ارتفاع أسعار الأعلاف يعرقل إنتاج رغيف العيش من الذرة والشعير
بعد تحقيق تجاربها بمركز البحوث الزراعية، نجاحًا ملحوظًا في الفترة الماضية، باتت فكرة خلط القمح حاليًا بالذرة أو الشعير، لإنتاج رغيف خبز منخفض التكلفة وبجودة عالية خيارا غير مجدٍ، نظرا لارتفاع قيمة خامات الأعلاف مقارنة باستخدام القمح فقط.
كانت فكرة خلط القمح بالذرة أو الشعير مجدية في السابق نظرا لكون القمح أغلى المكونات، لكن ارتفاع سعر الذرة والشعير حاليا يعرقل تعميم التجربة والتوسع بها، إلا أن تشجيع المزارع على التوسع في زراعة الخامات حلًا ملحوظًا، بحسب مختصين وخبراء.
ارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية تعرقل تعميم خلط الذره بالقمح
يقول الدكتور إبراهيم أمين، رئيس قسم بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، إن خلط الذرة بالقمح أو خلط الشعير بالقمح بنسبة 20% شعير أو ذرة، و80% قمح نجحت تجربته، والتي كان الهدف منها خلط مكونات أرخص من القمح، لتقليل استهلاك القمح وتخفيض فاتورة الاستيراد.
ويوضح خلال تصريحات لـ القاهرة 24، أنه حاليًا سعر كيلو القمح حوالي 14 جنيهًا وسعر كيلو الذرة بحوالي 20 جنيهًا وسعر كيلو الشعير بـ 18 جنيهًا، وهي أعلى من سعر القمح، متابعًا: الشعير والذرة هما من مكونات الأعلاف الحيوانية، وإننا نأخذ كمية أعلاف حيوانية لخلطها بالقمح وإنتاج خبز، في وقت تواجه الأعلاف أزمة والسعر أَيضًا مرتفع هو أمر غير مجد.
ويكمل رئيس قسم بحوث القمح: لو نظرنا للتكلفة سنجد أن تكلفة استيراد قمح من الخارج والاستعانة به مع القمح المزروع محليًا أرخص بكتير من استخدام بدائل للقمح، لأن استخدام البدائل في وقت ترتفع فيه أسعار البدائل سيؤثر على وجود الأعلاف محليًا مما سيضر البلاد لاستيراد أعلاف مرتفعة السعر، ولحوم أيضا بسعر عالي.
ويوضح إبراهيم أمين: خلط القمح بالشعير أو الذرة جيد ومواصفاته ممتازة لكننا نبحث عن الأوفر اقتصاديًا، لافتًا إلى أن تجربة خلط الذرة بالقمح تم تنفيذها من 7 سنوات، ولكن حتى الآن لا يوجد أيضًا أماكن جاهزة لطحن الذرة الشامية.
إنتاج رغيف الخبز بالشعير لاقى استحسان المواطنين
تم تطبيق تجربتين لخلط الشعير بالقمح ولاقت استحسان المواطنين.. هكذا قالت الدكتورة هبة جمعة، رئيس قسم بحوث الشعير بمركز البحوث الزراعية، موضحة: أجرينا تجربة خلط 20% من الشعير بالقمح وأنتجنا خبزًا كان شبيها بالخبز الشامي، ووزعنا حوالي 50 ألف رغيف خبز على المواطنين بالأسمرات، وكان رد فعل المواطنين مفرح جدًا.
وتوضح رئيس قسم بحوث الشعير، لـ القاهة 24، أن المركز أيضًا أجرى تجربة ثانية لخلط الشعير بالقمح منذ حوالي عام، ولكن كانت نسب خلط الشعير متفاوتة فتم خلط عينات بـ 50% شعير و50% قمح، وعينات أخرى 20% شعير و15% شعير، وكانت عينات الخبز ذات الـ 20% من الشعير هي التي لاقت استحسان الجمهور الذي أكد أنه لا فرق بينها وبين الخبز الآخر.
وتؤكد الدكتورة هبة جمعة، أن خلط القمح بالشعير له مميزات مختلفة، أبرزها أنه مناسب للمواطنين الذين يعانون من السكري، كما أن ملمسه جيد ويمكن الاحتفاظ به خارج الثلاجة لمدة 3 أيام، لافتة إلى أن الشعير أيضًا لا تحتاج زراعته لمياه كثيرة، وجودته عالية مثل القمح.
وتوضح أن: هناك مشكلات مختلفة تواجه هذه التجربة وتعرقل تعميمها، أهمها أن سعر الشعير غال حاليًا عكس الماضي، كما أنه أيضًا غير متوفر لأن الفلاح ينفر من زراعته، ونحن طالبنا إحدى الوزارات وقدمنا لها عدة مقترحات لحل هذه الأزمة حتى نستطيع استخدام الشعير كمحصول بديل للقمح.