شركات غامضة وسلاسل توريد مخترقة.. تفاصيل جديدة عن كيفية وصول أجهزة البيجر إلى حزب الله في لبنان
لا تزال الانفجارات التي أصابت أجهزة النداء الخاصة بحزب الله اللبناني تحظى باهتمام دولي كبير، لمعرفة الآلية التي وصلت من خلالها تلك الأجهزة إلى أيدي عناصر حزب الله اللبناني، خاصة بعدما أكدت تقارير أمريكية ولبنانية، بأن إسرائيل تمكنت من تفخيخ أجهزة اتصال حزب الله اللبناني، من خلال إنشاء شركة وهمية تحمل اسم بي إيه سي بدولة المجر، وتجميع الأجهزة ثم بيعها لحزب الله بعد التلاعب فيها ووضع المتفجرات بداخلها، وهو ما أثار تساؤلا عن الطريق التي اتبعتها تلك الأجهزة من الشركة المشار إليها حتى وصولها لأيدي حزب الله اللبناني.
تفجيرات أجهزة البيجر في أيدي حزب الله اللبناني
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أوضحت نقلا عن مصادر أمنية أمريكية وإسرائيلية، أن عدة شركات صدّرت وباعت أجهزة النداء إلى حزب الله اللبناني، يديرها رجال أعمال غامضون لديهم خبرة قليلة في الاتصالات، مشيرة إلى أن مساعي التحقق من رجال الأعمال المشار إليهم قاد إلى بعض الشركات التي أنشئت مؤخرا مع وجود أدلة ورقية شحيحة لأنشطتها.
وأضافت أن التحقيق في تفجير أجهزة النداء بلبنان قاد إلى متاهة من شركات وأفراد مشبوهين ما بين قارتي آسيا وأوروبا، ما كشف عن سوق غامضة للتكنولوجيات القديمة حيث قد لا يكون لدى المشترين ضمانات تذكر بشأن ما يحصلون عليه.
من جانبها أشارت رويترز نقلا عن مصادر أخرى، إلى أن الأجهزة لم يتم استيرادها من خلال موزع، وأن المنتجات المقلدة التي تحمل نفس رقم الطراز يتم استيرادها من دول أخرى، وأن الفحص المادي للأجهزة التي انفجرت سيكون ضروريا لاستنتاج أنها ليست منتجات لشركة آيكوم اليابانية.
وأضافت أيضًا أن اختراق سلسلة التوريد لوضع متفجرات داخلها ليس بالأمر الصعب، وأنه ربما كان الجزء الأسهل هو اختراق سلسلة التوريد، ناقلة عن أحد الخبراء الصينيين أن تفجير أجهزة الراديو ليس بالأمر الصعب.
ونقلت رويترز عن مصدر من حزب الله اللبناني أيضًا، أن الحزب حصل على الأجهزة قبل نحو خمسة أشهر، وأنهم (أي الحزب) كانوا يعتقدون أنه يتم شراء أجهزة النداء من شركة جوولد أبولو.
وأنه بالنسبة لشركة Gold Apollo، التي رخصت علامتها التجارية لشركة BAC التي يقع مقرها في بودابست، فقد تحولت سلسلة التوريد إلى مسار إنتاج غامض تحاول السلطات في بلدان مختلفة الآن تجميع أجزاءه، ما يشير إلى أن الأجهزة المشار إليها تم توجيهها إلى حزب الله اللبناني عبر شبكة من سلاسل التوريد الغامضة، ما يزيد من أصابع الاتهام بشأن المشاركين في تقديم تلك الأجهزة إلى أيدي عناصر حزب الله لتفجيرها عن بعد.