نقيب الصحفيين: 13.1% من الصحفيين يعملون دون أجر.. ونتائج استبيان الزملاء كشفت أرقامًا مقلقة
أكد نقيب الصحفيين، خالد البلشي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، أن نتائج استبيان النقابة الذي شارك فيه 1568 صحفيًا جاءت لتسليط الضوء على الأوضاع الاقتصادية والمهنية للصحفيين، موضحًا أن هذا الاستبيان يبرز صورة شاملة لتحديات الصحفيين في ظل الأزمة الراهنة.
افتتاح المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين
ولفت البلشي، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، إلى أن النتائج كشفت أرقامًا مقلقة، إذ أوضح الاستبيان أن 13.1% من الصحفيين يعملون دون أجر، بينما 7.1% يتقاضون أقل من 1000 جنيه شهريًا.
وأضاف نقيب الصحفيين أن 18.9% من المشاركين يحصلون على أجر أقل من 3000 جنيه شهريًا، بينما يعتمد 40% من الصحفيين على أجور تقل عن نصف الحد الأدنى للأجور المقرر من الدولة، مؤكدًا أن 72% من الصحفيين يحصلون على أجور أقل من 6000 جنيه شهريًا، وهو الحد الأدنى للأجور.
وتابع البلشي أن تدني الأجور دفع 65.5% من الصحفيين للعمل الإضافي، مشيرًا إلى أن 30% من هؤلاء يعملون في مهن غير صحفية، وأكد في الوقت ذاته أن هذه الأوضاع تستلزم حلولًا عاجلة لمعالجة الفجوة الكبيرة بين أجور الصحفيين ومتطلبات الحياة اليومية.
وفيما يخص الفصل التعسفي، ذكر النقيب أن 27.4% من المشاركين تعرضوا للفصل التعسفي، لكن 70% منهم لم يتمكنوا من حل مشكلاتهم عبر التدخل النقابي، ما يعكس وجود خلل في علاقات العمل بالوسط الصحفي، موضحًا أن هذا الواقع يتطلب تعديلات تشريعية تلزم أصحاب المؤسسات الصحفية بحماية حقوق العاملين لديهم.
وأردف أن بدل التدريب والتكنولوجيا أصبح شريان الحياة بالنسبة للعديد من الصحفيين، حيث يعتمد عليه 48.6% منهم كمصدر رئيسي للإعاشة، مؤكدًا على ضرورة زيادة البدل باعتباره أداة لتخفيف الأعباء الاقتصادية لحين إصلاح البنية المؤسسية للمهنة.
وأشار البلشي إلى أن النقابة تعمل على تقديم رؤية متكاملة لإصلاح أوضاع الصحفيين الاقتصادية والمهنية، بما يشمل تحسين الأجور ضمن حملة من أجل أجر عادل، وتعزيز الحماية النقابية للزملاء، قائلًا: لقد أدركنا حجم الأزمة عبر استبيان دقيق يعكس عمق التحديات، وجاءت نتائجه لتكون صوت الصحفيين ورسالة واضحة لجميع الأطراف المعنية بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ المهنة.
وشدد البلشي على أن الصحفيين ما زالوا يعتزون بمكانة مهنتهم ويسعون إلى تطويرها، قائلًا: الحلم لم ينفلت منا، وأبناء هذه المهنة قادرون على وضع تصور لإنقاذها، بفضل جهود جماعية وعمل مشترك من الجميع.
وأضاف البلشي في كلمته أن تدني الرواتب، وارتفاع معدلات البطالة في صفوف الصحفيين هما قضيتان ملحتان، وعلينا أن نسعى إلى بناء نظام يضمن حقوقنا الاقتصادية، كما يجب أن نعمل يدًا بيد على تطوير برامج دعم توافر الحماية اللازمة لجميع الزملاء، وتساعدهم في مواجهة التحديات المالية التي نعيشها اليوم.
وتابع: إن بداية الطريق للبناء الجديد أو لتصحيح الأوضاع هي الإحاطة بحجم أزمتنا، وإدراك جميع أبعادها، لعام ونصف العام عملنا على توصيف حالنا عبر تواصل مستمر مع كل الأطراف، وعبر أبواب مفتوحة لجميع الزملاء، كانت طريقنا لإدراك عمق الأزمة التي وصلنا إليها، ربما يدرك جميعنا أسباب الأزمة ومسبباتها وتوصيفها، لكن ما رأيناه عبر الأبواب المفتوحة على أنات الزملاء كان أعمق، وكان علينا أن نطرح ونصيغ ذلك بطريقة عملية، فوضعنا ونحن نعد لهذا المؤتمر استبيانًا لقياس ما وصلنا، ولدراسة أوضاعنا بشكل عملي، وكذلك رؤية أصحاب الأزمة للحلول وأزماتها.
واستكمل: جاءت النتائج لتدق العديد من نواقيس الخطر أتمنى أن تصل دقاتها العنيفة لكل القائمين على هذه الصناعة، ولكل القائمين على الأمور والأطراف المعنية، ولكل الحريصين على مستقبلها، لقد جاءت نتائج الاستبيان لتؤكد أننا في أزمة عظيمة، وفي محنة كبيرة ولكنها في الوقت نفسه كشفت اعتزاز الصحفيين بمهنتهم، وحرصهم على استعادتها، والإمساك بتلابيب تطويرها، وهو ما يؤكد أن الحلم لم يفلت منا، وأن أبناء هذه المهنة ما زالوا يحلمون، وما زالوا يضعون التصورات لإنقاذها، وهذا ما ظهر في العديد من النتائج التي سنسردها.. ولكن قبل سردها اسمحوا لي أن أوجه تحية خالصة لكل مَن شاركوا في خروج هذا الاستبيان بصورته الحالية، وعلى الأخص كلٍ من الزميل العزيز سامح محروس، والدكتور أحمد فتحي محمود، وكذلك كل فريق إعداد الاستبيان، في بدايته الدكتورة مي مصطفى، والزميلة منى عزت، وكذلك الزميلة الدكتورة شيماء أبو الليل، التي حالت ظروفها وبين استكمال العمل عليها بعد بذل جهود كبيرة في البداية.