دون تأكيد حزب الله.. كيف اغتيل حسن نصر الله في الرواية الإسرائيلية بعد 32 عامًا من المقاومة؟
هل تم اغتيال حسن نصر الله؟.. سؤال تصدر أجندة الكثير من الوسائل الإعلامية العربية والدولية خلال الساعات الماضية لمعرفة مصير زعيم حزب الله اللبناني على مدار العقود الثلاثة الماضية، والتأكد من حقيقة مقتله جراء غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، معقل حزب الله، ليأتي التأكيد الإسرائيلي منفردًا دون رد من قبل الحزب بشأن حياة نصر الله من عدمها.
إسرائيل تزعم اغتيالها حسن نصر الله بـ 83 قنبلة
إعلان الاحتلال الإسرائيلي بتمكنه من اغتيال حسن نصر الله جاء في بيان رسمي للجيش الإسرائيلي، مؤكدًا اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، وعلي كركي قائد الجبهة الجنوبية في الحزب، وقيادات أخرى في صفوف الحزب، وقيادي من الحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية استهدفت ما وصفه بالمقر المركزي لحزب الله أسفل أحد العقارات في الضاحية الجنوبية، لكن كيف دمرت إسرائيل مخبأ حسن نصر الله الرئيسي؟.
عقب إعلان جيش الاحتلال اغتيال حسن نصر الله، توجهت الأنظار العربية والدولية صوب جيش الاحتلال الإسرائيلي وعاصمة الاحتلال تل أبيب لمعرفة كيفية اغتيال نصر الله الذي لم يظهر خارج أحد مخابئه منذ سنوات كُثُر، لتشير المعلومات الشحيحة الخارجة من جعبة الاحتلال الإسرائيلي إلى أن اغتيال نصر الله جاء عقب معلومات دقيقة بتأكد وجوده في المقر المشار إليه.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حسب صحيفة معاريف المقربة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن مقتل حسن نصر الله، وعلي كركي قائد المنطقة الجنوبية بحزب الله، وأحد قيادات الحرس الثوري الإيراني، تم بإسقاط 83 قنبلة تزن كل منها طنًا، على المخبأ الذي يمثل المقر الرئيسي للحزب، خلال اجتماع لنصر الله رفقة قياداته العسكرية للتخطيط لشنِّ هجوم على إسرائيل.
وأردف أيضًا، بأنه تم رصد حسن نصر الله، والقيادات العليا للحزب، والمسؤول الإيراني الذي وصل إلى الضاحية قبل ساعات من الهجوم، بتوجيه استخباراتي دقيق من شعبة المخابرات والنظام الأمني، قبل أن تهاجم الطائرات الإسرائيلية المقر المركزي لحزب الله، الذي يقع تحت الأرض، تحت مبنى سكني في منطقة الضاحية ببيروت.
لتنهي إسرائيل وفقًا لإعلانها الرسمي، 32 عامًا من رئاسة حسن نصر الله لحزب الله اللبناني، والذي يمثل الوجه الرئيسي لحزب الله بعد أن لعب دورًا رئيسيًا في تحوّل الجماعة تاريخيًا لدخول الساحة السياسية.
وكان حسن نصر الله ترأس حزب الله اللبناني لأول مرة العام 1992، عقب اغتيال عباس الموسوي على يد عملاء إسرائيليين بعد أقل من عام من انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله، كان عمره حينها 32 عامًا.
ومن أبرز مراحل رئاسة نصر الله لحزب الله اللبناني، كان العام 2000، بعدما أعلنت إسرائيل أنها ستنسحب بالكامل من لبنان، منهية احتلالها للمناطق الجنوبية من البلاد. احتفل حزب الله بهذا الحدث باعتباره انتصارًا كبيرًا، ونُسب الفضل في هذا الانتصار إلى حسن نصر الله، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تنسحب فيها إسرائيل بشكل أحادي من أراضي دولة عربية دون اتفاق سلام.