تنسيق مصر والسعودية لصالح الأمة

تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطوة هامة في سبيل توطيد وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، خصوصا في ظل الأحداث المتلاحقة والتهديدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

لقاء الرئيس السيسي وضيفه الكبير ولي العهد السعودي في هذا التوقيت يمثل أهمية خاصة للبلدين خاصة على المستوى الاقتصادي، لا سيما أن اللقاء شهد توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وهي نقطة هامة في ظل زيادة الاستثمارات السعودية في مصر والتي بلغت نحو مليارين ونصف المليار دولار، وما صاحبها من ارتفاع في التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي وهو ما يؤكد على استقرار الاقتصاد المصري.

وتأتي زيارة ولي العهد السعودي لمصر في هذا التوقيت في إطار تنسيق سعودي - مصري عالي المستوى لم ينقطع بشأن قضايا المنطقة التي كانت على أجندة مباحثات الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، ومنها الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، حيث توافق الجانبان على خطورة الوضع الإقليمي وضرورة وقف التصعيد، كما تطرقت المباحثات إلى أمن منطقة البحر الأحمر، والأوضاع في السودان وليبيا وسوريا.

ولا يختلف اثنان على أن مصر والسعودية دولتان محوريتان في المنطقة، وبرز دورهما الفاعل خلال العام الأخير، تزامنًا مع "حرب غزة " وتداعياتها الإقليمية، حيث تفاعلت السعودية ومصر مع الأزمة من بدايتها، فاستضافت القاهرة في أكتوبر من العام الماضي قمة السلام بمشاركة عربية ودولية، بينما استضافت الرياض في نوفمبر الماضي القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية.

ولا شك أن توافق القاهرة والرياض في الرؤى بما تمتلكانه من ثقل القيادة معًا يشكل حصنًا قويًا لتأمين الأمة العربية والدفاع عن مصالحها، فالعلاقات بين مصر والسعودية أخوية وتاريخية ومتجذرة، ولطالما اتسمت رؤية البلدين في كثير من المواقف والأحداث بـالحرص المشترك على مصالح المنطقة والحفاظ على الأمن القومي العربي وهناك تشاور وتنسيق متواصل إزاء أزمات المنطقة دفاعًا عن قضايا ومصالح الأمة.

أشعر بتفاؤل شديد تجاه تداعيات هذه الزيارة وهذا التنسيق المهم، لأنه بين قوتين عربيتين تشكلان محورًا استراتيجيًا هامًا سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، قادر على لملمة شتات الأمة، ودعم القضايا العربية وتحقيق التكامل في كافة الأمور.
حفظ الله مصر والسعودية وسائر الدول العربية والإسلامية من كل سوء.