مدير مهرجان الشباب العالمي بروسيا: سنخلق عالمًا متعدد الأقطاب.. ومصر تلتزم بتمكين الشباب والتعاون الدولي وبيننا شراكة كبيرة| حوار
قال دانييل بيسلينجر المدير العام لمديرية مهرجان الشباب العالمي في روسيا، إن الهدف الرئيسي للمهرجان هو تطوير التعاون الدولي للشباب، بناء على مرسوم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف خلق عالم متعدد الأقطاب، وتعزيز التعاون الشبابي بين مختلف البلدان في كافة المجالات المشتركة، والارتقاء بالعلاقات الشبابية الدولية والدبلوماسية الشبابية الحقيقية إلى مستوى جديد.
وأضاف بيسلينجر في حوار خاص لـ القاهرة 24، على هامش منتدى أوراسيا جلوبال في روسيا: نعمل على إنشاء نظام دولي كبير للشباب يشمل مجموعة واسعة جدًا من المجالات، وبناء مسارات مواضيعية مختلفة من ريادة الأعمال الشبابية إلى وسائل الإعلام وغيرها، وأحد مجالات عملنا الرئيسية هو إنشاء نوادي الصداقة الدولية التي تجمع بين شباب المقاطعات الروسية وشباب دول العالم.
وتابع مدير مهرجان الشباب العالمي: تعد مشاركة مصر في مهرجان الشباب العالمي 2024 بمثابة شهادة على التزامها بتمكين الشباب والتعاون الدولي، وقد وفر هذا الحدث منصة هامة للشباب المصري للتواصل مع أقرانهم العالميين، وتبادل وجهات نظرهم، والمساهمة في المناقشات حول القضايا العالمية الملحة، وينمو التعاون بين الشباب المصري والروسي بشكل مطرد، مما يعكس الشراكة الاستراتيجية الأوسع بين البلدين، ويمتد هذا التعاون إلى مجالات مختلفة، ويعمل كلا البلدين بنشاط على تعزيز التبادلات الثقافية من خلال المشاريع المشتركة.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن دعم القيادة الروسية لكم في تنفيذ مشاريعكم الكبيرة؟
بعد توقيع مرسوم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقيم مهرجان الشباب العالمي في سيريوس، وكان الهدف الرئيسي لهذا الحدث الكبير هو تطوير التعاون الدولي للشباب، وجاءت فكرة إقامة المهرجان نتيجة لطلب الشباب في جميع أنحاء العالم الانفتاح والتواصل الحر وبناء العلاقات الإيجابية والتعاون المشترك في مختلف المجالات.
وأصبح مهرجان الشباب العالمي اليوم منصة لتطوير حركة شبابية دولية دائمة تهدف إلى خلق عالم عادل متعدد الأقطاب، لقد تم إنشاء مجموعة كاملة من المشاريع والمبادرات التي ستساعد في الارتقاء بالعلاقات الشبابية الدولية والدبلوماسية الشبابية الحقيقية إلى مستوى جديد، وبناء على تعليمات من رئيس روسيا، سيتم عقد المنتدى العالمي للشباب في روسيا بشكل منتظم - مرة واحدة كل ست سنوات ـ وأيضًا كل ست سنوات، سيجتمع 10000 شاب من جميع أنحاء العالم معًا في مهرجان الشباب الدولي، وسيتم عقد تجمعات وفعاليات ذات مواضيع دولية تحت رعاية مهرجان شباب العالم.
ماذا عن أبرز مشاريعكم خلال الفترة المقبلة والتي تركزون عليها الآن؟
باعتبارنا مديرية مهرجان شباب العالم، فإننا نعمل على إنشاء نظام دولي كبير للشباب يشمل مجموعة واسعة جدًا من المجالات، وسيشمل ذلك تقديم المنح، والتفاعل مع القطاع غير الربحي، والعمل التطوعي، والتواصل مع مجتمع الطلاب، وإنشاء نقاط جذب في كل من روسيا وفي البلدان الأخرى، وبناء مسارات مواضيعية مختلفة، من ريادة الأعمال الشبابية إلى وسائل الإعلام وغيرها.
