الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بل نتنياهو وطني شريف!!

السبت 07/سبتمبر/2024 - 11:15 م

منذ أن وطأت قدما بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي السلطة، وهو مادة خصبة للسخرية بشخصيته غير السوية، حتى ملامح وجهه واسمه كانا محيان لكل من يملك موهبة أو نصف موهبة.

أذكر أن فنان الكاريكاتير الراحل جمعة فرحات، رسم شخصا يرش القاهرة بزجاجة عطر كبيرة، بمناسبة زيارة نتنياهو للقاهرة في بداية الألفينيات في مجلة روزاليوسف، ليطهرها من رائحته الكريهة كما يوحي اسمه، وتناقلتها وقتها وسائل الإعلام العالمية، وهو ما أثار غضب نتنياهو نفسه لدرجة أن سفارة الكيان في مصر احتجت رسميًا لدى الرئيس مبارك.

الجدل الذي صاحب الزيارة كان كبيرًا، غزاه احتفاء المصريين بها على طريقتهم الساخرة، واستطاعوا أن يكونوا مصدر إزعاج لنتنياهو، وهو ما قلل كثيرًا من أثرها الرسمي الذي كان مختلفا بالطبع.

 وكان من حظي أن شاركت في حملة عدم الترحيب به، كنت وقتها أعمل صحفيا أخطو أولى خطواتي في مجلة الأهرام العربي في انطلاقتها الأولى.

طرحت فكرة وضعه على الشيزلونج أمام خبراء الطب النفسي، لتحليل شخصيته المريضة كما أراها، ويراها العالم ضمن ملف أعدته المجلة.

كانت هذه جبهتي التي حاربت عليها هذا المجنون اللعين، حملت قلمي وأوراقي سلاحي الوحيد في هذه المعركة.

بدأت في تشريحه نفسيًا مع خبراء الصحة النفسية، الذين تحمسوا للموضوع.. شخص دموي مصاب بالبارانويا والاضطراب السلوكي، يتلذذ بتعذيب ضحاياه، وارتكب مجازر بشعة يقف التاريخ عاجزًا عن وصفها، يتفق في ذلك الإنسان البسيط والعالم المتخصص.

وقبل أن أنتهى، طرحت نفس السؤال على الدكتور عمر شاهين أستاذ الطب النفسي ووكيل نقابة الأطباء آنذاك: هل نتنياهو مريض نفسي؟، فثار الرجل في وجهي، بل وطني حتى النخاع، يعمل بلا كلل لتحقيق أحلام شعبه في وطن آمن!

أسأله: حتى ولو كان على حساب إبادة الشعب الفلسطيني!.. قال محتدًا: نعم وعلى شعوب المنطقة أيضا، ماذا تنتظر من شخص يحافظ على وجوده؟!

إجابته كانت مختلفة، لكن وجهة نظره لها اعتبارها، حاولت أن أغير مقعدي، وأنظر للقضية من الجانب الآخر، من نفس الزاوية التي طرحها الدكتور شاهين، ماذا لو كنت إسرائيليا؟ هل سأرى نتنياهو دمويا؟.. هل هو مجرم سفاح مكانه الوحيد الوقوف مطأطئ الرأس، أمام إحدى مقاصل العصور الوسطى لفصل رأسه عن جسده بلا رحمة؟

هذا يشفي غليلي وكل أسوياء العالم لو حدث بالطبع، لكن بني جلدته ينظرون إليه كوطني يسعى لتوفير الأمن لهم بأي وسيلة، حتى ولو كان بنحر الفلسطينيين وشعوب الأرض.

المشكلة فينا نحن العرب، وليس نتنياهو أو أي رئيس إسرائيلي آخر، لو اتفقنا ووقفنا على قلب رجل واحد، سيخضع ويفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي جريمة.

نتنياهو مجرم حرب لا شك وضالع في ارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة، ولم يكن أبدا وطنيا شريفا، وليس من الشرف أن يقتل أي إنسان غيره ليعيش هو، ولو هناك إنصاف سيحاسب هذا المجرم يومًا ما.

تابع مواقعنا