ميلتون وكيرك وليزلي| 3 أعاصير هزت عرش أوروبا.. وملايين السكان في خطر
بينما تواجه الولايات المتحدة الأمريكية كارثة إعصار ميلتون، وتكافح ولاية لوريدا من أجل البقاء، أعلنت أوروبا حالة الطوارئ لخطر آخر يداهم دول الغرب، والمتمثل في إعصار كيرك، بعدما اجتاح فرنسا وإسبانيا والبرتغال، حيث قال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، أنه يهدد الملايين من سكان أوروبا.
والمتابع للأحداث يستشعر ما فعلته الطبيعة الغاضبة بالدول الأوروبية، في سلسلة من الأعاصير والفيضانات خلقت حالة من الهلع والنزوح وخسائر بالمليارات.
وفي التقرير التالي نرصد أبرز الأعاصير التي يواجهها العالم الأوروبي.
إعصار كيرك
أعلنت عدة دول أوروبية، حالة التأهب، بالتزامن مع توقعات هطول أمطار غزيرة ورياح مع مرور الإعصار كيرك السابق الذي تحول إلى عاصفة أطلسية، عقب اجتياح الإعصار كلا من البرتغال وفرنسا وإسبانيا، ومنها إلي بلغاريا، وفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية.
وأوضح التقرير أن إعصار كيرك، هو شكل من أشكال العاصفة الاستوائية، وذلك من الفئة 3 في المحيط الأطلسي، ويتحول للإعصار عند اشتدادها وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من تسجيل سرعة رياح بلغت 225 كيلومترًا/ ساعة في البرتغال، ما يشير إلى شدة العاصفة، إلا أن إعصار كيرك يعتبر ظاهرة أقصر عمرًا مقارنة بإعصار ميلتون، حيث يغطي منطقة أصغر ويمتلك طاقة أقل.
وتسببت العاصفة كيرك، الناتجة عن تغير المناخ، في سقوط أمطار غزيرة في فرنسا، حيث أدى مرور كيرك إلى زيادة فائض هطول الأمطار في ظل عام رطب جدًا تعيشه البلاد، ويذكر أن هذه الظواهر تفاقمت بفعل تأثيرات تغير المناخ، وخاصة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات.
وفقًا للتقرير، تواصل فرق الإنقاذ البحث عن أشخاص مفقودين، بعد تضررهم من إعصار كيرك بعدة ولايات علي مدار الأيام الماضية، ما تسبب في سلسلة من الوفيات وأضرار كارثية، فيما تكافح السلطات لإزالة مخلفات الفيضانات من الشوارع حتي عودة الحياة إلي طبيعتها.
ولفتت التقارير إلي حالة الطوارئ التي شهدتها البلاد المتضررة من إعصار كيرك، حيث تعطلت وسائل النقل، فيما لا ظل 48000 منزل بدون كهرباء حتى منتصف نهار الخميس 10 أكتوبر، فيما تسببت العاصفة كيرك، التي اجتاحت فرنسا، في هطول أمطار غزيرة مستمرة، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه الظاهرة مع تغير المناخ.
وفي اسبانيا، تم إلغاء العديد من الرحلات الجوية إلي جانب تأخير القطارات، بسبب سقوط أسطح المنازل وانقطاع التيار الكهربائي، نتجة لعاصفة كيرك في إسبانيا، والتي صحبها رياح بقوة الإعصار وصلت سرعتها إلى 205 كيلومترات في الساعة، بينما تتجه الآن نحو وسط وشمال أوروبا.
كما شهدت البرتغال أيضًا جراء الإعصار، ما يقرب من 500 حادث بسبب الرياح القوية والأمطار التي ضربت شمال البلاد، مع تأخر القطارات وسقوط مئات الأشجار.
إعصار ميلتون
في آخر تصريحات حول خسائر إعصار ميلتون الذي اجتاح ولاية فلوريدا الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن حجم الخسائر وصل إلى 50 مليون دولار، حسب وكالة رويترز.
وفي وقت سابق، وقبيل الإعصار أصدرت السلطات الأمريكية انذار شديد اللهجة لسكان الولاية وخاصة المناطق الساحلية، بالنزوح العاجل إلي أماكن أخري وأعلنت حالة الطوارئ.
وذكرت تقارير أمريكية، ارتفاع أعداد ضحايا إعصار ميلتون إلي 16 شخص حتي الآن، إلي جانب الخسائر المادية، من أعمدة الإنارة والمنازل وال الأشجار، حتي أن الفيضانات والأمطار ودمرت قري بأكملها.
كما ألزمت السلطات السكان المقيمين بوسط الولاية بالبقاء في المنزل وعد الخروج نهائيا، وتداولت تقارير صورًا لبعض المواطنين كتب عليها بياناتهم الشخصية لسهولة التعرف عليهم حال تعرضوا للموت.
إعصار ليزلي
وضمن سلسلة الأعاصير التي تهدد العالم، تابع المركز الوطني للأعاصير (NHC) اضطرابًا استوائيًا في المحيط الأطلسي في اليومين الماضيين والذي كان في السابق إعصارًا من الفئة الثانية ولكن تم تخفيض تصنيفه، إلى العاصفة الاستوائية ليزلي.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، أنه تم تحديد موقع ليزلي على بعد حوالي 1585 ميلًا من منطقة جزر الأزور في البرتغال حوالي الساعة 11 صباحًا بالتوقيت الشرقي يوم الجمعة، وكان يتحرك باتجاه الشمال الشرقي بسرعة حوالي 10 أميال في الساعة. وتشير التوقعات أن تتجه العاصفة نحو الشمال الشرقي مع زيادة سرعتها خلال الأيام المقبلة.
ويتوقع خبراء الأرصاد بعد ذلك أن يتجه ليزلي نحو الشرق والشمال الشرقي خلال عطلة نهاية الأسبوع، مبتعدًا أكثر عن الولايات المتحدة، مشيرين إلى أنه
تم تسجيل أقصى سرعة للرياح بالقرب من 90 ميلًا في الساعة صباح الخميس، ولكن بحلول يوم الجمعة ضعفت إلى حوالي 50 ميلًا في الساعة، كما يتوقع مركز NHC أن تستمر العاصفة الاستوائية في الضعف وتصبح دورة ما بعد الاستوائية في اليومين المقبلين.