هبة راشد مؤسس مرسال: سنفتتح مستشفى خيري للأطفال قريبًا.. ونساعد من بحاجة للمساعدة دون النظر لجنسيته| حوار
منذ 10 أعوام، بدأت مؤسسة مرسال الخيرية عملها الأهلي بتقديم الخدمات الطبية لغير القادرين أيًا كانت جنسيتهم، لتصبح واحدة من أكبر وأشهر مؤسسات المجتمع المدني في مصر، دون اللجوء للإعلانات التليفزيونية، معتمدة كليًا في التسويق لنفسها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الصفحة الشخصية لـ هبه راشد، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مرسال الخيرية، بجانب الصفحة الرسمية للمؤسسة، والتجارب الحية للمستفيدين من المؤسسة ومن تعامل معاها لتحظى بثقة الشارع المصري دونًا عن غيرها وتفرض نفسها بقوة بين المؤسسات الأهلية الكبرى الموجودة في مصر منذ عشرات السنوات، كما وقع اختيار مؤسستها راشد ضمن قائمة BBC العربية لنساء يغيرن العالم عن بطولتها خلال أزمة كورونا.
القاهرة 24، أجرى حوارًا مع هبة راشد مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مرسال الخيرية، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، كشفت خلاله عن افتتاح مرسال لمستشفى الأطفال الخيرية قريبًا، والتي ستكون متخصصة في الحالات الحرجة والمعقدة وحالات الطوارئ فقط وتستقبل كافة الجنسيات من المرضى، وعملها على إنشاء مخبز PKU أخر في القاهرة لخدمة عدد أكبر من مرضى الـ PKU ومن مرضى الحساسيات خلال العام المقبل، كما تحدثت عن مدى تأثير التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي على العمل الأهلي في مصر، وكذلك الصعوبات التي يمر بها المجتمع المدني الآن، وإلى نص الحوار…
- بداية ما تقييمك لرحلة مرسال بعد مرور 10 سنوات على بدايتها؟
على مدار الـ 10 سنوات كان هناك توفيق كبير من الله، وكان بها خطوات ناجحة بتوفيق الله ومساعدة الناس، وعلى مدار الرحلة كان هناك عدد كبير من الناس مؤمنين بالتجربة مما ساهم معنا وساعدنا في نجاح المؤسسة، واستطعنا أن نبني مصداقية كبيرة وتحظى بمتابعة جمهور كبير، ونأمل أن يكون القادم أفضل.
- هل توقعتي ذلك النجاح؟
لا لم أتوقع ذلك النجاح حقيقة، كنت أعلم أني سأنشئ مؤسسة ناجحة ولكن لم أعلم شكلها أو مدى نجاحها سيصل إلى أين أو حتى حجم مشاريعها، لم يكن لدي ذلك التصور أبدًا.
- ما سبب اختيارك لتقديم الخدمات الطبية للمستفيدين دون عن غيرها ؟
قبل مرسال، كنت متطوعة في عدد من الجمعيات والمؤسسات بأكثر من مجال، ووجدت أن مجال الصحة في مصر في حاجة إلى العمل الكثير، وبه احتياج كبير سواء كان احتياجًا ماليًا أو احتياجًا وفقًا طبيعة العمل الطبي المعقد، خاصة وأن كان لدي تصورًا أن نعمل بطريقة مختلفة مع المرضى، وتلك الطريقة لم أكن قادرة على تطبيقها في أماكن أخرى، فمثلًا نحن في مرسال نعالج كافة الجنسيات ولا ننظر للمريض على أساس جنسيته أبدًا، هو إنسان فقط في حاجة للمساعدة، كما أننا لم نصور المرضى.
- ما الصعوبات التي ما زالت تواجه المؤسسة؟
بالتأكيد، الظروف الاقتصادية الحالية، لها تأثير على العمل الأهلي، وجعلتنا نستقبل مرضى من الطبقة المتوسطة، مما تسبب في زيادة عدد المرضى المترددين على المؤسسة، بجانب التغييرات في أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية، وكلها تحديات تفرق في العمل.
- كيف أثرت الظروف الاقتصادية الحالية وأزمة الدولار على عمل المجتمع الأهلي في مصر وهل تأثرت التبرعات؟
بعض الجمعيات تأثرت ماليًا بالفعل، ولكن مرسال ليس منها، وأصبحت الجمعيات تعمل على طبقتين وليس طبقة واحدة بعد استقبال حالات من الطبقة الوسطى للعلاج خيريًا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة العمليات الجراحية والأدوية العلاجية والمستلزمات الطبية.
