لعلاج تلف الأنسجة العصبية.. ما هي التطورات الحديثة في العلاج باستخدام الخلايا الجذعية؟
يعد تلف الأنسجة العصبية من أخطر أنواع الإصابات التي قد يعاني منها الإنسان، إذ يمكن أن يؤدي إلى إعاقات دائمة نتيجة فقدان القدرة على تجديد الخلايا العصبية، لكن مع تقدم الأبحاث في مجال الخلايا الجذعية، تظهر آفاق جديدة لعلاج العديد من الأمراض العصبية التي كانت تعتبر مستعصية.
ما هي الخلايا الجذعية وكيف تعمل؟
ووفقًا لـ Harvard Institute، الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة يمكن أن تتحول إلى أنواع خلايا أخرى في الجسم، مما يجعلها أدوات فعّالة في تجديد الأنسجة المتضررة، وفي مجال علاج الأنسجة العصبية، يمكن للخلايا الجذعية أن تُزرع في مناطق الدماغ أو الحبل الشوكي المتضررة، إذ تعمل على تجديد الخلايا العصبية واستعادة الوظائف المفقودة.
التطبيقات السريرية والخلايا الجذعية
الشلل النصفي: أظهرت بعض الدراسات أن حقن الخلايا الجذعية في مرضى الشلل النصفي قد يساعد في تحفيز نمو الأنسجة العصبية في الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى تحسن حركة الأطراف في بعض الحالات.
الزهايمر وباركنسون: جرى اختبار الخلايا الجذعية في علاج الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، إذ أظهرت بعض التجارب الأولية تحسنًا في الذاكرة والوظائف الحركية.
إصابات الدماغ: في حالات إصابات الدماغ، يمكن للخلايا الجذعية أن تساهم في تجديد الأنسجة العصبية المتضررة، مما يحسن من قدرات الشخص على التواصل والتفاعل مع محيطه.
التحديات المستقبلية
أمان الاستخدام: على الرغم من النتائج الواعدة، لا تزال هناك قضايا تتعلق بسلامة استخدام الخلايا الجذعية، مثل خطر نمو الأورام أو رفض الجهاز المناعي للخلايا المزروعة.
التكلفة والوقت: إن العلاجات بالخلايا الجذعية لا تزال مكلفة وتتطلب وقتًا طويلًا للوصول إلى نتائج مثبتة علميًا، مما يجعلها غير متاحة لجميع المرضى.
المستقبل الواعد لعلاج الأنسجة العصبية
من المتوقع أن تتحسن التقنيات المتعلقة بالخلايا الجذعية مع مرور الوقت، مما يجعلها أكثر فعالية وأقل تكلفة، لذا إذا تمكن العلماء من حل التحديات المتعلقة بالأمان والكفاءة، فقد يصبح علاج الأنسجة العصبية باستخدام الخلايا الجذعية الخيار الأول لعلاج العديد من الأمراض العصبية في المستقبل.