الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

51 عامًا من النصر

السبت 05/أكتوبر/2024 - 05:33 م

تحل علينا الذكرى 51 لانتصار أكتوبر المجيد في ظروف غير عادية تعيشها المنطقة، ومخاطر محيطة من كل جانب تجعلنا نستلهم تلك الروح التي عبر بها الآباء والأجداد قناة السويس، وتمكنوا من اجتياح خط بارليف المنيع الذي قالوا إنه لا يمكن تجاوزه أبدًا، ولكن كانت عزيمة المصريين أقوى من كل ما أعدوه ليصبح ذلك العبور مستحيلًا.

إن السادس من أكتوبر عام 1973 يوم عظيم سجله التاريخ بأحرف من نور، ولن أردد هنا تلك العبارة التي يقولها البعض، بأن مصر استعادت فيه ثقتها في نفسها، لأن هذه الثقة لم تتزعزع أبدًا يومًا من الأيام، كونها مستمدة من تاريخ عريق، وحضارة عظيمة، وكثير من التجارب والأزمات التي تسبب مثلها في انهيار إمبراطوريات كانت ملء السمع والبصر، ولكن ظلت مصر العظيمة شامخة باقية، شاهدة على كل العصور، تروي للأجيال تاريخ البشرية بأسرها، ولهذا كانت وما زال وستظل أم الدنيا بحق.

في ظل ما تشهده منطقتنا من توترات خطيرة وبواعث حرب كبرى تلوح في الأفق بسبب الممارسات الإسرائيلية المستفزة والإجرامية، والتي بدأت قبل عام من الآن حيث تمارس دولة الاحتلال أبشع الجرائم في قطاع غزة عن طريق التدمير الكامل للحجر والشجر، وقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين العزل، بالإضافة إلى حصار خانق يتسبب في تجويع قرابة 2 مليون إنسان، وهي بالفعل جرائم حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ومؤخرًا تكمل إسرائيل خطة الجنون التي بدأتها في غزة لتنتقل إلى لبنان، وإشعال الجبهة هناك ومحاولة الاجتياح البري بعد أيام من القصف الهمجي الذي دمر الكثير من المنشآت، وتسبب في مقتل وجرح آلاف المدنيين، وذلك لأن دولة الاحتلال لا تفرق بين مدني وعسكري، بل نجدها تتعمد الإسراف في قتل المدنيين العزل بمنتهى الجبن.

وقد رأينا أيضا دخول إيران على خط الأزمة بشكل مباشر بعد الإعلان عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الموالي لها، ومن قبله إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها.

كل ذلك جعل منطقتنا بالفعل على صفيح متلهب وليس ساخنا فقط، ولأن مصر دولة وازنة بالمنطقة وفي القلب منها، فهي بالطبع ليست بمعزل عن كل ما يحدث، خاصة أن هناك من يتربص بها فعليا ولا يتمنى لها الخير، ويريد جرها إلى هذه الصراعات، وربما كان من الممكن حدوث ذلك لولا الحكمة البالغة التي تتبعها الدولة المصرية في التعامل مع ما يجري.

كل ذلك يجعلنا نستلهم روح أكتوبر ودروسه وعبره ونحن نعيش ذكرى انتصاره الذي هو بمثابة علامة فارقة في التاريخ العسكري، ونصبح أكثر يقظة لما يحيط بنا ونعمل على تماسك جبهتنا الداخلية، ونقف جميعا بكل قوة خلف قيادتنا السياسية، وجيشنا العظيم الذي هو درع الوطن وسيفه، وسوف يظل دائمًا وأبدًا صمام أمان على كافة الأصعدة.. وهنا نتذكر بكل معاني الاعتزاز الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي قاد هذه الحرب بكل حنكة وبراعة عسكريا وسياسيا، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ومع النبيين والشهداء والصديقين.

وأخيرًا أختم مقالي بكلمات جاءت في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج طلاب الكليات العسكرية   بمناسبة النصر العظيم حيث قال إن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة، سيظل شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصري وكفاءة قواته المسلحة وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.

حفظ الله مصرنا الغالية بشعبها العزيز وجيشها العظيم وقيادتها الحكيمة دائمًا وأبدًا.

تابع مواقعنا