- كيف تتغلب مرسال على تلك الظروف؟
نتغلب عليه من خلال تفعيل طرق جديدة ومبتكرة لجمع التبرعات لكسب متبرعين جدد حال عدم قدرة المتبرع القديم على التبرع، مثل: المزادات متجر مرسال.
- وماذا عن حالة تذبذب التبرعات؟
لم نتأثر من تذبذب التبرعات، تأثرنا من ارتفاع الأسعار وزيادة المرضى، ونتغلب عليها بالبحث عن جهات مانحة تساعد معنا.
- بعد الظروف الحالية، هل ما زلتي ترفضين الإعلانات الإعلامية للتسويق للمؤسسة؟
نعم ما زلت عند رأيي، وبالعكس أتمسك بها أكثر؛ فأسعار الإعلانات مبالغ فيها جدًا وتصل لمئات الملايين خاصة في الإعلانات التليفزيونية، فإذا كانت تلك المبالغ زيادة عن حاجة المؤسسة ستتوجه للمرضى، وبالفعل وصلنا إلى قطاع كبير من المتبرعين والمرضى دون إعلانات، واعتمادي على مواقع التواصل الاجتماعي.
- ماذا عن نسبة تغطية الإيرادات للخدمات؟
ما يأتينا يذهب للمستفيدين، هي التكلفة نفسها، بعض الشهور قد تكون أقل بالنسبة للدخل القادم، ولكن نعوض هذا في شهور أخرى كشهر رمضان مثلًا.
- كم مستفيد من مرسال حتى الآن؟
أعداد المسجلين لدينا وصل إلى 10 أضعاف منذ تأسيس المؤسسة، فخلال الفترة من 2014 حتى 2016 وصل عدد المسجلين 6428 حالة مقابل 32978 مسجل خلال عام 2024، وأيضًا الخدمات الطبية التي يتم تقديمها تزايدت خلال السنوات الأخيرة وأصبحنا نقدم 20 خدمة طبية بخلاف المشروعات المستقبلية، أما عدد فروع المؤسسة وصل في الوقت الحالي إلى 5 فروع.
- كم نسبة اللاجئين المستفيدين من مرسال؟
نسبة اللاجئين تصل إلى 23%، منهم من يحصل على الخدمات بشكل شهري وآخرين لمرة واحدة فقط كإجراء العمليات الجراحية.
- ما مدى تأثير تواجد التحالف الوطني للعمل الأهلي على عمل المجتمع المدني في مصر؟
مساعدات غزة أظهرت مدى تأثير التحالف الوطني، كان إضافة كبيرة أن يجمع كل تلك الجمعيات للتركيز على هدف واحد، ومن ثم عملنا داخل مصر، كما يعمل التحالف حاليًا على التنسيق ما بين عمل الجمعيات ليكون لدينا قاعدة بيانات موحدة، فمثلًا إذا قدمت جمعية دعم لمستفيد يكون معلوم للجمعيات والمؤسسات الأخرى ليصل الدعم إلى أكبر عدد ممكن من المستحقين، وأرى أن هذا سيحدث فارق كبير سيقوم به التحالف الوطني؛ ليكون هناك عدالة في توزيع الخدمات بين المواطنين، وهناك اجتماعات دورية مع الجمعيات الأهلية للعمل على قاعدة البيانات الموحدة.
- وما أثر التعاون مع التحالف على عمل مرسال؟
تعاونا مع التحالف الوطني للعمل الأهلي كان من الخطوات العظيمة التي وفقنا فيها، ولعل أبرز هذا التعاون تمكيننا من العمل في مساعدات قطاع غزة، وحظينا بزيارة من السفيرة نبيلة مكرم، كان هدفها التعرف على عمل مرسال والسماع إلى مقترحاتنا لآليات العمل مع التحالف الوطني.
- هل سنشهد تعاونا أكبر مع التحالف الوطني خلال الفترة المقبلة؟
نعم، في قطاع الصحة خاصة، تقدمنا باقتراحات للتعاون مع وزارة الصحة في المراكز التي لا تعمل حاليًا؛ للمساعدة في تشغيلها مرة أخرى كجمعيات خيرية، وتعمل تحت إشراف وزارة الصحة والسكان، ستكون خطوة عظيمة وتساعد عدد كبير من المواطنين.
