كيف تحصد مصر أول مليار دولار من الاستثمار في النخيل؟ الدكتور عز الدين العباسي مدير معمل النخيل المركزي يجيب في حوار
- نستهدف وصول مصر إلى 200 مليون دولار إيرادات من النخيل والتمور خلال 3 سنوات
- زرعنا مساحات كبيرة من التمر المجدول تقدر بـ 1.5 مليون نخلة
- توشكى بها 1.8 مليون نخلة ونستهدف وصولها لـ 2.5 مليون نخلة لإنتاج 200 ألف طن
- موسم النخل الحالي في توشكى واعد.. والبشائر وصلت إلى 2000 طن
- رفض الشحنات المصرية بالدول الأجنبية بسبب الاستخدام الجائر لبعض المبيدات
- حصيلة الصادرات المصرية من التمور حتى الآن وصلت إلى 88 مليون دولار
- نحتاج إلى مخازن مبردة ذات سعات عالية تصل إلى 200 ألف طن
- نوى البلح يمكن استخدامه في الأعلاف.. بالإضافة إلى تصنيع الأخشاب وبعض صناعات التجميل
- جار إنشاء مصنع لاستغلال متبقيات النخيل التي تعد ثروة قومية تخفض فاتورة الاستيراد
- متبقيات النخيل يمكن استخدامها في استخراج الزيت وصناعة الصابون وصناعات الأرابيسك
- نعاني من سقوط الثمار قبل أوانها بسبب اضطراب درجة الحرارة
- رغم ثراء التمور الخليجية لكن التمر المصري الأكثر رواجًا خارجيا
مجدول وبارحي ودجلة نور وسيوي.. عشرات الأنواع والصنوف من التمور حبا الله بها أرض المحروسة، فزراعة النخيل في مصر ضاربة في عمق التاريخ بدءًا من المصري القديم وصولا إلى العصر الحديث، وتأتي أهمية التناول والطرح لهذا الموضوع مستندة إلى استهداف الدولة تنمية قطاع الصادرات وخصوصا بعد زيادة رقعة النخيل، وإضافة أكثر من 2 مليون نخلة مؤخرا لإنتاج التمور، بعضها تم تصديره وأخرى أظهرت بشائر تنبئ بمستقبل واعد حال التوسع فيها وإدراج آليات واتخاذ خطوات مساعدة تنهض بهذا القطاع الهام.
القاهرة 24 بدورها استقصت الأمر وفتحت الملف عن كثب لتعرض وجهة نظر المختصين، فمن أسوان إلى الجيزة نزلنا إلى أرض الواقع لمحاورة المعنيين، خصوصا بعد وصول الحصيلة التصديرية إلى 88 مليون دولار وتوقع نموها بشكل مضطرد خلال 3 سنوات مقبلة، وحاولنا وضع رؤية متكاملة من مختصين لتعزيز ومضاعفة الإنتاج الفعلي والوقوف على التفاصيل على أرض الواقع لوضع روشتة لـ: ماذا تحتاج مصر للوصول إلى أول مليار دولار تصديري من الاستثمار في التمور والنخيل ومتبقياته.
يعتبر معمل بحوث النخيل وتطويره من أهم وأقدم المراكز البحثية المتخصصة بقطاع النخيل، وهو يتبع وزارة الزراعة، ويرأسه الدكتور عز الدين العباسي، التقته القاهرة 24 في مكتبه بمركز البحوث بالجيزة، ودار حوار يرتكز على المكاشفة ووضع أيدي المعنيين ولفت انتباههم نحو هذا النوع الهام من الاستثمار، وجاء الحوار على النحو التالي:
بداية د. عباسي نودّ أن نلقي الضوء على أهم أهداف المعمل ونشاطاته ونظرة شاملة على زراعة النخيل بمصر.
