تفاصيل اكتشاف علمي يربط بين عدوى بكتيرية وسرطان الأمعاء لدى الشباب
كشف فريق من الباحثين عن وجود صلة محتملة بين عدوى بكتيرية شائعة وزيادة معدلات الإصابة بـ سرطانات الأمعاء، المثانة، والبروستاتا، وخاصة بين فئة الشباب.
زيادة سرطانات الأمعاء بين الشباب
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضح الخبراء أن تطوير لقاح يستهدف سلالات محددة من بكتيريا الإشريكية القولونية قد يساهم بشكل كبير في خفض معدلات الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة.
وأشارت الدراسات إلى ارتفاع حاد في تشخيص سرطانات الأمعاء بنسبة 52% لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا خلال العقود الـ 3 الماضية، ويُعتقد أن هذا الارتفاع مرتبط بعوامل مثل السمنة، نمط الحياة المستقرة، وتزايد استهلاك الوجبات السريعة.
تأثير بكتيريا الإشريكية القولونية
وتوصلت الأبحاث إلى أن بعض السلالات الضارة من بكتيريا الإشريكية القولونية تنتج مادة كيميائية تُعرف باسم كوليباكتين، التي ترتبط بإحداث طفرات في الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بسرطانات الأمعاء، المثانة، والبروستاتا، وأظهرت عينات أورام لمرضى سرطان القولون والمستقيم طفرات مميزة تشير إلى تأثير هذه المادة الكيميائية.
واقترح الباحثون تطوير لقاح يهدف إلى القضاء على السلالات البكتيرية الضارة، ما يوفر فوائد صحية عامة تشمل خفض عبء الإصابة بالسرطان وتقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية، وأشاروا إلى إمكانية استخدام البروبيوتيك العلاجي لإزالة هذه السلالات من الجسم بشكل آمن وفعال.
واعتمدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة لانسيت ميكروب، على بيانات مراقبة دولية لتتبع انتشار سلالات الإشريكية القولونية في بلدان مثل المملكة المتحدة والنرويج وباكستان.
وأظهرت النتائج أن السلالات المسببة لسرطانات الجهاز الهضمي أكثر شيوعًا في الدول الصناعية مقارنة بالدول النامية مثل باكستان وبنجلاديش، حيث معدلات الإصابة بالسرطانات أقل.
أمل جديد في مكافحة السرطان
وقال البروفيسور جوكا كوراندر، من معهد ويلكوم سانجر: رصدنا ارتباطات واضحة بين سلالات الإشريكية القولونية ومعدلات الإصابة بالسرطان باستخدام علم الجينوم، ونأمل أن تُسهم هذه النتائج في تطوير لقاحات وتقنيات فعّالة للقضاء على السلالات الضارة.
وأضاف: فهم تأثير الميكروبيوم على صحتنا يوفر فرصًا جديدة لمكافحة الأمراض المزمنة مثل السرطان، ويأمل العلماء أن تساهم هذه الاكتشافات في تحسين الصحة العامة من خلال التدخلات العلاجية والوقائية التي تستهدف العدوى البكتيرية المسببة للسرطان، ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة الحياة.