لم يزر طبيبًا قط وكان رجل مصالحات.. وفاة أكبر معمر في الأقصر عن عمر 106 أعوام
شهدت قرية العبابدة بمنشأة العماري وفاة الحاج صالح مصطفى سعد صالح العبادي، أكبر معمر في محافظة الأقصر، عن عمر ناهز 106 أعوام.
تصريحات ابن الفقيد
قال أحمد صالح، نجل الفقيد، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: إن والدي من مواليد 1919، وكان يعمل قديمًا في المحاجر، ثم مع الإنجليز فيما كان يُعرف قديمًا بـ الكوبانية في السويس، وهم من علموه القراءة والكتابة، إذ كان غير متعلم، وكان مكلفًا بتسجيل الصادر والوارد في عمله على البوابات.
وفاة أكبر معمر في الأقصر عن عمر 106 أعوام
وأضاف: اشتغل والدي بالزراعة في آخر أيامه، ولم يزر طبيبًا قط في حياته، كما لم يخلع سوى ضرس واحد من فمه بنفسه عن طريق استخدام الفتلة، وظل يعمل بالزراعة حتى آخر فترات حياته.
وأشار نجل المعمر الراحل إلى أن سر صحة أبيه وعمره الطويل كان حرصه على الاستيقاظ مبكرًا قبل أذان الفجر، والنوم مبكرًا، كما كان يتناول الأكل الطبيعي من الأرض، ومن المواقف الطريفة أنه أقام الدنيا ولم يُقعدها عندما علم أن والدتي وضعت خميرة بيرة في الخبز كمحسنات جاهزة، وكان يهتم بشرب لبن الإبل من الناقة مباشرة دون تسخين.
ونوَّه قائلًا: اشتهر أبي في البلدة بأنه رجل مصالحات، إذ كان حريصًا على الإصلاح بين الناس ووأد الفتن، وكان ينتقل بين القرى لهذا الغرض، وكان الناس يأتون إليه في البيت للتقاضي والتصالح.
وأضاف: كان والدي شديد الحرص على الصلاة، حتى إنه كان يصلي بعينيه في الأوقات التي لم يستطع فيها فعل ذلك، كما صام رمضان الماضي كاملًا رغم كبر سنه.
وأكمل: لأبي عشرة أبناء خمسة ذكور وخمس إناث، وتوفي ثلاثة منهم في حياته، بالإضافة إلى أحفاده وأحفاد أحفاده الذين يقارب عددهم 35 فردًا، ولأبي سبعة إخوة أربعة إناث وثلاثة ذكور، أصغرهم يبلغ من العمر 79 عامًا، وأكبرهم 96 عامًا. أما جدي فقد توفي عن عمر يناهز 115 عامًا.
وأوضح: من المواقف الطريفة أن والدي فوجئ يومًا بتوقف بطاقة التموين الخاصة به، وعندما ذهب ليسأل عن السبب في مكتب التموين، أخبروه أن من تخطى الـ100 عام لا تموين له؛ فثار غضبًا وفي العزاء، عندما حضر مفتش التموين، همست له قائلًا: أنتم من قتلتم أبي، فضحك المفتش بصوت عالٍ في موقف محرج. فبادرت بالإشارة إلى الجميع أن الأمر كان نكتة غير مقصودة.
