وتحدث المشكلة.
وهذا النوع المتربص من الأزواج مرهق للطرف الآخر كثيرا وفي البداية ربما يحاول التركيز في تصرفاته وكلامه تجنبا لاصطياد أخطاء ومنعا للخلاف، لكن مع الوقت يصبح ذلك مملا ومرهقا للغاية، وتتحول العلاقة إلى طوق خانق وحصار دائم.
لابد من التأكيد على أنني هنا أشير إلى ما يمكن أن يدمر العلاقات بلا أسباب منطقية وموضوعية، ولهذا لا أذكر أيا من السلبيات المعروفة كونها إذا وجدت فمن الطبيعي أن تحدث مشكلات، ولكن أنوه إلى ذلك النوع من العلاقات التي تنتهي بلا سبب، سوى أن أحد أطرافها قرر هدمها بينما ظن أنه يحميها ويحافظ عليها، فيكون كالدبة التي أكلت صاحبها، أو لأنواع أنانيين من الأزواج، لا يفكرون إلى في أنفسهم أولا وأخيرا، فيدمرون كل شيء وهم لا يدركون ما يفعلون بل قد يعيشون دور الضحية.