خلال زيارة بوتين.. الرئيس البيلاروسي يحدد الاتجاهات الاستراتيجية لتطوير دولة الاتحاد مع روسيا
حدد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عدة اتجاهات استراتيجية لمواصلة تطوير دولة الاتحاد بين بيلاروسيا وروسيا، وذلك على هامش جلسة للمجلس الأعلى لدولة الاتحاد في مينسك اليوم الجمعة 6 ديسمبر الجاري، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وحسب ما نشرته وكالة الأنباء البيلاروسية، قال لوكاشينكو: أولًا وقبل كل شيء، نحتاج إلى التخلص من عبء القضايا التي لم نتمكن من معالجتها لسنوات، وأعتقد أن المهمة الأولى بالنسبة لنا هي تنفيذ سياسة اقتصادية مشتركة وضمان المساواة في الحقوق للمواطنين في فضاء اتحادنا.
وبحسب لوكاشينكو، فإن الأدوات لحل هذه المهمة واضحة: سياسة صناعية منسقة، ونهج مشتركة لضمان الأمن الغذائي، وسوق طاقة مشتركة، وتحقيق منهجي للسيادة التكنولوجية واستبدال الواردات بكفاءة، ومن المهم أيضًا إزالة العقبات المتبقية في التجارة الثنائية.
التعاون بين بيلاروسيا وروسيا
وأضاف الرئيس البيلاروسي: لقد بدأنا بالفعل في تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات مثل الإلكترونيات الدقيقة، وبناء أدوات الآلات، وبناء الطائرات، وبناء السفن، لكننا حتى الآن لا نتحرك بالسرعة الكافية، حتى اليوم، لدينا 27 مشروعًا فقط لاستبدال الواردات قيد التنفيذ، وأعتقد أنه بالنسبة للسوق المشتركة بين بيلاروسيا وروسيا، والتي تقدر بنحو 2 تريليون دولار من حيث الناتج المحلي الإجمالي، يجب أن يكون هذا الرقم أعلى بمئات المرات، وبيلاروسيا وروسيا ستستفيدان من مثل هذه المشاريع، وبفضل التعاون الصناعي، يخلق كلا البلدين فرص عمل جديدة ومنتجات مبتكرة جديدة.
وأكمل الرئيس البيلاروسي: كانت خطوة مهمة أخرى في تطوير دولة الاتحاد هي الاتفاق على إنشاء سوق مشتركة للكهرباء، ومن أجل بيئة اقتصادية متساوية وعادلة، نتطلع إلى إطلاق أسواق مشتركة للغاز الطبيعي والنفط ومنتجات البترول في أقرب وقت ممكن.
وحول ضمان المساواة في الحقوق للمواطنين، أكد ألكسندر لوكاشينكو أنه مهما كانت الأهداف التي تسعى إليها بيلاروسيا وروسيا خلال بناء الدولتين لدولة الاتحاد، فإن جمهورها المستهدف الرئيسي هو مواطنوها، ولهذا السبب فإن ضمان المساواة في الحقوق بين مواطني بيلاروسيا وروسيا أمر خاص، فعلى سبيل المثال، لا توجد قيود على السفر في أراضي الدولتين، وجرى ضمان المساواة في الحقوق في أنشطة العمل، والاعتراف بسجلات العمل، والصحة والسلامة في مكان العمل.
وفيما يتعلق بالنقل والخدمات اللوجستية، أكد ألكسندر لوكاشينكو أن شحنات التصدير البيلاروسية يتم شحنها الآن عبر الموانئ الروسية، مما أدى إلى فوائد متبادلة، من ناحية، حل هذا مشكلة بيلاروسيا اللوجستية للتصدير، من ناحية أخرى، عزز بشكل كبير أرباح الشركات الروسية.
وحول الشئون الأمنية، قال ألكسندر لوكاشينكو: إن التطورات الأخيرة تجعلنا نولي اهتمامًا خاصًا للقدرات الدفاعية لدولنا، مع توقيع مفهوم أمن الدولة الاتحادي والمعاهدة بين الدول بشأن الضمانات الأمنية، فإننا نصل إلى مستوى غير مسبوق من التحالف الاستراتيجي والتنسيق في القطاع العسكري، وهذا من شأنه أن يمنع انتهاك سلامة أراضي بيلاروسيا وروسيا، ويساعد في الحفاظ على السيادة والاستقلال، والأهم من ذلك، ضمان ضمانات الحياة السلمية لمواطني الدولتين.
نشر صواريخ أوريشنيك الروسية في بيلاروسيا
وطلب لوكاشينكو من بوتين، نشر صواريخ روسية جديدة على أراضي بيلاروسيا بما فيها صواريخ أوريشنيك العابرة للقارات.
وهو ما استجاب إليه بوتين، إذ أعلن أنه سينشر صواريخ أوريشنيك على أراضي بيلاروسيا في النصف الثاني من العام المقبل.
وأوضح الرئيس الروسي أن نشر منظومة صواريخ أوريشنيك في بيلاروسيا سيكون جزءًا من مُجمع قوات الصواريخ الاستراتيجية التابع لـ القوات المسلحة الروسية، لكن تحديد الأهداف سيكون متروكًا لمينسك.
ووصل الرئيس الروسي إلى العاصمة البيلاروسية مينسك لحضور اجتماع مجلس الاتحاد بين روسيا وبيلاروسيا، عشية الذكرى الـ 25 لإعلان الاتحاد.
ويتبني الاتحاد الروسي البيلاروسي سياسات موحدة على المستوى الخارجي والأمني والدفاعي، وله ميزانية مشتركة، بينما تحتفظ كل من الدولتين بسيادتها وأجهزة دولتها، فيما يتمتع الروس والبيلاروس بحقوق المواطن في البلدين.