الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكاية شعب

الأربعاء 25/سبتمبر/2024 - 06:52 م

يبدو أن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عام عن الوضع الإقليمي الراهن والتحذيرات المتكررة له خلال العام الراهن أصبحت واقعا وحقيقة عن مخاطر التصعيد غير المسؤول في المنطقة على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل، والتي سوف تطال الجميع بلا استثناء، والتي وضعت الإقليم في المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن في ظل السياسة غير المسؤولة للكيان في فتح عدة جبهات وآخرها الجبهة اللبنانية والتي قد تنزلق إلى حالة عدم استقرار شاملة في المنطقة، إذ يتضور المدنيون جوعًا بسبب انعدام فرص الحصول على أشياء لا غنى عنها لبقائهم، أدت إلى إدانات واسعة النطاق من جانب المجتمع الدولي، ولكن تبقى مجرد إدانات، ويبقى السؤال الأهم عن موقف القانون الدولي الإنساني من استخدام أسلوب الحصار العسكري؟ هل يستبعده صراحةً؟ كيف يمكن لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئه أن تقيد استخدام أسلوب الحصار العسكري؟

أسلوب الحصار العسكري في حد ذاته ليس محرمًا صراحةً في الحرب بموجب القانون الدولي الإنساني. وعلى العكس من ذلك، بوسع المرء منا أن يقول إن القانون الإنساني الدولي يبيح الحصار العسكري ضمنًا بمجرد الاكتفاء بذكر الخطوات التي يجب اتخاذها للتخفيف من آثاره السلبية على المدنيين. 

إن القانون الدولي الإنساني لا يتضمن قواعد صريحة تحظر استخدام أسلوب الحصار العسكري ولكن تشمل حظر ترهيب السكان المدنيين وحظر العقاب الجماعي، بينما الأكثر وضوحًا الذي يؤثر على استخدام أسلوب الحصار العسكري هو حظر تجويع المدنيين.

وما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لمعاناة المدنيين في غزة، في ظل العقيدة الراسخة للكيان عن الإيمان بفكرة فرض الحصار لإخضاع من حولهم، ما يوضحه سِفر التثنية 20 عن فكرة الحصار كما جاء: “وإذا إقتربتم من مدينة لتحاربوها فاعرضوا عليهم السلم أولا فإذا استسلمت وفتحت أبوابها فجميع سكانها يكونون لكم تحت الجزية ويخدمونكم وإن لم تسالمكم بل حاربتكم فحاصرتموها”. 

ونستذكر معه حصار الفالوجة نحو ستة آلاف فلسطيني وأربعة آلاف جندي مصري حوصروا حصارا شديدا في بلدة الفالوجة، آخر معقل تحت السيادة العربية عام 1948، والمحاولة البائسة لحصار الجيش الثالث وقت حرب 73 وغيره فلا عجب في عدم الاعتبار لحصار وتجويع طفل، امرأة أو شيخ بالنسبة لهم. 

أما عن ما تم نشره على مواقع التواصل من خلال قلة جهلة أو مأجوري حروب الجيل الخامس بأن الدور على مصر، أحب أقول كلمة للرئيس السيسي إن الجيش بقوته وقدرته المتعقلة والرشيدة والحكيمة لا يطغى ولا يسعى خلف أوهام، وأن هدفه حماية مصر وأمنها القومي وشعبها، ولا يجرؤ أحد على مس شبر واحد من مصر.

تابع مواقعنا