تغيرات في العواطف والأذواق.. أبحاث جديدة تشير لانتقال ذكريات المتبرع بالأعضاء للمتلقي
تشير أبحاث جديدة إلى أن أولئك الذين حصلوا على عمليات زراعة أعضاء، للكلى والرئتين وحتى الوجوه لاحظوا تغييرات في تفضيلاتهم الغذائية واختياراتهم الموسيقية وحتى التوجه الجنسي، وذلك بعد أن كان الأمر أكثر شيوعًا بين متلقي القلب، ولكن أبلغ الأشخاص الذين تلقوا عمليات زراعة لأعضاء أخرى أيضا عن تغيرات غريبة في عواطفهم وأذواقهم وذكرياتهم.
أبحاث جديدة تشير لانتقال ذكريات المتبرع بالأعضاء للمتلقي
وفقًا لـ ديلي ميل البريطانية، بالنسبة لبعض المرضى، فإن هواياتهم وتفضيلاتهم الجديدة تعكس هوايات وتفضيلات المتبرعين لهم، مما دفع الخبراء إلى التساؤل عما إذا كان المتلقون يتلقون أيضًا ذكريات المتبرعين بهم.
كتب الباحثون في مراجعة عام 2024: تشير الأدلة الناشئة إلى أن عملية زرع القلب قد تنطوي على نقل سمات شخصية المتبرع وذكرياته إلى المتلقي، وهو ما يتحدى وجهات النظر التقليدية حول الذاكرة والهوية، وعلاوة على ذلك، فإن الشبكة العصبية للقلب والتواصل ثنائي الاتجاه مع الدماغ يدعمان مفهوم الاتصال بين القلب والدماغ في الذاكرة والشخصية.
واقترح الفريق أن هذه التغيرات قد تكون ناجمة عن نقل الذاكرة الخلوية، وهو ما يشير إلى أن الخلايا الفردية قد تكون قادرة على تكوين الذكريات، ومع ذلك، فإن آلية ذلك لا تزال غير واضحة، بالإضافة إلى ذلك، فإن إدخال عضو جديد إلى جسم المتلقي قد يؤدي إلى تعبير الجينات عن نفسها بشكل مختلف.
مراجعات سابقة عن التبرع بالأعضاء
وفي مراجعة نشرت في وقت سابق من هذا العام، أشار الباحثون إلى دراسة حالة واحدة حيث تلقى طفل يبلغ من العمر 9 سنوات قلبًا من فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات غرقت في حمام السباحة الخاص بعائلتها، ورغم أن الصبي لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية وفاة المتبرع، إلا أن والدته أفادت بأنه أصبح خائفًا للغاية من الماء.
وفي حالة أخرى، بدأ أستاذ جامعي تلقى قلبًا من ضابط شرطة سقط بعد إطلاق النار على وجهه، في رؤية وميض من الضوء أمام عينيه مباشرة، حيث قال: وجهي يصبح ساخنًا جدًا، إنه يحترق بالفعل.
سبب انتقال ذكريات المتبرع للمتلقي
وتشير الأبحاث المتزايدة إلى أن هذا قد يكون بسبب ارتباط القلب والدماغ بشكل جوهري، حيث يشترك القلب في الخلايا العصبية والخلايا المشابهة للدماغ، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي عملية زرع الأعضاء إلى تغيير الجينات التي تتحكم في السمات والتعبير عن نفسها بشكل مختلف.
اختلاف وجهة نظر باحثون آخرون
يعتقد العديد من الخبراء أن هذه الحالات هي مجرد مصادفة، وأن التغييرات قد تكون في الواقع استجابة نفسية للتعافي من عملية جراحية كبرى وأمراض القلب القاتلة تقريبا، فعلى سبيل المثال، اقترح خبراء من جامعة ماكجيل في كندا أن الأدوية المثبطة للمناعة التي يتعين على متلقي الأعضاء تناولها يمكن أن تسبب زيادة في الشهية، مما قد يغير وجهة نظرهم تجاه الطعام.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن المتلقين قد يذهبون إلى الجراحة وهم قلقون بالفعل بشأن وراثة سلوكيات المتبرع أو سمات شخصيته، مما قد يؤدي إلى تغييرات سلوكية، لذا فإن الضغط الناتج عن إجراء عملية جراحية كبرى قد تنقذ حياة المريض يؤدي أيضًا إلى تغيير وجهة نظر المرضى بشأن جوانب معينة من حياتهم مثل العلاقات.
بالإضافة إلى الذكريات، أفاد بعض المرضى أيضًا بتحول تفضيلاتهم المحددة، ففي إحدى دراسات الحالة التي أجريت عام 2002، شرح الأطباء بالتفصيل حالة امرأة ورثت تفضيلات الطعام الخاصة بمتبرعها.