الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قانون ازدراء الأديان أمان للمجتمع

الخميس 17/أكتوبر/2024 - 09:50 م

نرى بين الحين والآخر تطاولا فجا على الدين من بعض هؤلاء الذين يدعون للتجديد والتنوير، ويتناولون أمورا تتعلق بصلب العقيدة، ونجد من يفتون بغير علم  ويتحدثون عن الأحكام والفرائض من باب حرية الرأي أو وجهة النظر، وذلك تدليسا تاما، لأن ثوابت الدين لا علاقة لها بتلك المفاهيم المطاطة والمضللة التي يحاولون التستر خلفها.

وربما ذلك جرأ البعض حتى وصلت الأمور إلى نشر فيديوهات للقرآن الكريم مصحوبا بالموسيقى على إحدى قنوات اليوتيوب، وهذه سابقة خطيرة للغاية كان لابد من التعامل معها بكل حزم وحسم، لهذا فإن النائب العام المصري أمر بحجب تلك القنوات والتحقيق مع من فعلوا ذلك، ونتمنى محاكمتهم وإنزال أشد عقوبة عليهم في أسرع وقت لما ارتكبوه من جرم.


كل ذلك يجعل الحاجة ملحة لمراجعة قانون ازدراء الأديان وتغليظ العقوبات الخاص به، لتحقق الردع الذي هو الهدف الأساسي من وجودها، وهذا لضمان أمان المجتمع واستقراره.

المحزن أن من يفعلون ذلك ينتمون ولو شكلا إلى الدين الإسلامي الذي لا يملون من انتقاده، وكأنه فكرة فلسفية يمكن النقاش حولها، ولو كانت لديهم الشجاعة ليخرجوا منه لكان خيرا، بدلا من ذلك التنطع الذي لا معنى له إلا أننا أمام أشخاص أمنوا العقاب فأساءوا الأدب.

إن هؤلاء يمثلون خطرا شديدا على المجتمع، لأنهم يشاركون في صناعة التطرف بشكل مباشر، فما يفعلونه يغذي روح الكراهية والانتقام، بحجة الدفاع عن الدين، ومن ثم استقطاب الشباب الغيور والمتحمس، والذي يظن أن العنف هو الوسيلة الأمثل لحماية دينه وإجبار الناس على احترامه، كما يقال لهم ممن يريدون استخدامهم عن طريق إيهامهم بتكفير المجتمع نفسه عبر أفكار متشددة.

وهنا لابد من التأكيد على أن للطرف وجه متشدد وآخر مفرط وكلاهما خطر كبير.

وقال تعالى في كتابه العزيز "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وذلك لأن الدين ليس بحاجة لأحد، ولكن الجميع هم من بحاجته، على أن يكون ذلك في صمت، وبدون هذه الضلالات التي يتوهم معتنقوها أنها فكرا متحضرا وتنويريا، بينما هي الجهل بعينه، وأبعد ما تكون عن قضية التجديد، التي هي كلمة حق أرادوا بها باطلا.
نعم هو ضرورة ومن سنن الله، وقد تحدث عنه نبينا "محمد صلى الله عليه وسلم" عندما قال في الحديث الشريف: يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها" ولكن ما يحدث من البعض بمثابة هدم كامل ومتعمد، وللأسف فتحت وسائل التواصل الاجتماعي الباب على مصراعيه أمام كل من كان، لدرجة أن هناك صفحات متخصصة في إلقاء الشبهات والتشكيك، قد تشكل خطرا حقيقيا على الأجيال الحالية والقادمة، وربما تتزعزع عقيدتهم، خاصة إذا لم يجدوا في المقابل حديثا متوازنا ومعتدلا، بلا مغالاة وتطرف أو تفريط واستهانة.

وفي النهاية لابد من التأكيد على أن الدين صخرة حادة الأطراف، تهشم رأس من أراد النيل منه دون أدنى تأثير فيه والتاريخ مليء بالأمثلة، ونعلم جيدا أنه لا يريد من يدافع عنه، لأن الله تعهد بحفظه ووعده الحق، ورغم كل محاولات هدمه ومحاربته بكافة الوسائل، كان ومازل وسيظل عظيما قويا بمنهجه الوسطي المعتدل، ولكن فقط نتقرب إلى الله بحرصنا عليه من ناحية، وكما ذكرت نقي مجتمعاتنا من الفتن التي هي قطعا تهدد أمنه واستقراره، وتمنح المتاجرين بفكرة الدين الفرصة لتضليل البعض.

تابع مواقعنا