أتاوات لصالح من ؟!
ظاهرة غريبة تزداد في شوارع الجيزة يومًا بعد يوم، وهي قيام بعض الأشخاص بتحصيل مبالغ من سائقي الميكروباصات في الذهاب والإياب دون إيصال.
وأضرب مثلًا بشارع السودان في المسافة من إمبابة وحتى ميدان الجيزة، المشهد بات وكأن بلطجية ينتشرون على طول الطريق لتحصيل الأتاوه من نقطة أمبابة ثم المحكمة ثم أسفل كوبري عرابي ثم عند سلم المطار ثم أرض اللواء ثم الكوبري الخشب، ويدفع السائقون على مضض وهم يتمتمون بالشتائم ومصطلحات السخط من هؤلاء البلطجية وهذا الوضع المزري.
الغريب أنك كلما سألت سائقًا عن هُوية هؤلاء يقول: واللهِ ما أعرف هما زادوا كده ليه المفروض أنهم تبع السرفيس أو الكارتة وكنا بندفع، مرتين بس طول الطريق وفجأة زادوا وتلاقي 2 أو 3 واقفين مع بعض قدام العربية ويخبط على الزجاج، مشيرًا بالدفع وطبعًا نضطر للدفع أحسن من تكسير العربية.
هالني ما سمعت وقررت أن أركب ميكروباص على طول من الكوبري الخشب لإمباية والعكس واكتشفت حقيقة وقوف هؤلاء البلطجية على طول الطريق يجمعون مبالغ دون إيصالات وبالطبع تدخل هذه المبالغ جيوبهم دون حسيب أو رقيب.
بعض الأشخاص برّروا ذلك بأن السيارات التي تدفع هذه المبالغ غير مرخصة ولوحاتها مزيفة وبالتالي هم مجبرون على الدفع، وآخرون قالوا إن هؤلاء البلطجية يجمعون مبالغ لحساب أشخاص ذوي حيثية ويتقاسمونها كل يوم.
بالطبع هراء كل ما يتردد فهناك دولة وأؤكد أنها قوية ويد الأمن فيها تعلو عن أي يد سواء حيثية أو بلطجة وهذا لا خلاف فيه.
ولكن المشهد الذي رأيته يحتاج لتفسير من هؤلاء الذين يفرضون الأتاوات على السائقين ؟ وإذا كانوا تبع سرفيس الجيزة فلماذا لا يكون معهم إيصالات لتدخل هذه المبالغ خزينة الدولة ويتم محاسبتهم بالقرش رغم أن سرفيس الجيزة يحتاج لغربلة وإعادة صياغة؟ وإذا كانوا بلطجية يفرضون أتاوات فكيف تسمح الدولة بتركهم هكذا في وضح النهار يفرضون الأتاوات وكأننا عدنا إلى عصر الحرافيش؟ وإذا كانت السيارات التي تسير دون تراخيص ولوحاتها مزيفة فكيف سمحت شرطة المرور بهذه المهزلة وفي قلب منطقة راقية كالمهندسين وشارع شهير كشارع السودان؟
مطلوب كشف غموض هذا المشهد الغريب للرأي العام، مطلوب أن نعرف من هؤلاء؟ وما هذه المبالغ التي يتم تحصيلها ولصالح مَن؟ وأنا على يقين تام أن الأمن المصري قادر على الكشف والسيطرة والقضاء على أي ظاهرة سلبية في الشارع.