وأحد مجالات عملنا الرئيسية هو إنشاء نوادي الصداقة الدولية، يعد هذا المشروع بمثابة متابعة لبرنامج الشراكة الثقافية الذي تم تنفيذه في مساحة المهرجان في سيريوس، وتعرف ممثلو المناطق الروسية على الدول التي كانوا مسؤولين عنها، وأخبروهم عن روسيا، وقاموا ببناء الاتصالات، وتصميم المشاريع المشتركة، وبطبيعة الحال، كل هذا أدى إلى بداية صداقة حقيقية، وفي هذه الأيام، بدأت معظم نوادي الصداقة العمل بالفعل، وبحلول نهاية شهر أكتوبر، سيصبح المشروع جاهزًا للعمل بكامل طاقته في جميع مناطق روسيا البالغ عددها 89 منطقة، وكذلك في إقليم سيريوس الفيدرالي.
ماذا عن تجربة منتدى أوراسيا العالمي؟
في الوقت الحالي، يغوص المشاركون في منتدى أوراسيا العالمي بمدينة أورنبورغ الروسية في سياق أندية الصداقة الدولية ويضعون خرائط طريق لمزيد من العمل، نريد منهم أن يتبادلوا أفضل الممارسات وأن يحددوا مسارات التنمية حتى يمكن بناء هذا التعاون الإقليمي داخل أندية الصداقة الدولية بأكثر الطرق فعالية، وأعتقد أننا نستطيع أن نفعل ذلك.
كيف يمكنك فهم نظرية العالم متعدد الأقطاب؟
بالعودة إلى عام 2023، في الجلسة العامة لنادي فالداي الروسي للمناقشة، حدد رئيسنا ستة مبادئ أساسية لبناء العلاقات الدولية والتواصل، أولًا، يتعلق الأمر بعالم مفتوح، حيث لا يضع أحد حواجز مصطنعة في طريق تفاعل الناس، وإشباعهم الإبداعي وازدهارهم، أما المبدأ الثاني فيتعلق بتنوع العالم، حيث من المستحيل أن نفرض على أي بلد أو شعب كيف ينبغي أن يعيشوا، ثالثًا، لا يحق لأحد أن يحكم العالم لصالح الآخرين أو نيابة عن الآخرين، ومن المهم أن نتصدى بشكل جماعي للتحديات المختلفة في عصرنا، ويعني المبدأ الرابع الأمن العالمي والسلام الدائم المبني على احترام مصالح جميع البلدان، والنقطتان الأخريان تتناولان قضايا العدالة والمساواة.
حدثنا عن آثار ونتائج تجربة مهرجان شباب العالم؟
يمكننا أن نرى أن التعاون الدولي للشباب قد حصل على زخم جديد، لقد فتح مهرجان شباب العالم نافذة فرص للتواصل والتعاون وتنفيذ المشاريع من قبل الفرق الدولية، علاوة على ذلك، أظهرنا حسن ضيافتنا واستعدادنا في روسيا لأن نكون أصدقاء مع أي شخص يسعى إلى إحداث تحولات إيجابية في العالم ويتقاسم قيم عالم متعدد الأقطاب.
وشيء آخر مهم للغاية ذكرته سابقًا: لقد حقق المهرجان توقعات وطلب مجتمع الشباب العالمي، التواصل الحر، وتكافؤ الفرص، والتعامل مع بعضنا البعض باحترام، والمشاركة في التعاون في أوسع مجموعة من المجالات.
