قضية الدارك ويب.. النص الكامل لمرافعة النيابة العامة بجريمة صغير شبرا
استمعت محكمة الجنايات لمرافعة ممثل النيابة العامة بجريمة قتل صغير شبرا الخيمة بالقضية المعروفة إعلاميا بـ الدارك ويب.
وجاء نص مرافعة النيابة العامة كالآتي: السيد رئيس الهيئة الموقرة لم تأتِ ساحتكم اليوم جريمة أو جريرة، إنما مأساة تقشعر منها الأبدان، يشيب لها الولدان، مأساة تلبس فيها إبليس عقل غلام ونفذها وحش في صورة إنسان، جئناكم بنبأ عظيم، لم يأتِ الزمان له بشبه أو مثيل، فساد وغدر وحشية، وتنكيل وخطف وقتل.
وتمثيل مشهد فظيع مريع مرير آثم كبير وشر مستطيل، لا شبيه له ولا نظير، لا في عالم الإنسان ولا في عالم الحيوان بالله عليكم أسمعنا عن حيوان يقتل حيوان من بني جلدته ويمثل بجلته؟
وأكمل ممثل النيابة العامة: السيد الرئيس الهيئة الموقرة إلى حضراتكم شيخ كبير جاوز الـ60، رزقه الله البنات والبنين، فكان نهاية العقد، صبي عمره 15 عاما، غلام حليم جميل الخلقة عون لأبيه سند أمين، فلما أنس الأب من أفعاله آية الرشد، أنجزت فيه المنايا وعيدها وأخلصت الآمال ما كان من وعده.
وتابع ممثل النيابة العامة: وإلى حضراتكم وحوش كاسرة، نفوس فاجرة لا شفقة فيها ولا رحمة قلوب مسودة ترهقها قطر، أولئك هم القتلة، المتهم طارق أنور عبد المسجلي متعاطي المخدرات، هاتك الأعراض وسافك الدماء، مفرق الأشلاء.
وأكمل: وآخر زرع شيطاني اسمه على إبليس في صورة صبي، أضلته سماء لا ندري، وجهتها، شرب كأس اللعين، طعم طعام الأثيم، طعام أهل الجحيم يبلغ من العمر في عد السنين 15 عاما أتى من الإثم ما لم يأتيه أعلى المجرمين، فحش وطغيان.
وأضاف ممثل النيابة العامة قائلا: سيدي رئيس الهيئة الموقرة إن الحمل اليوم حلم فقيه تنوب عن مجتمع بأسره روعه أولئك المجرمون، إن الجميع لا يتحدث أن أعيش في دولة الغاب، إلى هذا الحد، تدعت الإنسانية، وهانت الروح البشرية؟ لا والله إذا لنعيش في دولة القانون الحق محفوظ والعدل مصون به تنفقون وتحكمون نقف اليوم أمامكم نقدم المتهمين إلى عدالتكم يستحضر سوء صنيعهما، نقص ما كان من أمرهما، فلا عاصمة لهما، ولا عاصمة لهما من سيف عدالتكم.
وأردف ممثل النيابة العامة: سيدي الرئيس، حضرات السادة القضاة الأجلاء، تفحصوا أوراق الدعوى، أم عنكم النظر فيها؟ فكرت كثيرا في الطريقة التي سأنقل بها واقعتها إلى حضراتكم؟ فإذا منظر لا يزال حاضرا بين يدي حتى الساعة لا يفارقه، لا يغيب عن عينه منظر ذلك الطفل المسكين أحمد محمد سعد يوم قتل وغدر بأن أشلاءه المتناثرة، اصطفت في تلك المقاعد، كأن دمائه الفائرة، ملكت الجدران والحوائط كان روحه الثائرة ترفرف بين الجنبات، حيث العدل سالت والظلم بالت، كأنه قد بعث من مرقده على هيئته التي قتل عليها، كأنه قابع، هنالك في ذلك الركن القصي البعيد يشهدها يستمع الينا لكي يعود إلى الحياة الدنيا، بل لكي يعود إلى قبره عزيزا كريما ملائكا فكيف كان ذلك القتل الأليم؟ وما سبقه، وما تلبسه، وما تلاه من أحداث اللسان بلا حضراتكم، ما كان؟
وأكمل: السيد رئيس الهيئة الموقرة نعود إلى الوراء بضعة أعوام، حين نشأ طارق عاق لأبويه يتعاطى المواد المخدرة، يميل إلى الشذوذ الجنسي وطرده أبوه خارج المنزل ليحافظ على إخوته شهورا.
تسكع طارق في الطرقات، فلم يجد لنفسه قرارا يتنقل بين عمل وآخر، واتهامات السرقة تلاحقه فيطرد إنما ذهب، ولأنه لا يعرف من الأدمية إلا هيئته المملوءة بالجشع والطمع يحب المال، باع كليته للحصول على معبوده وهواء ومبتغاه وهو المال 170.000 جنيه، فكيف لهذا الذي هانت عليه نفسه ألا يرتكب أفظع الكبائر في مقبل أيام؟