- متى سيتم افتتاح المستشفى الخيري للأطفال؟
سيتم افتتاح المستشفى الخيري للأطفال في عام 2025، وستكون متخصصة في الحالات الحرجة والمعقدة وحالات الطوارئ من الحضانات والرعاية المركزية، لن نعمل على أمراض الأطفال الطبيعية والمتعارف عليها، وسنستقبل فيها كل الجنسيات المختلفة وستكون المستشفى الخيري للأطفال مفتوحة للجميع، وستكون الحالة المادية للأسرة هي الفيصل في قبول الحالة.
- كيف يتم اختيار الأسر المستفيدة من الخدمات والفصل في مدى قدرتها المادية ؟
لدينا في مرسال، قسم أبحاث اجتماعية، وهو مدرب جيدًا، يقوم بزيارة الأسرة في منزلها ويطلع على كافة أوراقها الرسمية، وأيضًا الأطباء لدينا تقوم بتقييم الحالة طبيًا، ولدينا لجنة تنعقد كل أسبوع، تقوم بعرض كافة الحالات وتتخذ قرارها بالأغلبية.
وفي حال كانت الحالة حرجة وفي حاجة للتدخل فورًا، تحصل على الخدمة ومن ثم نقوم بالبحث الاجتماعي لها.
- كم مريض نازح من غزة تتكفل مرسال بعلاجه في مصر؟
نقدم الدعم لحوالي 2500 أسرة وطالب فلسطيني ما بين مساعدات مالية ومساعدات طبية وغيرها غذائية، من بينهم 700 مستفيد يحصلون على مساعدات شهرية ثابتة، ومن بينهم من يحصل على الخدمات الطبية، كل حسب احتياجه.
ومنذ بداية العدوان أرسلنا 150 شاحنة مساعدات إغاثية، بين أدوية ومستلزمات طبية وأغذية بتكلفة 150 مليون جنيه.
- هل ستشارك مرسال في دعم لبنان؟
بالتأكيد، نعمل تحت مظلة التحالف الوطني، وإذا قام بإرسال مساعدات بالتأكيد سنكون من أوائل المؤسسات المشاركة في الدعم.
- هل هناك مشاريع ستجمع بين مرسال ووزارة التضامن الاجتماعي قريبًا؟
بالفعل نتعاون مع الوزارة وسنتوسع في ذلك خلال العام المقبل، وحاليًا نعمل سويًا من خلال تقديم الرعاية الطبية لدور الرعاية وللمؤسسات العقابية، من خلال قوافل طبية تقوم بتقديم الدعم النفسي اللازم والطبي أيضًا.. ونعمل في هذا منذ أكثر من عام مضى.
- مرضى الـ PKU على رأس أولويات مرسال، كم طفل يتم دعمه شهريًا؟
ندعم أطفال ومرضى الـ PKU -مرض وراثي وأحد أمراض التمثيل الغذائي- من خلال شقين، نقدم الدعم لأكثر من 450 طفلا يحصلون على كرتونة مواد غذائية شهريًا؛ لأن لهم طعام خاص، ومنذ عام تقريبًا افتتحنا مخبز خاص لهم في قنا بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والمحافظة، ويخدم أهالي الصعيد لأن تزيد بشكل كبير هناك؛ لأنه مرض جيني وزواج الأقارب مسيطر بشكل كبير، ويقوم المخبز بتصنيع الطعام الخاص بهم ويسلم لهم جاهز، ولدينا خطة بالتوسع وانشاء مخبز أخر في القاهرة لخدمة عدد أكبر من الأطفال ومن مرضى الحساسيات، خلال العام المقبل.
- ما القادم في مرسال؟
خلال الفترة المقبلة سنفتتح المستشفى الخيري للأطفال، كما سنفتتح الفرع الثاني من الحضانات.
- خلال الـ 10 سنوات ما الأحداث أو الوقائع التي كانت بمثابة «وش السعد» على مرسال؟
واقعة كارت الشحن، إذ نشرت عبر صفحتي محادثة مع فتاة ترغب بالتبرع بكارت شحن، للمؤسسة، وكانت لا تملك غيره، وقيمته جنيهات، وبالفعل تم فتح مزاد على كارت الشحن ووصل سعره إلى 11 مليون جنيه، كما أن أزمة كورونا، كانت سببا قويا لمعرفة عدد كبير من المواطنين بنا.