في ذكرى وفاة أبي.. حافظوا على آبائكم فإن الشوق لا يحتمل
في مثل هذه الأيام منذ ثلاثة أعوام، فاضت روح أبي إلى المولى سبحانه وتعالى، بعد أن انتهى من تأدية الصلوات الخمس في جماعة كما اعتدنا أن نراه محافظا على الصلاة والصيام والزكاة وقراءة القرآن الكريم.
وها هي تمر الأيام وتأتى ذكرى وفاته كالشمس التي انطفأت لكن بقيت سيرته الطيبة وعمله الصالح وجهوده في تربيتنا، فقد كان رحمة الله عليه، شمسًا ونورًا في حياتنا وحياة كل محبيه وأصدقائه.
رحيل الاب موجع؛ فلم يكن فراق أبي سهلًا، حيث ترك فراغًا كبيرًا حينما رحل؛ كيف ننساه؟! وهو من أورثنا الصدق والمحبة وحسن الخلق واحترام الناس وأيضًا كان ملبيًا لاحتياجاتي وأسرتي على أكمل وجه ممكن ويحتذى به كعائل أسرة مثالي كما يصفه الكثير من جيرانه وأقاربه.
أبي الغالي عجز اللسان أن يتحدث والقلم أن يكتب بشوقي إليك؛ فقد اشتقت إليك شوق الأم لابنها وشوق الظمآن للماء وشوق المغترب لوطنه، فتركت جرحًا لا يداوى بفراقك يا قُرَّة عيني.
رسالتي لمن آبائهم على قيد الحياة: حافظوا على آبائكم، فواللهِ إن الأب لا يعوض ولن تستشعر بقيمته الحقيقة إلا عند فقده؛ فالأب كلمة من حرفين فقط لكن لها معنى عظيم جدًا والدور الكبير الذي يقوم به وتحمل مسؤولية أولاده وزوجته وعائلته، وعند فقدانه يختل توازن البيت والعائلة.
وفي هذه الذكرى لا يسعني إلا أن أرفع يداي للمولى سبحانه وتعالى ونتوسل إليه بالدعاء آن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته ويلحقني بك في جنات النعيم، وأن يبارك لنا في والدتي وإخوتي وأهل بيتي ويرحم موتانا أجمعين.