المعمل هنا ضمن منظومة مركز البحوث الزراعية، ودائما نشاطات مركز البحوث الزراعية ما تتسم بالدراسة عن كثب لكل قطاع على حدة، وتتلخص في 3 نشاطات، فلدينا هنا قسم بستنة النخيل وقسم التقنية الحيوية وقسم الآفات والأمراض، وهناك قسمان للتصنيع: قسم تصنيع منتجات ثمرية والتسويق وقسم تصنيع منتجات غير ثمرية، ده بيتعلق بكل ما هو غير ثمري، وما هو غير ثمري يتعلق بكل متبقيات النخيل البذور والنوى، قسم بحوث الإرشاد والتدريب وهو المعني بالبحوث ونقلها للمزارعين والنخالين والمستثمرين، ويقدم محاضرات وندوات سواء بالمركز الرئيسي أو بالأفرع بالمحافظات، وأخيرا الميكنة الزراعية، والمعمل له 9 أفرع، في أسوان والمنيا وميت غمر والواحات البحرية والداخلة والخارجة في الوادي الجديد والشرقية وتاج العز، وقريبا هناك فرعا الأقصر وسوهاج سيتم افتتاحهما.
نود أن نعرف أهم المناطق بمصر التي تحوي أكبر مساحات زراعية للنخيل؟ وكم يبلغ إنتاجنا من التمور ؟
طبعًا المناطق متعددة والاحدث منها الواحات البحرية، واحدة من تلك الأماكن وعمر النخيل المزروع بها بين سنتين و10 سنوات، المساحة محدودة لكن التوسع في الوادي الجديد فهناك 100 فدان مستهدفة تم زراعة 40 منها، ونحن الأول على مستوى العالم وهناك بشائر لبلح المجدول المزروع مؤخًا تنبئ بخير، كما أننا الأول على مستوى العالم إنتاجًا وعندنا 19 مليون نخلة مثمرة والإجمالي 23 مليون مابين مثمرة وغير مثمرة، نخلة ونحن المنتج الأول للتمور على مستوى العالم، بـ 1.9 مليون طن، وزراعتنا الحديثة بدأت تؤهلنا للارتقاء بهذا القطاع، ونستهدف أن نصل لمركز متقدم في تصدير التمور.
أخبرنا عن أهم أنواع البلح المستهدف زراعتها وتوطينها بمصر في الوقت الراهن.
العالم كله مقبل على زراعة وتناول المجدول، وزرعنا مساحات كبيرة من المجدول نحو 1.5 مليون نخلة، وبدخولها الإنتاج يفرقوا معانا، ونصدر ما بين الثمار الجافة والفريش، تقريبا وصلنا يعتبر هو ملك التمور هو الصنف المطلوب تصديره، والإقبال طبعا كبير جدا ونستهدف حاليا وصول مصر إلى بين 150 و200 مليون دولار بإذن الله تعالى خلال 3 سنوات.
حدثنا عن مزرعة توشكى ومستقبل إضافة مناطق أخرى وأهم مميزات زراعة النخيل بها والمناطق التي توسعنا بها فعليا؟
اختيار مزرعة توشكى يدل على وعي القيادة السياسية، حيث تصلح للثلاثة مستهدفات للتصدير: الجافة والرطبة ونصف جافة، ومناخها حار جاف وبها 1.7 إلى 1.8 مليون نخلة والمستهدف 2.5 مليون نخلة لإنتاج 200 ألف طن، على مساحة 40 ألف فدان، واختيار المكان المناسب لمزرعة توشكى كان عاملا مساعدًا، طبعا المزرعة تذخر بأنواع عدة تربو على الـ50 منها: المجدول والخلاص والسكري والعنبرة والشيشي وعجوة المدينة والصقعي والصفاوي وهي لها قيمة غذائية كبيرة، ولدينا توسعات في المنيا وغرب المنيا في الوادي الجديد وفي الفرافرة، وسيوه، والواحات البحرية، طبعا ده الناس كلها بتقبل على زراعة الإقبال على زراعة صنف المجدول في مصر الوسطى، والبرحي طبعا البرحي أفضل من ناحية قيمة سعرية وهو الإقبال على زراعته في الوجه البحري لنضوجه متأخرًا بالموسم وبالتالي يكون الإقبال عليه أعلى ومتزايدًا.