رأيت الوفد المصري النشط في مهرجان شباب العالم، كيف تقيم المشاركة المصرية؟
تعد مشاركة مصر في مهرجان الشباب العالمي 2024 بمثابة شهادة على التزامها بتمكين الشباب والتعاون الدولي، وترأس الوفد الدكتور عبد الله الباطش نائب وزير الشباب والرياضة، وترأس اللجنة الوطنية التحضرية في مصر المهندس أحمد براني، وقد وفر هذا الحدث منصة هامة للشباب المصري للتواصل مع أقرانهم العالميين، وتبادل وجهات نظرهم، والمساهمة في المناقشات حول القضايا العالمية الملحة.
وشارك الوفد المصري، الذي ضم قادة شباب وطلابًا ومحترفين، بنشاط في العديد من الجلسات وورش العمل، حيث عرض أفكارهم وحلولهم المبتكرة، ولم تسلط هذه المشاركة الضوء على موقف مصر الاستباقي في مواجهة التحديات العالمية فحسب، بل عززت أيضًا دورها كدولة رائدة في تمكين الشباب على الساحة الدولية.
كيف ترى التعاون الشبابي بين مصر وروسيا الآن؟
ينمو التعاون بين الشباب المصري والروسي بشكل مطرد، مما يعكس الشراكة الاستراتيجية الأوسع بين البلدين، ويمتد هذا التعاون إلى مجالات مختلفة، بما في ذلك التعليم والثقافة والتكنولوجيا، ويوجد حاليًا حوالي 23 ألف طالب مصري يتابعون دراستهم في روسيا، ويغطون مجموعة واسعة من التخصصات، بما في ذلك الطاقة النووية والهندسة، بالإضافة إلى ذلك، تتوسع برامج اللغة الروسية في الجامعات المصرية، مما يعزز المزيد من التبادل الثقافي واللغوي.
ويعمل كلا البلدين بنشاط على تعزيز التبادلات الثقافية من خلال الفعاليات والمهرجانات والمشاريع المشتركة، وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتقدير لتراث وتقاليد الطرف الآخر، وتوفر منصات مثل مهرجان الشباب العالمي وغيره من مؤتمرات الشباب الثنائية فرصًا للشباب من كلا البلدين للتعاون في المشاريع وتبادل المعرفة وتطوير المهارات القيادية.
كما تعد المشاريع المشتركة في العلوم والتكنولوجيا، وخاصة في مجالات مثل أبحاث الفضاء والابتكار، جانبا رئيسيا للتعاون الشبابي، وتساعد هذه المبادرات العلماء والباحثين الشباب من كلا البلدين على العمل معًا على أحدث التقنيات، وبشكل عام، يعد التعاون الشبابي بين مصر وروسيا عنصرًا حيويًا في شراكتهما الاستراتيجية، مما يعزز جيلًا جديدًا من القادة المجهزين جيدًا لمواجهة التحديات المستقبلية والمساهمة في التنمية العالمية.
بماذا تنصح الشباب أن يفعلوا للحصول على مثل هذه الفرص؟
تعال إلى روسيا، ادرس في روسيا، وكن صديقًا لروسيا!.. يهدف مجال سياسة الشباب برمته إلى خلق أكبر عدد ممكن من الفرص للشباب، وهي متاحة أيضًا للشباب من مختلف دول العالم، على سبيل المثال، المشاركة في مسابقة المنح، التقدم للحصول على جائزة WE ARE TOGETHER الدولية، اكتشاف التحولات الدولية كجزء من منصة Rosmolodezh.Events، تطوير المهارات المهنية من خلال التواصل مع مجتمع الصحفيين والمدونين وصانعي المحتوى، وعلى عكس النخب الحاكمة في مختلف البلدان، يركز الشباب على الحوار، ومن المهم الاستمرار في بناء التواصل بين الشباب في جميع أنحاء العالم، والتغلب على الحواجز المصطنعة، ومن خلال القيام بذلك، يمكننا معًا أن نفعل أشياء مثيرة للاهتمام بشكل لا يصدق من أجل مستقبل مشترك أفضل.