برأيك ماهي أكثر المناطق التي لها مستقبل واعد في زراعة والاستثمار في النخيل؟ وماذا عن التسعير وآليته؟
بالنسبة للقطاع التمور متمركز في دائما وأبدا بالمناطق الصحراوية، وهو منزرع فيه نصف المساحة الإجمالية مثلا الوادي الجديد، يتم تحديد السعر بين المحافظة والجمعيات الموجودة هناك، وكذلك الواحات البحرية وليس هناك مركزية تحدد السعر.
كما أن منطقة توشكى متعطشة لمزيد من زراعات النخيل، وموسم النخل الحالي بها وصل إلى 2000 طن بشائر وموسم جمع الثمار لم ينته بعد، والوادي الجديد أيضا لكونها مثل أسوان بها 2.5 مليون نخلة وهو قطاع واعد ومستهدف، وكل محافظة منهما -الوادي وأسوان- مستهدف الوصول إلى 5 ملايين نخلة، وكذلك وداي النطرون والعالمين ارتفعت بها زراعات البرحي وبإذن وخلال 3 سنين بمشية الله قد نصل إلى 2.5 مليون طن. إنتاج، وانعقد مؤخرا مؤتمرا مخصصًا للتمور بالغردقة في الفترة 11- 14 سبتمبر، ومن أهم توصياته هو وجود بورصة للتمور، تخدم المنظومة ككل، وتتلافى عشوائية التسعير، لضمان سعر مناسب بعد موسم الزراعة للمستهلك والمزارع بالتعاون مع التموين والتجارة الداخلية، كما طرحنا بالمؤتمر ورقة عمل تستهدف تحويل المعمل إلى معهد بحوث النخيل لتوسعة نشاطاته ليواكب التوسع وتأهيل كل أفراد المنظومة، عبر فروعه بالمحافظات وزيادة الكوادر، وحتى يتمكن من أداء دوره بشكل فعال ينعكس على قطاعاته التي تخدم بدورها الاستثمار في النخيل.
ما هي الآفات والعقبات التي تراها تؤثر سلبًا على قطاع الاستثمار بالنخيل وما مدى الالتزام بالمعايير والمقاييس التي تجعل المنتج رائجًا تصديريا؟
طبعا عندنا هيئة قياس الجودة مع التجارة والصناعة، وهي تضع أغلب المعايير، أما رفض الشحنات فيأتي بسبب الاستخدام الجائر لبعض المبيدات، وحتى نتلافى أثر المتبقيات، فإن مكافحة الآفات والأمراض تحتاج تضافرًا متكاملا، مثلا عندي شهر 11 لغاية شهر 2 أجهز أشجاري لأن في الفترة دي هتكون اتكسرت جميع المبيدات المستخدمة، حتى وقت ظهور الأغاريض المؤنثة، تكون الأمور مهيئة للتخصيب، وكل ذلك يصب في مصلحة قبول الشحنات حال تصديرها.
حدثنا عن أهم حصيلة الصادرات المصرية من التمور حتى الآن؟
حاليا وصلنا بالتصدير إلى 88 مليون دولار، وذلك بعد استخدم طرق حديثة وزيادة الرقعة المزروعة، ونستهدف الوصول إلى الهند والصين، وصلت صادراتنا إلى المغرب إلى نحو 45 مليون دولار، وهي تحتل نصف صادرات مصر، ونستهدف حاليا الهند والصين لكونها، يتمتعان بسوق كبير؛ نظرا للكثافة السكانية وهناك إقبال على استيراد التمور بدليل أن الهند تستورد من باكستان بنحو 362 مليون دولار.
ماهي الصناعات المرتبطة بالنخيل بشكل مباشر وغير مباشر وما هي آلية التوسع بها؟
هناك صناعات ثمرية وغير ثمرية، بالنسبة للثمري ممكن حشو التمور أو صناعة عسل التمر أو الدبس ومن الممكن استخدام معجون التمر بمختلف المخبوزات، كما أن هناك بدائل للسكر بعد تجفيفها وعملها كبوادر لبعض المخبوزات والتحلية، فضلا عما تمثله التمور من قيمة غذائية عالية ومنتج يحتمل التخزين لفترات طويلة نوعًا ما لبعض الأنواع، أيضا نحتاج مصانع داخل المناطق اللوجيستية لصناعة قيمة مضافة لإنتاجنا، كما نحتاج إلى أماكن اللوجستية وعربيات ومخازن مبردة ومصانع للصناعات المرتبطة ومحطات فرز وتعبئة على أعلى مستوى، وكذلك الحصول على الشهادات المعتمدة مثل الجلوبال جاب على سبيل المثال، لأن المستثمر أو المستورد يحتاج أن يلقي نظرة على كل ذلك، سواء مزارع أو محطات وتحديدا أثر المتبقيات والحمد لله ولدينا معامل فعليا لمراقبة ذلك نتمنى أيضا التوسع بها.
ونحتاج إلى مخازن مبردة ذات سعات عالية تصل إلى 200 ألف طن، لأن كل مناطق الإنتاج تحتاج لها حتى نتمكن من تخزين الثمار، خصوصا المستهدف تصديرها، كما يمكن صناعة واستخراج الكحول والخل من الأصناف الرطبة التي تتلف سريعًا مثل الزغلول والسماني، أيضا النوى يصنع منه علف، وهناك إنتاج خشبي من الجريد مثل أخشاب الـmdf والـ HIGH D F وهناك مصنع فعليا في نجع حمادي، كما أنهناك مصنعًا تابع لمشروع الخدمة الوطنية يتم العمل على إنهائه بمنطقة توشكى ليكون إضافة في الاستغلال الأمثل لمتبقيات النخيل.
كما يمكن استخدام النوى في استخراج الزيت وصناعة الصابون، وكذلك يمكن استخدام والنوى في الأعلاف وبعض الصناعت التجميلية، كما يدخل الجريد في بعض صناعات الأرابيسك.
أيضا حبوب اللقاح من اهم متحلات الإنتاج، كنا يتم تصدير الفائض من حبوب اللقاح إلى الخارج، ولكن هناك بعض المشكلات حدثت بسبب التغير البيئي والمناخي وهو ظهور الأغاريض المؤنثة قبل المذكرة، وبالتالي نحتاج إلى تخزين حبوب اللقاح إلى وقت التخصيب واستخدمها في عملية التخصيب.
أيضا هناك مشكلة خاصة باضطراب درجة الحرارة وهو الخاص بسقوط الثمار قبل أوانها، كما أن التلقيح يحتاج حرارة من 23-25 وبالتالي إن زادت عن تلك الدرجة قد تفشل عملية التخصيب.
أين تقف مصر من السوق التصديرية العالمية؟
إحنا الإنتاج الأول على مستوى العالم، لكن إحنا إن شاء الله احنا دلوقتي المركز الثامن بـ88 مليون دولار تصدير جاف ورطب، ونسعى للتصدير في الأصناف في أصناف المجدول ودجلة نور الجزائري أو التونسي، البرحي ورغم طبيعة وثراء التمور الخليجية تلقى هذه الأنواع رواجًا بالخارج.
كنت مع بعض المزارعين بمنطقة أسوان وحدثوني على بعض المشكلات التي تقف أمامهم ويفقدون القدرة على إدارتها مثل ندرة النخالين.. حدثنا عن هذا الجانب وطرق علاجها
إحنا بالفعل مشكلة في أعداد وإعداد النخالين، ولكن الأمور اختلفت عن الماضي ولكن يلزمها تغطية مناسبة نسعى للوصول إليها بإذن الله، وندرب طلبة المدارس الزراعية لتلافي تلك المشكلة، ومازال الحديث جاريا عن الطرق الأنسب لإحلال الميكنة للتلقيح عن طريق العفارات أو الحصاد، وبدأنا فعليا في تطبيقها ولكن نحتاج إلى تعميم التجربة.